جازان.. قلاع حجرية تحاكي العمق التاريخي للمنطقة

قلاع جازان تحكي تاريخًا عريقًا
كتب بواسطة: محمد لؤلؤ | نشر في  twitter

تُشكّل القلاع والبيوت الحجرية في منطقة جازان إرثًا معماريًا وإنسانيًا نادرًا، يحكي تفاصيل حياة الأجداد، ويجسد الارتباط العميق بين الإنسان وبيئته الطبيعية المتنوعة. فهذه المنشآت التاريخية لا تقف فقط كرموز جمالية على سفوح الجبال أو في بطون الأودية، بل تمثل ذاكرة حية لأساليب البناء التقليدي، حيث استُخدمت فيها خامات محلية كالطين والجير والمرو والأحجار الضخمة التي منحتها قدرة استثنائية على مقاومة العوامل البيئية عبر العصور.

واحتفظت هذه القلاع والبيوت بطابعها المعماري الفريد الذي يعكس تنوع أنماط الحياة في جازان، حيث يتراوح ارتفاع بعضها بين طابقين وسبعة طوابق أو أكثر، وتضم مساحات داخلية متنوعة، منها الغرف الواسعة ذات النوافذ الكبيرة التي تُطل على فناء داخلي، كما استخدم السكان تصميمات دائرية ومربعة وفق الحاجة والظروف المعيشية، ما أضفى على هذه المباني طابعًا شخصيًا وهوية مميزة.


إقرأ ايضاً:السعودية تتصدر دول العالم في تنمية الاتصالات والتحول الرقمي 2025بعد بداية الموسم.. تراجع أسعار الرطب بنسبة 50% في بعض مناطق المملكة

وتُعد هذه المعالم مقصدًا سياحيًا بامتياز، يستقطب الزوار من مختلف المناطق لاكتشاف أسرار البناء التقليدي، ولمشاهدة تفاصيل هندسية دقيقة مثل النقوش الحجرية على الجدران، وخزانات المياه المنحوتة في الصخور، والأسقف الخشبية المدعمة بالقصب المعروف محليًا بـ"الجراع"، والتي تمنح البيوت عزلًا طبيعيًا ضد حرارة الصيف وبرودة الشتاء.

ويبرز دور هذه القلاع والبيوت الحجرية في الحياة الاجتماعية للسكان، إذ لم تكن مجرد مساكن، بل مراكز للأنشطة الثقافية والاجتماعية، تستضيف الاجتماعات العائلية والاحتفالات والمناسبات الكبرى، ما يعكس ترابط المجتمع الجازاني ويمنح هذه الأبنية قيمة رمزية تتجاوز كونها مجرد هياكل حجرية.

اليوم، تستمر هذه المعالم في أداء دورها، ليس فقط كوجهة للزوار، بل كذاكرة معمارية حية تحفظ حكايات الأجداد، وتوثق المهارات الحرفية التي توارثتها الأجيال، لتبقى شاهدة على أصالة جازان وتراثها الذي لا يزال ينبض بالحياة في وجدان السكان والزائرين.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية