هل يفقد الأخضر توازنه في ربع النهائي؟.. إصابات تربك الحسابات قبل لقاء المكسيك المرتقب

لا يزال الغموض يحيط بموقف اثنين من نجوم المنتخب الوطني السعودي قبل المواجهة المنتظرة أمام منتخب المكسيك في ربع نهائي بطولة كأس كونكاكاف الذهبية 2025، التي تستضيفها الولايات المتحدة، ومع اقتراب صافرة البداية المقررة فجر الأحد المقبل، تتزايد التساؤلات حول مدى جاهزية الثنائي همام الهمامي وعبدالله مادو للمشاركة في هذا اللقاء المفصلي.
التقارير الطبية الأخيرة الصادرة عن الجهاز الطبي للمنتخب لم تحسم مصير اللاعبين بشكل قاطع، لكن المؤشرات الأولية تشير إلى تراجع فرصهما في اللحاق بالمباراة بسبب الإصابة، ما يشكل ضربة موجعة للمدرب الذي كان يعوّل عليهما في قلب الدفاع ومنطقة الوسط، وينتظر أن يتم اتخاذ القرار النهائي بشأن مشاركتهما خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة.
إقرأ ايضاً:فريق سعودي ينقذ معتمر ماليزي من الموت في اللحظة الأخيرةفروق جوهرية: دارة الملك عبدالعزيز توضح ما الذي يميز الوثائق الرسمية عن الوثائق الشخصية؟
همام الهمامي، الذي برز كأحد أهم الأسماء في خط الوسط خلال مباريات الدور الأول، يعاني من شد عضلي بسيط، فيما يعاني عبدالله مادو من إصابة في العضلة الخلفية، الأمر الذي دفع الجهاز الفني إلى وضع أكثر من سيناريو بديل تحسبًا لغيابهما عن اللقاء الحاسم، ويعمل الطاقم الطبي على تسريع عملية تعافي اللاعبين، مع مراعاة عدم المجازفة بإشراكهما ما لم يكونا في كامل الجاهزية البدنية.
ورغم أن المنتخب السعودي قدم أداءً قويًا خلال مباريات دور المجموعات، إلا أن مواجهة المكسيك تُعد الأصعب حتى الآن، نظرًا لما يتمتع به المنتخب اللاتيني من خبرة دولية طويلة ومستوى بدني عالٍ، الأمر الذي يجعل غياب أي عنصر أساسي من التشكيلة بمثابة خلل استراتيجي قد يغيّر من موازين اللقاء.
ويبدو أن المدرب الوطني في حيرة من أمره، خاصة أن الخيارات البديلة المتاحة لا تمتلك نفس الخبرة الدولية للثنائي المحتمل غيابه، ما قد يضطره إلى إعادة ترتيب بعض الأدوار داخل الملعب، أو اللجوء إلى خطة أكثر تحفظًا للحد من خطورة الهجمات المكسيكية المتوقعة، وتبقى جاهزية الهمامي ومادو عاملًا حاسمًا في قراراته المقبلة.
ومن المنتظر أن يُجري الجهاز الطبي آخر الفحوصات الطبية صباح السبت لتقييم الحالة الصحية النهائية لكلا اللاعبين، قبل تقديم التوصية الفنية التي ستعتمد عليها إدارة المنتخب في اتخاذ القرار بالمشاركة أو الإعفاء، وفي حال التأكد من عدم الجاهزية، سيتم الإعلان رسميًا عن غيابهما مساء السبت.
وتأتي هذه الأنباء في وقت حساس للغاية، حيث يطمح المنتخب الوطني للوصول إلى نصف نهائي البطولة لأول مرة منذ انضمامه إلى كأس كونكاكاف الذهبية، بعد أن نجح في تصدر مجموعته بأداء مقنع وروح قتالية عالية، مما رفع سقف طموحات الجماهير ووسائل الإعلام الرياضية.
الشارع الرياضي السعودي بات يعيش حالة من الترقب والقلق، فالجميع يدرك أن مواجهة المكسيك لن تكون سهلة بأي حال من الأحوال، وأن اكتمال الصفوف عامل ضروري لتقديم مباراة قوية تليق باسم المنتخب، خصوصًا بعد المستوى الكبير الذي ظهر به اللاعبون في اللقاءات السابقة.
وتسعى إدارة المنتخب إلى الحفاظ على التركيز داخل المعسكر، ومنع تسرب القلق إلى بقية العناصر، حيث أُحيط ملف إصابة اللاعبين بسرية كاملة حتى لا يؤثر على المعنويات العامة، ومع ذلك، بدأت التكهنات تتصاعد في وسائل الإعلام حول التشكيلة المحتملة التي سيخوض بها الأخضر اللقاء.
وفي حال تم استبعاد اللاعبين بشكل رسمي، فمن المرجح أن يتم الدفع بلاعبين شباب أثبتوا كفاءتهم في بعض مباريات دور المجموعات، لكن التحدي الأكبر يكمن في مدى قدرتهم على مجاراة السرعة والخبرة التي يتمتع بها لاعبو المكسيك، وهنا تبرز أهمية الدعم التكتيكي والخططي الذي سيقدمه المدرب خلال دقائق المباراة.
الجماهير السعودية لا تزال متفائلة رغم هذه التطورات، مستندة إلى الأداء الجماعي الذي ظهر عليه الأخضر خلال البطولة، وروح الفريق التي تغلبت على بعض العقبات في الدور الأول، كما أن لاعبي المنتخب يدركون جيدًا أهمية هذه المواجهة بالنسبة لتاريخ الكرة السعودية على مستوى قارات العالم.
التحدي المقبل لا يقتصر على الجاهزية البدنية فقط، بل يمتد إلى الجانب الذهني والنفسي، فمباراة بهذا الحجم تتطلب أعلى درجات التركيز والانضباط، وهو ما يعمل عليه الطاقم الإداري والفني في الأيام القليلة المتبقية قبل اللقاء المنتظر، وبين الأمل والحذر، يبقى الجمهور في حالة ترقب لما ستسفر عنه الفحوصات النهائية.