ثورة اتصالات جديدة "لاي فاي" الكورية تقفز بسرعة 100x وتتفوق على ال "واي فاي"!

لاي فاي
كتب بواسطة: بكري العدل | نشر في  twitter

كشفت أبحاث جديدة أجراها المعهد الكوري الجنوبي للعلوم والتكنولوجيات المتقدمة عن تحقيق تقدم علمي وتقني كبير في مجال الاتصالات اللاسلكية، وذلك من خلال تطوير تقنية "لاي فاي" Li-Fi، والتي تعتمد على الضوء المرئي بدلاً من الترددات الراديوية المستخدمة في تقنيات "واي فاي" التقليدية.

وتمكنت الفرق البحثية من الوصول إلى سرعة اتصال غير مسبوقة بلغت 224 غيغابت في الثانية، وهو ما يزيد عن سرعة شبكات الواي فاي المعروفة بأكثر من مئة ضعف، ما يفتح آفاقاً واسعة لتطبيقات اتصالات فائقة السرعة وآمنة في المستقبل القريب.


إقرأ ايضاً:نجم ليفربول يشعل حرب الصفقات بين النصر وبايرن ميونخ......ومنافسة تضع طموح رونالدو في خطر!بعملية مجهرية معقدة.. استعادة بصر مريض بعد انفصال شبكي نادر في مستشفى سليمان الحبيب بالعليا

وتعتمد هذه التقنية الجديدة على نطاق ضوئي واسع يتراوح بين 400 و800 تيراهرتز، ما يحررها من القيود التي تفرضها الترددات الراديوية المزدحمة في أنظمة الاتصالات التقليدية.

وتُتيح هذه الميزة مقاومة عالية للتداخلات الكهرومغناطيسية، وتُقلل من احتمالية انقطاع الإشارة أو تداخلها مع إشارات أخرى، ما يمنحها تفوقاً ملحوظاً في البيئات المكتظة أو المليئة بالأجهزة الإلكترونية، وهو ما يجعلها مرشحة قوية لاستخدامات الاتصالات الحساسة والحرجة.

وقد نجح الباحثون في تجاوز واحدة من أبرز التحديات التي تواجه تقنيات الاتصالات بالضوء، والمتمثلة في ضعف الأمان وسهولة اختراق الإشارات الضوئية، وتمثل الحل في تطوير منصة تقنية متقدمة تقوم بتحويل البيانات إلى إشارات ضوئية مشفّرة بشكل تلقائي، دون الحاجة إلى تركيب أجهزة إضافية أو معدات تعقيدية.

وتم تصميم هذه المنصة بطريقة تتيح التشفير المدمج مباشرة في إشارات الإرسال، مما يرفع من مستوى أمان البيانات ويصعب على أي طرف خارجي تتبعها أو اعتراضها، وتعتمد التقنية الجديدة على باعث ضوء ثلاثي الكفاءة، تم تصنيعه باستخدام نقاط كمومية ذات خصائص بيئية آمنة وموثوقة، قادرة على إنتاج إشعاع ضوئي عالي الكثافة يصل إلى 29,000 نيت، أي ما يزيد بأكثر من عشرة أضعاف عن سطوع شاشات OLED المستخدمة في الأجهزة الحديثة.

هذا السطوع العالي يجعل التقنية قابلة للعمل بكفاءة في مختلف ظروف الإضاءة، بما في ذلك البيئات ذات الإضاءة القوية أو الطبيعية، ويعتمد النظام على آلية تضمين جديدة تُعرف باسم التضمين الضوئي ثنائي القنوات، حيث يتم تضمين البيانات في نبضات كهربائية ضوئية دقيقة يصل طولها إلى مئات النانوثانية.

ويتيح هذا النمط من الإرسال سرعة معالجة عالية جداً، بالإضافة إلى تحسين كفاءة الإرسال وتقليل الفقد في البيانات، ويُظهر التحليل الكهربائي الضوئي العابر كيف تتم هذه العمليات بدقة متناهية، مما يعكس مدى تقدم التصميم الهندسي للنظام الجديد.

وأوضح البروفيسور تشو هيون تشانغ، المشرف على المشروع، أن هذا الابتكار يمثل قفزة تقنية حقيقية في مجال الاتصالات الضوئية، ويكسر عدداً من القيود التي كانت تحد من انتشار تقنيات الضوء في نقل البيانات، وأكد أن الاستخدامات المحتملة لتقنية "لاي فاي" تتجاوز التطبيقات المنزلية والمكتبية، لتشمل القطاعات الحساسة مثل المؤسسات الأمنية والمالية والمرافق الطبية، حيث يشكل عامل الأمان والسرعة أولوية قصوى.

ويرى الخبراء أن هذه التقنية تمثل نواة لجيل جديد من أنظمة الاتصال التي تعتمد على الضوء كوسيلة رئيسية، وليس فقط للإضاءة أو العرض، مما يعيد صياغة مفهوم الاتصال اللاسلكي بشكل جذري، ويفتح الباب أمام حقبة جديدة من التطويرات التقنية التي تستند إلى أدوات اتصال فائقة الكفاءة والأمان.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية