تحذير من "النمر".. "الكي الكهربائي" ليس حلاً سحرياً.. وهذه هي الحالات التي لا يناسبها

أكد الدكتور خالد النمر، استشاري أمراض القلب وقسطرة الشرايين، أن علاج "الرجفان الأذيني" باستخدام الكي الكهربائي لا يُعد خيارًا مناسبًا لجميع المرضى، مشددًا على أن اتخاذ القرار بالتدخل بهذا الأسلوب العلاجي يجب أن يخضع لمعايير طبية دقيقة وظروف محددة لكل حالة على حدة.
وأوضح النمر أن الكي الكهربائي للقلب يُستخدم عادة في حالات الرجفان الأذيني التي تُعرف بكونها "متكررة وغير منضبطة"، خاصة عندما يفشل العلاج الدوائي في السيطرة على اضطراب النبض، أو عندما تسبّب النوبات المتكررة إرهاقًا جسديًا ونفسيًا للمريض وتُعيق ممارسة حياته اليومية.
إقرأ ايضاً:في هذا الموعد.. فلكية جدة ترصد كويكب يقترب من الأرض "البلديات والإسكان" تحذر: التخزين العشوائي يهدد المدن وسلامة السكان| وتحدد اشتراطات جديدة للمخازن
وأشار إلى أن الكي الكهربائي لا يُجرى على نحو وقائي أو تجريبي، بل يتم بعد إجراء فحوصات متقدمة مثل تخطيط القلب، وتصوير الأذينين، وتحليل طبيعة النوبات ومدى تكرارها، وهو ما يتطلب تعاونًا وثيقًا بين المريض والطبيب لتحديد التوقيت المناسب للتدخل إن وُجدت ضرورة لذلك.
وبيّن أن هذه التقنية تعتمد على إدخال قسطرة خاصة إلى القلب عبر الأوعية الدموية، ثم استخدام نبضات حرارية دقيقة لعزل بؤر كهربائية غير طبيعية مسؤولة عن إطلاق إشارات تؤدي إلى الرجفان، وهي عملية دقيقة تتطلب مهارة وخبرة كبيرة من الفريق الطبي.
وحذّر النمر من شيوع الاعتقاد بأن الكي يُمثل "نهاية المرض"، مؤكدًا أن الرجفان الأذيني بطبيعته قابل للعودة حتى بعد الكي، وأن الهدف من الإجراء هو تحسين الإيقاع القلبي وتقليل عدد النوبات وحدّتها، وليس ضمان اختفائها التام إلى الأبد.
وذكر أن نسبة نجاح الكي الكهربائي تختلف باختلاف عدة عوامل، منها عمر المريض، ومدة الإصابة، وحالة الأذين الأيسر، ووجود أمراض مرافقة كارتفاع الضغط أو السكري، موضحًا أن النسبة تتراوح بين 60 إلى 80% في مراكز القلب المتخصصة التي تطبق المعايير الدقيقة لهذا الإجراء.
ونوّه إلى أن المرضى الذين يُعانون من رجفان مزمن ومستمر أو ضعف متقدّم في عضلة القلب قد لا يستفيدون بالشكل المتوقع من الكي، وهو ما يدفع الأطباء في مثل هذه الحالات إلى التركيز على العلاج الدوائي ومراقبة تطور الحالة بدقة
كما شدد النمر على أهمية دور المريض نفسه في إدارة حالته بعد الكي، مبينًا أن الحفاظ على وزن صحي، والامتناع عن التدخين، وتقليل استهلاك الكافيين، والسيطرة على الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكري، هي عوامل تُعزز من نجاح العلاج وتقلل فرص الانتكاسة.
وأشار إلى أن بعض المرضى قد يُصابون بالإحباط في حال عودة الرجفان بعد فترة من الكي، إلا أن هذا لا يعني فشل العلاج، بل إن كثيرًا من المرضى يحققون تحسنًا ملموسًا حتى لو لم تختفِ الأعراض تمامًا.
وأضاف أن بعض الحالات قد تحتاج إلى جلسة كي ثانية، خاصة إذا ظهرت بؤر كهربائية جديدة لم تكن نشطة وقت الإجراء الأول، وهو أمر وارد ويُعد ضمن المسار العلاجي المتوقع في بعض أنواع الرجفان.
وانتقد النمر الأسلوب الترويجي لبعض الإعلانات التجارية التي تُضخم من فاعلية الكي وتقدّمه كخيار مضمون، مؤكدًا أن تضليل المرضى بهذا الشكل يعرضهم لاتخاذ قرارات خاطئة وربما مؤذية على المدى الطويل.
ونبّه إلى خطورة أن يتّجه البعض لتلقي هذا النوع من العلاج خارج الإشراف الطبي المؤسسي، خصوصًا في مراكز لا تملك ترخيصًا أو خبرة كافية، محذرًا من أن المضاعفات واردة مثل جلطات صغيرة، أو ثقب في القلب، أو اضطرابات إيقاعية جديدة.
واختتم الدكتور خالد النمر تصريحاته بدعوة المرضى إلى عدم استعجال القرارات، والحرص على مراجعة متخصصين ذوي خبرة في كهرباء القلب، مؤكدًا أن العلاج الناجح يبدأ بالتشخيص الدقيق، ويكتمل بخطة علاجية متكاملة ومتابعة مستمرة تشمل الخبر.