بـ 51 لغة.. توفير شاشات تفاعلية جديدة في جوامع المدينة المنورة لخدمة المصلين

بـ 51 لغة.. توفير شاشات تفاعلية جديدة في جوامع المدينة المنورة لخدمة المصلين
كتب بواسطة: سعد محمد | نشر في  twitter

في خطوة غير مسبوقة، أطلقت وكالة شؤون المسجد النبوي مشروعًا نوعيًا لتركيب شاشات تفاعلية بعدد من الجوامع الكبرى في المدينة المنورة، وذلك في إطار رؤية تطويرية متكاملة تستهدف تعزيز تجربة الزوار والمعتمرين من مختلف أنحاء العالم.

المبادرة الجديدة تعتمد على شاشات إلكترونية ذكية مزوّدة بتقنية العرض بعدة لغات تصل إلى 51 لغة عالمية، بما يتيح لغير الناطقين بالعربية الوصول إلى المحتوى الديني والإرشادي بكل سهولة، ويُسهم في رفع مستوى التواصل بين الحرمين الشريفين والزوار من كل الجنسيات.


إقرأ ايضاً:مستشفى ينبع يسجل أول نجاح جراحي نوعي في العمود الفقريبعد غيابه عن دور المجموعات..فحص حاسم يحدد مصير "آل سعد".. هل يعود للمشاركة أمام المكسيك؟

الشاشات ليست مجرد وسائط عرض ثابتة، بل تتيح تفاعلًا مباشرًا من خلال اللمس، حيث يمكن للزائر أن يختار اللغة المناسبة له، ويتنقّل بين أقسام متخصصة تشمل: تعليمات الصلاة، شرح مناسك العمرة، آداب المسجد، أوقات الصلوات، مواقع الخدمات، ومحتويات تثقيفية أخرى.

الهدف من هذه التقنية المتقدمة هو توفير بيئة معرفية سهلة وآمنة تواكب الحراك العالمي في خدمة الحجاج والمعتمرين، وتعكس الصورة الحقيقية لما توليه المملكة من اهتمام بالغ بخدمة ضيوف الرحمن، لا سيما في الأماكن المقدسة.

ويُعد المشروع جزءًا من خطة التحول الرقمي التي تنفذها رئاسة شؤون الحرمين، والتي تسعى من خلالها إلى تسخير التقنية الحديثة لخدمة الشعائر الدينية، وتقديم المعلومات والإرشادات بطريقة مبسطة وشاملة لملايين الزوار سنويًا.

اختيار 51 لغة لم يكن عشوائيًا، بل جاء بناء على دراسات مستفيضة حول اللغات الأكثر استخدامًا بين قاصدي المسجد النبوي، وشمل ذلك لغات آسيوية، إفريقية، أوروبية، بالإضافة إلى لغات الأقليات المسلمة في القارات المختلفة.

التقنيات المستخدمة في هذه الشاشات تعتمد على معالجات سريعة وعرض مرئي عالي الجودة، كما تم تصميم الواجهات البرمجية بطريقة تضمن السهولة في الاستخدام حتى لكبار السن أو من لا يملكون خلفية تقنية كبيرة، مما يعزز من شمولية المشروع وتأثيره الفعلي.

وتضمنت المنصة الرقمية للشاشات محتوى دينيًا موثوقًا تم إعداده بالتعاون مع علماء ومشايخ من هيئة المسجد النبوي، لضمان صحة المعلومات واتساقها مع المنهج الوسطي المعتدل، مع مراعاة الاختلافات المذهبية في بعض الأحكام لتجنب اللبس والارتباك.

كما تتيح الشاشات عرض فتاوى مختصرة حول أكثر الأسئلة المتكررة من الزوار، وتحديثات فورية تتعلق بمواعيد الخطب والدروس اليومية، وأي تنبيهات إدارية خاصة بتوجيه الحشود أو الأمور التنظيمية داخل المسجد والمنطقة المركزية المحيطة به.

أُطلقت هذه المبادرة بالتزامن مع ازدياد أعداد المعتمرين والسياح الدينيين خلال فترة الصيف، في رسالة واضحة بأن المدينة المنورة تواكب المتغيرات وتُسخّر أحدث ما توصلت إليه التقنية لخدمة الحاج والزائر بكل احترام وإنسانية.

الزوار تفاعلوا مع هذه الشاشات منذ الأيام الأولى لإطلاقها، حيث وثّقت عدسات الزائرين استخدام مسلمين من جنسيات تركية، ماليزية، أوزبكية، فرنسية، وأمريكية للشاشات بلغاتهم الأم، وسط حالة من الإعجاب والانبهار بسهولة الاستخدام وتنوع المحتوى.

العديد من المراقبين وصفوا الخطوة بأنها "قفزة نوعية" في ربط التقنية بالروحانيات، إذ لم تعد الوسائل التقليدية كافية في عالم يتغير بسرعة، ما يجعل التحول الرقمي في الجوامع الكبرى ضرورة لا رفاهية.

هذا المشروع يعزز مكانة المدينة المنورة كمركز حضاري إسلامي منفتح على العالم، ويؤكد على أن خدمة الحرمين لا تقتصر على البنية التحتية والخدمات الميدانية، بل تمتد إلى الجانب الثقافي والمعرفي وتقديم الدين بلغة معاصرة يفهمها الجميع.

الخطوة القادمة، بحسب بعض المسؤولين، قد تشمل دمج هذه الشاشات مع تطبيقات الهواتف الذكية، وربطها بمنصة موحدة تُمكن الزوار من متابعة المحتوى قبل وأثناء وبعد زيارتهم، مما يخلق تجربة روحية ومعرفية متكاملة تبدأ من أي مكان في العالم وتنتهي في رحاب المدينة الطاهرة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية