بعد انتقاده لـ"شات جي بي تي".. كيف يسعى "ماسك" لتقديم "ذكاء اصطناعي" يعكس رؤيته الخاصة؟

كيف يسعى ماسك لتقديم ذكاء اصطناعي يعكس رؤيته الخاصة
كتب بواسطة: بكري العدل | نشر في  twitter

يثير روبوت الدردشة "غروك" التابع لمنصة "إكس" (تويتر سابقًا) التي يمتلكها الملياردير إيلون ماسك، موجةً من القلق داخل الأوساط التقنية والأكاديمية، وذلك على خلفية ما يعتبره البعض تأثيرًا مباشرًا لرؤية ماسك الشخصية وأيديولوجية على أسلوب الذكاء الاصطناعي الذي يُفترض أن يكون محايدًا ومستندًا إلى البيانات لا الآراء الفردية.

ويُنظر إلى "غروك" على أنه منافس مباشر لنماذج المحادثة الكبرى مثل ChatGPT و Gemini، لكن ما يميزه - ويقلق البعض - هو أنه يأتي مدعومًا برؤية ماسك التي كثيرًا ما وُصفت بأنها غير تقليدية، وأحيانًا استفزازية. 


إقرأ ايضاً:في هذا الموعد.. فلكية جدة ترصد كويكب يقترب من الأرض "البلديات والإسكان" تحذر: التخزين العشوائي يهدد المدن وسلامة السكان| وتحدد اشتراطات جديدة للمخازن

وتكمن المخاوف في احتمال أن يتحول الروبوت إلى أداة تعكس تحيزات شخصية، بدلاً من أن تكون منصة معرفية حيادية تُمكّن المستخدمين من الوصول إلى معلومات دقيقة دون تدخل أيديولوجي.

ويقول باحثون إن ماسك، الذي يُعرف بانتقاداته المتكررة للتيارات السياسية السائدة في وادي السيليكون، قد يسعى من خلال "غروك" إلى تقديم بديل أكثر "تحررًا" من القيود التحريرية التي تفرضها الشركات الكبرى على نماذج الذكاء الاصطناعي، إلا أن هذا الانفتاح المزعوم قد يُترجم في الواقع إلى شكل مختلف من التوجيه الفكري.

ويستند هذا القلق إلى إشارات متكررة في تصريحات ماسك، حيث انتقد علنًا ما سماه "الانحياز اليساري" في نماذج المحادثة مثل ChatGPT، معلنًا أن "غروك" سيكون أكثر واقعية وحرية، لكن هذه "الحرية" تُقابلها تساؤلات عن مدى خضوع "غروك" للضوابط الأخلاقية والرقابية التي تُحكم بناء نماذج الذكاء الاصطناعي.

ويخشى مراقبون أن يتحول "غروك" إلى قناة تكرّس توجهات ماسك الشخصية، خاصة مع تغلغل هذه التوجهات في سياساته التحريرية على منصة "إكس"، التي اتّسمت بإعادة صياغة خوارزميات التفاعل وتخفيف الرقابة على محتوى مثير للجدل.

وفي ظل غياب الشفافية الكاملة بشأن طريقة تدريب "غروك" ومصادر بياناته، تتعاظم المخاوف من تكرار نموذج الانحياز، خصوصًا إذا كان النموذج مبرمجًا على أولويات معرفية أو سياسية تعكس رؤية مالكه، لا تنوع المستخدمين.

وتبقى التساؤلات قائمة حول مدى قدرة "غروك" على أن يكون أداة معرفية مستقلة فعلًا، في وقتٍ تتسابق فيه شركات الذكاء الاصطناعي لتقديم نماذج تتمتع بالموضوعية وتنوع المصادر والتوازن في الطرح، بعيدًا عن توجيه المستخدم أو التأثير في قناعاته الشخصية.

وفي هذا السياق، يطالب خبراء الذكاء الاصطناعي بضرورة فرض معايير شفافة على جميع النماذج، سواء المملوكة لأفراد أو شركات، تضمن حياد المحتوى، واستقلالية مخرجات الذكاء الاصطناعي عن التوجهات الشخصية أو التجارية.

ويبدو أن مستقبل "غروك" سيكون مرهونًا بقدرته على كسب ثقة المستخدمين، لا من خلال سرعته في الإجابة أو جرأته في الطرح، بل في مدى احترامه التعدد المعرفي والحياد المنهجي، وهي معايير سيُحكم عليه من خلالها في معركة مفتوحة عنوانها: من يمتلك الحقيقة في زمن الذكاء الاصطناعي؟

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية