الشرط الأغرب في الميركاتو.. لماذا يجب أن يوافق النصر على صفقة بين فنربخشة وأستون فيلا؟

في عالم انتقالات كرة القدم المعقد، قد تظهر أشباح الصفقات القديمة لتعرقل الحاضر، وهذا بالضبط ما يحدث في قصة انتقال المهاجم الكولومبي جوان دوران، الذي يجد حلمه بالانضمام إلى نادي فنربخشة التركي مهددًا بسبب توقيع لم يكتمل في صفقة أخرى قد طويت صفحتها.
فبينما كانت جماهير النادي التركي تستعد للاحتفال بقدوم مهاجمها الجديد، الذي اختاره المدرب العالمي جوزيه مورينيو ليكون جزءًا من ثورته في الفريق، ظهرت عقبة غير متوقعة من الرياض، وتحديدًا من نادي النصر السعودي، الذي أصبح دون قصد حجر عثرة في طريق إتمام الصفقة.
إقرأ ايضاً:لتمكين المرأة السعودية.. وزارة الصحة تعيّن أول امرأة في منصب مديرة فرعوسط أجواء تنافسية مفعمة بالحماس والترقب...عشرة أشواط حماسية تنتظر جماهير الهجن في نجران اليوم
القصة بدأت بشكل مثالي، حيث توصل ناديا فنربخشة وأستون فيلا الإنجليزي إلى اتفاق كامل بشأن انتقال دوران إلى تركيا على سبيل الإعارة لموسم واحد، وتم الاتفاق على كافة البنود المالية والفنية، ولم يتبق سوى الإعلان الرسمي عن الصفقة.
لكن ما لم يكن في الحسبان، هو أن نادي النصر كان قد دخل في مفاوضات ثلاثية جادة في وقت سابق لضم اللاعب نفسه، قبل أن يغير رأيه ويتراجع عن الصفقة، وهذا التراجع هو الذي خلق الأزمة الحالية، حيث ترك خلفه "شبحًا" إداريًا يطارد مستقبل اللاعب.
وبحسب ما كشفه الصحفي التركي الموثوق ياجيز سابونجولو، فإن اللوائح الإجرائية تقتضي أن يقوم نادي النصر، كونه كان طرفًا رسميًا في المفاوضات الأولية، بتوثيق انسحابه من الصفقة عبر ورقة رسمية يتم تقديمها لرابطة الدوري السعودي، وهو الإجراء البسيط الذي لم يتم حتى الآن.
هذه "الورقة المفقودة" جمدت العملية بأكملها، فأصبح نادي فنربخشة، الذي أتم كل ما عليه، غير قادر على تسجيل اللاعب في كشوفاته بشكل رسمي، وأصبح اللاعب نفسه عالقًا في limbo إداري، لا هو لاعب في أستون فيلا بشكل كامل، ولا هو لاعب في فنربخشة بشكل رسمي.
وأكد سابونجولو أن المشكلة لا علاقة لها بالمال أو بأي خلافات جديدة، بل هي محض إجراء بيروقراطي، لكنه إجراء حاسم لا يمكن المضي قدمًا بدونه، مما وضع إدارة النادي التركي في حالة من الإحباط، وهي ترى صفقتها شبه المكتملة تتعطل بسبب طرف ثالث.
إن هذا الموقف يسلط الضوء على الشبكة المعقدة التي تحكم انتقالات اللاعبين عالميًا، وكيف يمكن لمفاوضات تمت في السعودية أن تؤثر بشكل مباشر على صفقة تتم في تركيا، مما يؤكد على ضرورة الالتزام الدقيق بكافة الخطوات الإدارية لضمان عدم حدوث مثل هذه العراقيل.
والآن، يمارس نادي فنربخشة ضغوطه عبر القنوات الدبلوماسية، ويأمل في أن تتفهم إدارة نادي النصر الموقف، وتسرع في إنهاء هذا الإجراء الإداري البسيط، لتطلق سراح اللاعب وتسمح له بالالتحاق بفريقه الجديد الذي ينتظره بفارغ الصبر.
والسؤال الذي يطرح نفسه في الأوساط الرياضية، هو عن سبب هذا التأخير من جانب النادي السعودي، فهل هو مجرد سهو إداري في خضم انشغال النادي بصفقاته الأخرى، أم أن هناك أسبابًا أخرى غير معلنة أدت إلى هذا الموقف المحير؟
إن الكرة الآن في ملعب إدارة "العالمي"، التي بيدها مفتاح حل هذه الأزمة، فبتوقيع واحد يمكنها أن تنهي معاناة لاعب ونادٍ ينتظران على أحر من الجمر، وأن تثبت احترافيتها في التعامل مع مثل هذه المواقف الإدارية المعقدة.
ويأمل المدرب جوزيه مورينيو، المعروف برغبته في حسم تشكيلته مبكرًا، في ألا يطول هذا الانتظار، حتى يتمكن من بدء العمل مع مهاجمه الكولومبي، ودمجه في خططه الفنية استعدادًا للموسم الجديد الذي يحمل طموحات كبيرة للعملاق التركي.
وفي نهاية المطاف، تظل قصة جوان دوران تذكيرًا بأن عالم كرة القدم لا يقتصر على ما يحدث داخل الملعب، بل إن هناك كواليس إدارية وقانونية معقدة، قد تكون في بعض الأحيان أكثر تأثيرًا وإثارة من الأهداف والمباريات نفسها.