خطوة غير مسبوقة في المسجد الحرام.. ترجمة خطبة الجمعة إلى 35 لغة

شهد المسجد الحرام حدثًا غير مسبوق هذا الأسبوع حيث تم ولأول مرة ترجمة خطبة الجمعة إلى 35 لغة مختلفة ضمن مشروع ضخم تقوده الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لتعزيز التواصل مع ملايين المسلمين حول العالم.
جاءت هذه الخطوة التاريخية في إطار توجيهات القيادة السعودية الرامية إلى توسيع نطاق الاستفادة من منابر الحرمين الشريفين ونقل رسائل الوسطية والاعتدال إلى أكبر عدد ممكن من الناطقين بلغات متعددة.
إقرأ ايضاً:رسميًا.. فينالدوم يختار البقاء ويجدد عقده مع الاتفاق لموسمينتغير طفيف في أسعار النفط.. وخام برنت يحوم حول 69 دولارًا للبرميل
وتعد هذه المبادرة نقلة نوعية في مسار ترجمة خطب الجمعة التي بدأت قبل سنوات بعدد محدود من اللغات لكنها اليوم تصل إلى عشرات الملايين من المسلمين بلغاتهم الأم وفي وقت واحد مع بث الخطبة مباشرة.
ويشرف على الترجمة الفورية مركز الترجمة التابع للرئاسة العامة الذي يضم كفاءات لغوية مؤهلة تقوم بنقل مضمون الخطبة بدقة عالية عبر أجهزة خاصة وسماعات موزعة داخل المسجد وفي الساحات المحيطة به.
وتُبث الترجمة أيضًا عبر المنصات الرقمية وتطبيقات الهواتف الذكية ما يتيح للمسلمين من مختلف دول العالم متابعة الخطبة بشكل مباشر وبلغاتهم دون الحاجة إلى التواجد الفعلي داخل الحرم المكي.
وتتنوع اللغات التي شملتها الترجمة لتغطي غالبية لغات العالم الإسلامي مثل الإنجليزية والفرنسية والأوردو والفارسية والمالاوية والتركية والبنغالية والهوسا والسواحلية وغيرها من اللغات الحيّة.
وقد لاقت هذه الخطوة إشادة واسعة من زوار المسجد الحرام ومن متابعين خارج المملكة حيث عبر الكثيرون عن تقديرهم للجهود المبذولة في إيصال معاني الخطبة ومضامينها الدينية والإنسانية بشكل مفهوم وواضح.
وأكدت الرئاسة العامة أن هذا المشروع لا يقتصر على ترجمة الخطبة فقط بل يتضمن أيضًا إعداد محتوى مترجم يتم مراجعته مسبقًا وفق ضوابط علمية وشرعية تضمن الدقة والوضوح مع الحفاظ على المعنى والمقصد.
ويأتي هذا الإنجاز كجزء من مبادرة “حرمين” التي أطلقتها الرئاسة مؤخرًا لتوظيف التقنية واللغة في خدمة ضيوف الرحمن وتيسير وصول المحتوى الديني المعتدل إلى أكبر عدد من المسلمين حول العالم.
ويعمل المشروع وفق منظومة تقنية متطورة تشمل غرف ترجمة مجهزة بأحدث وسائل البث والمراقبة والإرسال لضمان وصول الترجمة في الوقت الحقيقي دون أي تأخير أو خلل فني يؤثر على جودة الرسالة.
وتسعى الرئاسة إلى زيادة عدد اللغات خلال الفترات المقبلة ضمن خطة تطويرية طموحة تهدف إلى شمولية أكبر وتنوع لغوي يعكس تركيبة الأمة الإسلامية واحتياجاتها المعرفية والدعوية.
ويُعد المسجد الحرام مركزًا روحيًا يجتمع فيه الملايين من مختلف الأعراق والجنسيات وهو ما يجعل من الترجمة ضرورة وليست ترفًا لضمان أن تصل رسالة الإسلام السامية إلى جميع الحاضرين بشكل مباشر.
ويأتي هذا التطور بالتزامن مع التحول الرقمي الذي تشهده المملكة في مختلف قطاعاتها خاصة في مجالي الخدمات الدينية والتقنية حيث بات المسجد الحرام نموذجًا عالميًا في الجمع بين الأصالة والابتكار.
ويؤكد هذا الإنجاز التزام المملكة برسالتها في خدمة الإسلام والمسلمين ونقل صوت الحرمين الشريفين إلى العالم بأسره ضمن رؤية حضارية شاملة توظف الإمكانات الحديثة لخدمة العقيدة وتعزيز القيم الوسطية.