نادي النصر أمام قرار صعب في الصيف.."لابورت" على أعتاب الرحيل والعروض تنهال قبل دخول العام الأخير

يبدو أن مستقبل المدافع الإسباني إيميريك لابورت يقترب من التحول مجددًا نحو الملاعب الأوروبية، مع تصاعد التقارير التي تشير إلى رغبة نادي أتلتيك بلباو الإسباني في استعادته خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، ويمثل هذا التحرك فرصة مزدوجة للاعب ولناديه السابق، حيث يسعى بلباو لتعزيز خط دفاعه بلاعب يملك الخبرة الدولية، فيما يتطلع لابورت إلى العودة للقارة العجوز بهدف حجز مقعد في مونديال 2026.
اللاعب البالغ من العمر 31 عامًا يُمارس ضغطًا واضحًا على إدارة نادي النصر السعودي من أجل تسهيل خروجه هذا الصيف، مدفوعًا بطموح تمثيل المنتخب الإسباني مجددًا في كأس العالم المقبلة، وتشير مصادر قريبة من اللاعب إلى أنه يرى في العودة إلى أجواء المنافسات الأوروبية أفضل وسيلة لإقناع لويس دي لا فوينتي، مدرب "لاروخا"، بقدرته على استعادة موقعه في الخط الخلفي للمنتخب.
إقرأ ايضاً:جامعة طيبة تطلق برنامج "تجسير" لتمكين الكوادر الصحية من استكمال البكالوريوستنبيه عاجل.. أجواء لاهبة وحارقة ورياح محملة بالأتربة تصيب عدة مناطق بالمملكة!
ورغم أن لابورت سبق وألمح إلى حلمه باللعب في صفوف ريال مدريد، إلا أن هذا الطموح لم يتبلور إلى مفاوضات رسمية، ما دفع اللاعب لإعادة تقييم الخيارات المتاحة، ومع اشتداد المنافسة في مركز قلب الدفاع داخل المنتخب الإسباني، فإن اللعب بشكل منتظم في دوري قوي بات أولوية قصوى للمدافع المتمرس.
التقارير الصحفية الصادرة مؤخرًا كشفت أن اهتمام الأندية الأوروبية باللاعب ليس محصورًا ببلباو فقط، إذ يتابعه عن قرب كل من آرسنال وأستون فيلا من الدوري الإنجليزي الممتاز، إضافة إلى أندية لها وزنها في القارة مثل إنتر ميلان ونابولي من إيطاليا، ومارسيليا الفرنسي، ويبدو أن اتصالات غير مباشرة بدأت بالفعل بين بعض هذه الأندية وممثلي اللاعب لجس نبضه قبل التقدم بعروض رسمية.
ويمتد عقد لابورت الحالي مع النصر حتى يونيو 2026، ما يمنح النادي السعودي أفضلية تفاوضية خلال هذا الصيف، باعتبار أن بيعه في الوقت الحالي قد يُدرّ عائدًا ماليًا جيدًا قبل أن يدخل اللاعب عامه الأخير في العقد، ويقال إن إدارة النصر لا تمانع الاستماع للعروض، شريطة أن تكون مناسبة ماديًا وتراعي قيمة اللاعب السوقية وخبرته.
ووفقًا لصحيفة "آس" الإسبانية، فإن نادي يوفنتوس الإيطالي دخل بدوره على خط المفاوضات، ليصبح منافسًا مباشرًا لأتلتيك بلباو على الصفقة، خاصة أن الفريق الإيطالي يبحث عن تدعيم دفاعه بلاعب يجمع بين المهارة والقيادة والخبرة الدولية، وتُشير المصادر إلى أن النادي الإيطالي قد يكون قادرًا على تقديم عرض مالي أكثر جاذبية من بلباو، سواء للنصر أو للاعب نفسه.
إلا أن العائق الأكبر الذي يهدد عودة لابورت إلى "سان ماميس" يتمثل في راتبه المرتفع مع النصر، والذي يُقدّر بحوالي 25 مليون يورو سنويًا، وهو رقم يفوق بكثير سقف الرواتب في النادي الباسكي، ولفرضية العودة إلى بلباو أن تتحقق، سيتعين على لابورت قبول تخفيض يتجاوز 50% من راتبه، وهو ما قد يتطلب منه تنازلًا كبيرًا مقابل حلم العودة لبلاده واستعادة بريقه الأوروبي.
وبالرغم من أن النادي الإسباني لا يستطيع مجاراة الأندية الكبرى من الناحية المالية، إلا أنه يعوّل على العلاقة التاريخية التي تربط لابورت ببلباو، خاصة أنه نشأ وترعرع كرويًا في أروقته، وكان أحد أبرز أعمدته قبل انتقاله إلى مانشستر سيتي الإنجليزي في 2018، وقد يُشكل العامل العاطفي دافعًا قويًا للمدافع في اتخاذ قرار العودة.
المتابعون يرون أن رغبة لابورت في خوض منافسات كأس العالم 2026 قد تُجبره على التخلي عن جزء من طموحاته المالية، خاصة إذا أدرك أن البقاء في دوري لا يحظى باهتمام فني كبير من مدرب منتخب بلاده قد يُضعف حظوظه في المشاركة الدولية، وفي هذا السياق، فإن قبول عرض أوروبي بمردود مادي أقل قد يكون الخيار الاستراتيجي الأنسب في هذا التوقيت من مسيرته.
على الجانب الآخر، لا تزال إدارة النصر تتعامل مع الموقف بهدوء، إدراكًا منها لأهمية اللاعب في مشروع النادي الفني، إلا أن الحسم سيعتمد في النهاية على مدى جدية العروض الأوروبية، وتقييم الجهاز الفني لقيمة لابورت داخل التشكيلة خلال الموسم المقبل، ومن المرجح أن تتضح الصورة بشكل أكبر خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مع اقتراب فتح باب الانتقالات في معظم الدوريات الأوروبية.
حتى الآن، يظل مصير لابورت معلقًا بين رغبة بالعودة إلى جذوره، وطموح أندية أوروبية تستعد لدخول سوق الانتقالات بقوة، ونادٍ سعودي يمتلك مفتاح القرار، في وقت أصبح فيه كل تحرك محسوبًا بدقة على طريق مونديال 2026.