بعد الضربة الإيرانية.. استئناف مفاجئ لحركة الطيران في الخليج

عادت حركة الطيران المدني تدريجيًا إلى طبيعتها في أجواء الخليج، بعد أن شهدت حالة من التوقف المؤقت على خلفية التصعيد الأمني في المنطقة، والذي بلغ ذروته مع الضربة الإيرانية التي استهدفت قاعدة العديد الجوية التابعة للولايات المتحدة في قطر.
وأعلنت السلطات الإماراتية، صباح اليوم الاثنين، عن استئناف رحلات الطيران المدني، بعد أن كانت قد قررت تعليقها بشكل احترازي، خشية تعرض الرحلات لأي تهديدات محتملة في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة.
إقرأ ايضاً:رغم العرض السعودي الضخم.."بيكير" يرفض الملايين ويختار البقاء مع الريدز الموسم المقبلملاك العقارات في 21 حياً بمكة على موعد مع هذا الإجراء.. هل حيك من ضمنها؟
القرار الإماراتي جاء متزامنًا مع خطوات مشابهة اتخذتها كل من الكويت والبحرين، حيث أعيد فتح المجال الجوي وعادت الرحلات التجارية إلى جدولها المعتاد، بعد تعليق مؤقت دام لساعات قليلة في أعقاب الهجوم الإيراني.
وقالت مصادر رسمية إن الإجراءات التي اتُخذت خلال الساعات الماضية كانت ضرورية لضمان سلامة حركة الملاحة الجوية، في ضوء التوترات المفاجئة التي فرضت نفسها على المجال الجوي الخليجي.
وكانت الضربة الإيرانية قد أثارت قلقًا واسعًا في أوساط شركات الطيران الإقليمية والدولية، نظرًا لما قد تسببه من تداعيات فورية على سلامة الطيران المدني، خاصة في منطقة تُعد من أكثر الممرات الجوية ازدحامًا في العالم.
وأشارت وكالة "الشرق بلومبيرج" إلى أن عودة الرحلات جاءت بعد تقييم دقيق للأوضاع، وتنسيق مكثف بين سلطات الطيران المدني في الدول الخليجية، لضمان تأمين الأجواء بشكل كامل قبل استئناف الملاحة.
في غضون ذلك، أكدت هيئات الطيران في الإمارات والبحرين والكويت أن جميع المطارات تعمل الآن بشكل طبيعي، وتمت إعادة جدولة الرحلات المتأثرة بالتأخير دون إلغاء أي مسارات دائمة.
ويُعد قرار استئناف الملاحة مؤشرًا على تراجع نسبي في حدة التوتر خلال الساعات الأخيرة، رغم استمرار القلق من احتمال تصعيد جديد قد يعيد فرض قيود على المجال الجوي في أي لحظة.
من جانبها، لم تُصدر السلطات القطرية تعليقًا رسميًا بشأن تأثر مطار حمد الدولي أو تعليق مؤقت لحركة الطيران، وسط مؤشرات بأن الرحلات في الدوحة استمرت جزئيًا بترتيبات محدودة عقب الهجوم.
وكانت شركات الطيران قد تلقت تعليمات بتجنّب التحليق في مناطق محددة في الخليج العربي فور وقوع الضربة، فيما بادرت بعض الشركات الدولية إلى تحويل مساراتها أو تعليق رحلاتها المتجهة إلى مطارات خليجية.
وفي هذا السياق، أكد مختصون في أمن الطيران أن الضربة الإيرانية شكّلت اختبارًا حقيقيًا لجهوزية دول الخليج في التعامل مع أزمات مفاجئة تمسّ سلامة الطيران، مشيرين إلى سرعة الاستجابة كعامل مهم في حماية الأرواح والحركة الجوية.
وتُعد قاعدة العديد في قطر واحدة من أهم المنشآت العسكرية الأمريكية في المنطقة، ما جعل استهدافها تطورًا لافتًا استوجب ردود فعل سريعة وحاسمة من دول الجوار لضمان عدم انتقال الخطر إلى المجال المدني.
ولم يتضح حتى الآن ما إذا كانت شركات الطيران ستواصل اتخاذ تدابير احتياطية على مستوى المسارات الجوية، أو أن استئناف الملاحة سيترافق مع عودة كاملة للعمليات التشغيلية دون تغييرات.
في الوقت ذاته، نصحت بعض الهيئات المسافرين بمتابعة مستجدات رحلاتهم عبر مواقع شركات الطيران، تحسبًا لأي تعديلات محتملة في المواعيد أو المسارات خلال الأيام القليلة المقبلة.
وبينما تعود حركة الطيران تدريجيًا إلى طبيعتها، لا تزال الأنظار تترقب تطورات المشهد الإقليمي، الذي قد يؤثر في أية لحظة على قرارات الملاحة الجوية في منطقة تتسم بالحساسية السياسية والأمنية الفائقة.