بعملية مجهرية معقدة.. استعادة بصر مريض بعد انفصال شبكي نادر في مستشفى سليمان الحبيب بالعليا

نجح الفريق الطبي في مجمع الدكتور سليمان الحبيب بالعليا في استعادة كفاءة النظر لمريض أربعيني كان يعاني من انفصال شبكي حاد، نتيجة عيب خلقي نادر في العين، وذلك عبر عملية جراحية مجهرية دقيقة، تُعد من بين العمليات الأكثر تعقيدًا في تخصص طب العيون.
المريض كان قد راجع المستشفى بعد أن لاحظ تدهورًا مفاجئًا في الرؤية بعينه اليمنى، مصحوبًا بظلال داكنة في مجال الإبصار، الأمر الذي أثار قلقه ودفعه لطلب تدخل طبي سريع خشية فقدان البصر بشكل دائم.
إقرأ ايضاً:"انتهت المهلة".. "وزارة التجارة" تبدأ بتطبيق "العقوبات" على هذه الشركات"المديرية العامة للجوازات" تعلن عن تحديثات هامة في شروط تجديد الإقامة في 2025
أظهرت الفحوصات الأولية التي أجراها فريق العيون المتخصص بالمجمع وجود انفصال كامل في الشبكية، سببه الرئيسي عيب خلقي نادر يُعرف بضعف تكوين أطراف الشبكية، وهو ما أدى إلى تمزقات متتالية في النسيج الشبكي دون وجود إصابات سابقة أو عوامل خطورة تقليدية.
وأكّد استشاري جراحة الشبكية والجسم الزجاجي بالمجمع أن الحالة كانت معقدة وتستدعي تدخلاً دقيقًا وسريعًا للحفاظ على ما تبقى من القدرة البصرية، مشيرًا إلى أن التأخير في هذا النوع من الحالات قد يؤدي إلى فقدان البصر كليًا.
بعد تشخيص الحالة بدقة، تم اتخاذ قرار بإجراء جراحة مجهرية متقدمة باستخدام تقنية "استئصال الجسم الزجاجي الخلفي"، وهي من العمليات الدقيقة التي تتطلب تجهيزات عالية وخبرة متخصصة، وقد تم إجراؤها بنجاح تحت التخدير الموضعي.
وشملت العملية إصلاح التمزقات الشبكية بدقة متناهية، وحقن مواد خاصة تعمل على تثبيت الشبكية في مكانها، إلى جانب إزالة السوائل التي كانت تتراكم خلف الشبكية وتعيق استقرارها، وهو ما ساهم في تحسين استجابة العين بعد العملية.
الفريق الطبي أشار إلى أن المريض بدأ في استعادة قدرته البصرية تدريجيًا خلال الأيام الأولى بعد الجراحة، حيث أظهرت الفحوصات اللاحقة التئامًا ممتازًا للشبكية وعودة الأوعية الدموية إلى وضعها الطبيعي دون مضاعفات تُذكر.
هذا النجاح يأتي في سياق التزام مجمع الدكتور سليمان الحبيب بتوفير أعلى معايير الرعاية الطبية التخصصية، لا سيما في المجالات الدقيقة مثل طب العيون وجراحات الشبكية، عبر كوادر مؤهلة وأجهزة متقدمة تعمل بتقنية المجهر الإلكتروني.
ويُعد هذا النوع من العيوب الخلقية في أطراف الشبكية من الحالات النادرة التي لا يتم اكتشافها غالبًا إلا بعد حدوث مضاعفات، الأمر الذي يعزز أهمية الفحص الدوري للعين، خصوصًا للأشخاص الذين لديهم تاريخ وراثي مع أمراض العيون.
وأشار الأطباء إلى أن التشخيص المبكر والتدخل الجراحي في الوقت المناسب كانا عاملين حاسمين في إنقاذ عين المريض واستعادة رؤيته، مؤكدين أن وعي المريض ومبادرته في مراجعة المستشفى فور ملاحظته التغير كان له دور كبير في نجاح العلاج.
المجمع أوضح أن تقنيات علاج أمراض الشبكية تطورت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، مما ساهم في رفع نسب نجاح العمليات، حتى في الحالات النادرة والمعقدة، وهو ما يعكس التقدم الكبير في مستوى خدمات الرعاية الصحية بالمملكة.
ولفت الفريق الطبي إلى أن المريض سيستكمل مرحلة المتابعة العلاجية وفق خطة تأهيل بصري تشمل استخدام بعض القطرات العلاجية واتباع تعليمات الراحة البصرية، إلى جانب إجراء فحوصات دورية لمراقبة استقرار الشبكية.
نجاح العملية يأتي ضمن سلسلة إنجازات سجلها المجمع في التعامل مع حالات معقدة في مختلف التخصصات، ويؤكد الدور الريادي لمؤسسات القطاع الصحي الخاص في تعزيز جودة الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين والمقيمين.
ويعتزم المجمع مواصلة تطوير برامجه التخصصية في طب وجراحة العيون، وتوسيع استخدام التقنيات الحديثة، بما يسهم في تعزيز فرص الشفاء الكامل للمرضى وتحقيق أفضل نتائج طبية ممكنة، وفق أعلى المعايير العالمية.