كان على بعد "لحظات من الموت".. كيف أنقذ أطباء العلا حياة شاب سعودي تعرض لحادث مروع؟
تمكن فريق طبي بمستشفى الأمير عبدالمحسن في محافظة العلا من إنقاذ حياة شاب عشريني بعد أن وصل إلى طوارئ المستشفى وهو يعاني من إصابات شديدة وحرجة نتيجة حادث مروري مروّع كاد يودي بحياته.
ووفقًا لتفاصيل الحالة، فقد تم استقبال المصاب وهو في وضع صحي متدهور للغاية، حيث كان يعاني من نزيف داخلي، وكسور متفرقة، وارتجاج حاد في الدماغ، الأمر الذي استدعى تدخلاً طبيًا فوريًا وسريعًا.
إقرأ ايضاً:مشهد لا ينسى.... الهلال يفجرها بهدفين التعادل في شباك مانشستر سيتي!بلانيس يحسم الجدل حول شائعة الرحيل... والاتحاد قادم بصفقات نارية!
الفريق الطبي المتخصص باشر على الفور تقييم الحالة في غرفة الإنعاش، حيث أظهرت الفحوصات الأولية وجود تهتك في منطقة البطن، وكسر في الحوض، إضافة إلى تجمع دموي كبير حول الرئة، مما وضع حياة المريض في خطر داهم.
وعلى ضوء الحالة الطارئة، تم استدعاء فريق جراحي متكامل من قسم الجراحة العامة وجراحة الصدر والعظام والتخدير، حيث بدأت رحلة دقيقة من الإجراءات المنقذة للحياة داخل غرفة العمليات استمرت عدة ساعات.
خلال العملية، تم إيقاف النزيف الداخلي في منطقة البطن، وإصلاح التمزقات الحادة في الأوعية الدموية، إلى جانب إجراء تدخلات لتصريف الدم من الرئة وتثبيت الكسور باستخدام تقنيات دقيقة لضمان استقرار الوضع الحيوي للمريض.
وعقب العملية، نُقل الشاب إلى وحدة العناية المركزة تحت الملاحظة الدقيقة لمدة 48 ساعة، حيث وُضع على أجهزة دعم الحياة، وتلقى عناية مركزة شاملة لمتابعة المؤشرات الحيوية والتأكد من استقرار وظائف الأعضاء.
وأشار الطاقم الطبي إلى أن استجابة المريض للعلاج كانت إيجابية ومبشرة منذ الساعات الأولى، حيث بدأت المؤشرات الحيوية بالتحسن تدريجيًا، مما ساعد على رفع مستوى الأمل في تجاوزه لمرحلة الخطر.
وبعد خمسة أيام من المتابعة المكثفة، تمكن الشاب من التنفس بشكل طبيعي دون أجهزة مساعدة، كما بدأت حركته تعود تدريجيًا، وبدأ يتجاوب مع الفريق الطبي، الأمر الذي عُدّ إنجازًا طبيًا بالنظر إلى خطورة الإصابة.
وفي تعليق على الحالة، أوضح مدير المستشفى أن إنقاذ حياة الشاب يعكس جاهزية المستشفى للتعامل مع الحالات الحرجة، وكفاءة الفرق الطبية متعددة التخصصات، مؤكدًا أن التنسيق السريع بين الأقسام كان عاملًا حاسمًا في إنقاذ المريض.
ولفت إلى أن مستشفى الأمير عبدالمحسن بالعلا يواصل تطوير قدراته الطبية والتجهيزية ضمن منظومة الصحة السعودية، ليكون مركزًا متقدمًا في تقديم الخدمات الطارئة والحالات المعقدة لأبناء المنطقة وزوارها.
من جانبها، عبرت أسرة المصاب عن امتنانها العميق للفريق الطبي على جهودهم الكبيرة، مثمنة سرعة التعامل والاهتمام بالحالة منذ لحظة دخول المستشفى حتى تجاوز مرحلة الخطر وبدء التعافي.
الحالة أصبحت حديث المجتمع المحلي في العلا، خاصة في ظل حجم التحدي الذي واجهه الطاقم الطبي، والتفاني الذي أبدوه في سبيل إنقاذ حياة مريض كان على بعد لحظات من الموت.
وتُعد هذه الواقعة دليلًا حيًا على الجهود المبذولة من وزارة الصحة السعودية للارتقاء بمستوى الرعاية الصحية في المناطق الطرفية، وتوفير كوادر مؤهلة وتجهيزات متطورة قادرة على التعامل مع أكثر الحالات تعقيدًا.
ويواصل الشاب المصاب حاليًا مراحل التأهيل البدني والنفسي، تمهيدًا لخروجه من المستشفى خلال الأسابيع المقبلة، بعد الاطمئنان التام على استقرار حالته واستعادته لوظائفه الحيوية بشكل كامل.