السوق السعودي يتأثر بتقلبات عالمية ويغلق منخفضًا عند 11163

السوق السعودي
كتب بواسطة: رضا شحاتة | نشر في  twitter

شهدت سوق الأسهم السعودية تراجعًا جماعيًا في نهاية تداولات اليوم، حيث أغلق المؤشر العام للسوق "تاسي" على انخفاض ملحوظ بلغ 78 نقطة، ليغلق عند مستوى 11163 نقطة، وسط تداولات ضعيفة نسبيًا عكست حالة الترقب لدى المستثمرين.

وسجلت جلسة اليوم انخفاضًا لأسهم 133 شركة مدرجة، في مقابل ارتفاع أسهم 76 شركة فقط، فيما استقرت أسهم 10 شركات دون تغيير، في مؤشر واضح على اتساع دائرة الضغوط البيعية التي أثّرت على غالبية القطاعات.


إقرأ ايضاً:"سكني" يوضح شروط إعفاء ضريبة العقار عن المسكن الأولكان على بعد "لحظات من الموت".. كيف أنقذ أطباء العلا حياة شاب سعودي تعرض لحادث مروع؟

وقد بلغت قيمة التداولات في السوق نحو 4.2 مليارات ريال، توزعت على أكثر من 180 مليون سهم، عبر تنفيذ ما يزيد عن 320 ألف صفقة، وهو ما يعكس تراجعًا في شهية المخاطرة لدى المتداولين مقارنة بالجلسات السابقة.

وكان قطاع البنوك والبتروكيماويات من بين أكثر القطاعات تأثرًا بالتراجع، إذ شهدت أسهم قيادية مثل "سابك" و"الأهلي السعودي" و"الراجحي" ضغوط بيع واضحة، ساهمت في تعزيز موجة التراجع التي طغت على المؤشر العام.

من جانب آخر، تراجعت أسهم شركات النمو والمتوسطة الحجم، التي كانت قد شهدت ارتفاعات قوية خلال الأسابيع الماضية، مما يشير إلى حركة تصحيح طبيعية، وإن جاءت في وقت يفتقر إلى محفزات إيجابية واضحة تدعم الاتجاه الصاعد للسوق.

ويأتي هذا التراجع وسط مخاوف عالمية متجددة تتعلق باتجاه أسعار الفائدة، وتذبذب الأسواق الدولية، خاصة بعد صدور بيانات اقتصادية أمريكية أعادت الجدل حول توقيت خفض الفائدة، ما أثر على أسواق المنطقة بشكل عام، والسوق السعودي على وجه الخصوص.

ويرى محللون أن السوق يمر بمرحلة تجميع وتقييم، بعد الأداء المتذبذب الذي طبع تحركاته منذ مطلع الربع الثاني، في ظل غياب محفزات داخلية قوية، باستثناء النتائج المالية الفصلية المرتقبة، والتي قد تُحدث بعض التحركات الفردية على مستوى الأسهم.

ولم تسلم حتى الشركات ذات الأداء التشغيلي القوي من التراجع، حيث انخفضت أسهم شركات كانت قد أعلنت عن نتائج إيجابية في الربع الأول، وهو ما يعكس ميلًا عامًا لجني الأرباح، أكثر من كونه نتيجة لتراجع في أساسيات تلك الشركات.

وتُعد هذه الجلسة واحدة من أضعف جلسات يونيو من حيث الزخم الشرائي، حيث بدا واضحًا أن المستثمرين يفضلون الوقوف على الهامش في انتظار إشارات أوضح حول اتجاه السوق، سواء من خلال إفصاحات الشركات أو التطورات الاقتصادية الإقليمية والعالمية.

ورغم التراجع العام، برزت بعض الشركات في المنطقة الخضراء، لا سيما في قطاعي التأمين والاتصالات، حيث سجلت بعض الأسهم ارتفاعات محدودة مدعومة بنتائج تشغيلية مستقرة أو أخبار إيجابية تخص عقودًا أو توسعات مستقبلية.

وارتفع سهم "شركة الاتصالات السعودية STC" بنحو 1.2% مدفوعًا بتقارير تشير إلى توسعات جديدة في خدمات الجيل الخامس، كما صعد سهم "بوبا العربية" بنسبة 0.9% مع استمرار الإيجابية تجاه نتائج أعمالها وتوزيعاتها النقدية.

ويُرجح أن يستمر السوق في هذه الحركة العرضية إلى أن تتضح الصورة بشأن تحركات البنوك المركزية العالمية، وأثرها المتوقع على السيولة، إضافة إلى نتائج الشركات للربع الثاني، التي ستبدأ بالظهور خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

ويتابع المستثمرون أيضًا عن كثب أداء الاقتصاد المحلي، والتوجهات الحكومية المتعلقة ببرامج التحفيز والخصخصة، التي يمكن أن تخلق فرصًا استثمارية جديدة، وتضفي زخمًا على السوق في النصف الثاني من العام.

من جهة أخرى، أشار عدد من المحللين إلى أن مستويات الدعم الفنية للمؤشر العام تقف حاليًا عند حاجز 11080 نقطة، بينما تُعد منطقة 11300 نقطة مقاومة قصيرة الأجل، مما يجعل تداولات الأيام المقبلة حاسمة في تحديد اتجاه السوق على المدى القريب.

وفي ظل هذه المعطيات، تظل النظرة المستقبلية للسوق متحفظة، لكن غير متشائمة، إذ يرى بعض المستثمرين أن التراجعات الحالية قد تفتح المجال لبناء مراكز جديدة بأسعار أكثر جاذبية، حال ظهور مؤشرات فنية إيجابية خلال الفترة المقبلة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية