في عمليتين منفصلتين.. "الأمن البيئي" يطيح بـ 12 مخالفاً في تبوك والمدينة.. فماذا كانوا يفعلون؟

انتبهت الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية، ممثلة في القوات الخاصة للأمن والحماية، إلى أنشطة غير مشروعة تهدد سلامة البيئة، مما دفعها للتحرك الفوري والحاسم لردع المخالفين وتطبيق القانون، تأكيدًا على التزام المملكة بحماية مواردها الطبيعية وصونها للأجيال القادمة.
في عملية نوعية، نجحت القوات في ضبط إحدى عشرة مقيمًا من جنسيات مختلفة، شملت اليمنية والباكستانية والهندية، وقد تم رصد هؤلاء المخالفين في منطقة تبوك، حيث كانوا يمارسون أنشطة غير قانونية تتعلق باستغلال الرواسب الطبيعية.
إقرأ ايضاً:تغييرات مفاجئة في صفوف النصر.. "هييرو" يرحل و"رونالدو" يقترب من البقاءبـ 51 لغة.. توفير شاشات تفاعلية جديدة في جوامع المدينة المنورة لخدمة المصلين
لم يقتصر الأمر على مجرد استغلال الرواسب، بل استخدم المخالفون إحدى عشرة معدة ثقيلة، تم توظيفها في عمليات نقل الرمال وتجريف التربة على نطاق واسع، هذه المعدات، التي يفترض أن تُستخدم في أنشطة بناء وتنمية مشروعة، كانت أدوات لتدمير البيئة وإحداث أضرار بالغة بالنظام البيئي الهش.
تلك الممارسات غير المسؤولة لا تقتصر آثارها على تدهور التربة وتغيير معالمها الطبيعية فحسب، بل تمتد لتشمل الإخلال بالتوازن البيئي وتأثيرها السلبي على التنوع البيولوجي في المنطقة، إن تجريف التربة بهذه الطريقة العشوائية يمكن أن يؤدي إلى تعرية الأرض وجعلها عرضة للتصحر.
فما قام به هؤلاء المقيمون يعتبر خرقًا واضحًا للوائح والقوانين البيئية التي تهدف إلى تنظيم استخدام الموارد الطبيعية ومنع استنزافها بشكل غير مشروع، وعليه، فقد تم تطبيق الإجراءات النظامية بحقهم، في إشارة واضحة إلى أن المملكة لن تتهاون مع أي جهة تحاول المساس بسلامة بيئتها.
على صعيد متصل، وبعيدًا عن ملف استغلال الرواسب، كانت القوات الخاصة للأمن البيئي على أهبة الاستعداد لضبط مخالفات أخرى لا تقل خطورة، فقد تمكنت من رصد مواطن في منطقة المدينة المنورة، يرتكب مخالفة بيئية تتعلق بالنقل غير المشروع للحطب المحلي.
والمواطن المخالف هذا كان ينقل كمية كبيرة من الحطب المحلي، بلغت ستة عشر مترًا مكعبًا، في عملية تتنافى مع القوانين التي تحظر أو تقيد قطع الأشجار المحلية ونقلها، هذه الكميات الضخمة من الحطب تشير إلى أن النشاط كان يتجاوز الاستخدام الشخصي، وقد يكون جزءًا من تجارة غير مشروعة.
إن عمليات قطع الأشجار ونقل الحطب المحلي بهذه الكميات تؤثر سلبًا على الغطاء النباتي وتساهم في التصحر وتدهور البيئة الطبيعية، كما أنها تُلحق ضررًا كبيرًا بالأشجار التي تعد جزءًا لا يتجزأ من التنوع البيولوجي والمناخي في المنطقة.
وفي ضوء ذلك، قامت الجهات المختصة بتسليم الكميات المضبوطة من الحطب للجهة المعنية، وذلك لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها، ولتأكيد أن أي ممارسات غير قانونية تتعلق بالموارد الطبيعية ستواجه برد فعل حاسم وفوري من قبل الدولة.
ولم تكتفِ القوات الخاصة بالتصدي لتلك المخالفات، بل حرصت على توجيه تحذير شديد اللهجة للمواطنين والمقيمين على حد سواء، مؤكدة على أن عقوبة نقل الحطب والفحم المحليين تعد من العقوبات الرادعة، حيث تصل إلى ستة عشر ألف ريال لكل متر مكعب يتم نقله.
هذا التحذير ليس مجرد تذكير بالعقوبات، بل هو دعوة صريحة للوعي البيئي والمسؤولية المجتمعية، فالحفاظ على البيئة ليس مسؤولية الجهات الأمنية وحدها، بل هو واجب مشترك يقع على عاتق كل فرد في المجتمع.
كما أكدت القوات على أهمية دور المواطن في الإبلاغ عن أي تجاوزات أو اعتداءات على البيئة أو الحياة الفطرية، وذلك من خلال الأرقام المخصصة لذلك، في خطوة تعزز من الشراكة المجتمعية في حماية الموارد الطبيعية.
ففي مناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والمنطقة الشرقية، يمكن الإبلاغ عن المخالفات عبر الرقم الموحد (911)، بينما تخصص أرقام (999) و(996) لبقية مناطق المملكة، لضمان سرعة الاستجابة والتعامل مع البلاغات بفاعلية.
إن هذه الإجراءات الحازمة، والتحذيرات المتكررة، والتسهيلات المقدمة للإبلاغ عن المخالفات، كلها تأتي في إطار جهود المملكة المستمرة نحو بناء مستقبل بيئي مستدام، وحماية ثرواتها الطبيعية من أي استغلال غير مشروع يهدد سلامة البيئة وصحة الإنسان.