وسط تراجع الدولار.. الذهب يصعد بنسبة 0.3% والأسواق تترقب قرارات الفائدة

الذهب يصعد بنسبة 0.3%
كتب بواسطة: تميم الدرة | نشر في  twitter

شهدت أسعار الذهب في الأسواق العالمية ارتفاعًا طفيفًا في المعاملات الفورية، حيث صعد المعدن النفيس بنسبة بلغت 0.3%، ليستقر في نطاق جديد يعكس التوترات الاقتصادية والمخاوف المستمرة من تباطؤ النمو العالمي.

الزيادة التي شهدها الذهب تأتي وسط تغيرات في توقعات المستثمرين بشأن أسعار الفائدة الأمريكية، بالإضافة إلى الضغوط المستمرة على الدولار، ما جعل الذهب يعاود التحرك في الاتجاه الصاعد بعد فترة من التذبذب المحدود.


إقرأ ايضاً:بعد انتقاده لـ"شات جي بي تي".. كيف يسعى "ماسك" لتقديم "ذكاء اصطناعي" يعكس رؤيته الخاصة؟تحذير من "النمر".. "الكي الكهربائي" ليس حلاً سحرياً.. وهذه هي الحالات التي لا يناسبها

وارتفعت أسعار الذهب إلى حوالي 2,345 دولارًا للأوقية، بحسب بيانات سوق السلع الفورية، في ظل توجه المتداولين نحو الملاذات الآمنة مع استمرار حالة الترقب في الأسواق العالمية حيال القرارات النقدية المقبلة للبنوك المركزية الكبرى.

هذا الارتفاع يعكس رد فعل السوق تجاه البيانات الاقتصادية الأخيرة التي أشارت إلى تباطؤ طفيف في معدلات التضخم داخل الولايات المتحدة، وهو ما عزز من احتمالية تثبيت أسعار الفائدة خلال الفترة القادمة.

في المقابل، تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة طفيفة، ما منح الذهب دفعة إضافية، باعتباره سلعة مقومة بالدولار، حيث يميل المستثمرون لشراء الذهب حينما تضعف العملة الخضراء لتفادي خسائر فروق التحويل.

الذهب لطالما اعتُبر ملاذًا آمِنًا في أوقات الضبابية الاقتصادية أو التوترات الجيوسياسية، ومع التباطؤ الحاصل في بعض الاقتصادات الأوروبية، وتقلّبات سوق العمل الأمريكي، زاد الطلب على المعدن الأصفر بشكل واضح خلال اليومين الماضيين.

يُذكر أن أسعار الذهب كانت قد تراجعت بشكل محدود الأسبوع الماضي، قبل أن تعاود الصعود بدعم من بيانات سلبية تتعلق بقطاع التصنيع الأمريكي، مما زاد من احتمالات التيسير النقدي نهاية العام الجاري.

المستثمرون يتابعون عن كثب بيانات الوظائف الأمريكية المنتظرة خلال الأيام المقبلة، والتي من شأنها أن تُحدد الاتجاه القادم للذهب، إذ تؤثر بشكل مباشر على قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن سياسة الفائدة.

أسواق الذهب تأثرت أيضًا بحالة الحذر لدى المستثمرين، حيث يفضل البعض التحوط بالذهب على خلفية النزاعات التجارية القائمة، بالإضافة إلى التوترات في بعض مناطق الشرق الأوسط، والتي تزيد من رغبة الأسواق في التوجه إلى أصول آمنة.

الخبراء الماليون يرون أن الذهب قد يواصل مكاسبه في حال استمرار التوقعات بتباطؤ النمو العالمي، كما أن المستثمرين الكبار يتجهون لزيادة مراكزهم في الذهب تحسبًا لأي هزات مفاجئة في سوق الأسهم أو العملات.

في ذات السياق، شهدت العقود الآجلة للذهب ارتفاعًا مماثلًا، مع توجه الصناديق الاستثمارية إلى التحوط من خلال شراء الذهب على المدى المتوسط، ما يعكس توجهًا عامًا نحو الحذر في ظل مؤشرات غير مستقرة في أسواق السلع والعملات.

وما زالت أسعار الفائدة تمثل العامل الأكثر تأثيرًا في تحركات الذهب، حيث أن أي إشارة من الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض الفائدة قد تمنح الذهب دفعة قوية للوصول إلى مستويات أعلى، ربما تتجاوز حاجز 2400 دولار للأوقية.

إلى جانب الذهب، شهدت الفضة أيضًا تحركًا طفيفًا صعودًا، مستفيدة من نفس العوامل الداعمة، في حين حافظ البلاتين والبلاديوم على استقرار نسبي، وسط ترقب لتقارير الإنتاج الصناعي في الصين.

في المجمل، يبقى الذهب مرآة لقلق المستثمرين وثقتهم بالاقتصاد العالمي، ومع تسجيله هذا الارتفاع الجديد، يعود إلى دائرة الضوء كخيار رئيسي للمحافظ الاستثمارية الباحثة عن الاستقرار في عالم يتغير بوتيرة متسارعة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية