تفاصيل دقيقة في خدمة الحجاج.. خدمات متنوعة وتنظيم بعدة لغات

الخدمات الميدانية
كتب بواسطة: رضا شحاتة | نشر في  twitter

وسط مشاهد الإيمان والسكينة التي تملأ أروقة المسجد الحرام، كشفت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عن رقم لافت يعكس حجم الجهود المبذولة خلال موسم حج هذا العام، حيث استفاد أكثر من مليون ومئتي ألف حاج من خدمات الفرق الراجلة والإرشاد داخل المسجد الحرام.

الرقم الذي بلغ تحديدًا (1,235,851) مستفيدًا، يكشف جانبًا من العمل الميداني الدقيق والمنظم الذي تقوم به الفرق الراجلة، والتي تمثل واحدة من أهم أدوات التنظيم والإرشاد في الحرم، خاصة خلال ذروة الموسم التي تشهد كثافات بشرية غير مسبوقة.
إقرأ ايضاً:لدعم خط الوسط.. الأهلي يُركز على "مايسترو" سبورتينغ لشبونة الدنماركيانقلاب مدوي: مدرب توتنهام يطيح بيايسله من تدريب الأهلي

وتسعى هذه الفرق إلى تقديم خدمة دقيقة ومتقنة، مع تركيز واضح على كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، ضمن توجه يضع راحة ضيوف الرحمن في صدارة الأولويات ويمنح الفئات الأضعف أولوية في الرعاية والتوجيه.

من أجل تعزيز فعالية هذه الفرق وتيسير الوصول إليها، تم تثبيت لوحات إرشادية وملصقات أرضية مرقمة تحدد مواقع تمركزهم داخل أروقة المسجد الحرام، وهو ما يتيح للزوار سهولة التعرف على نقاط الدعم وربطها بالخدمات المحيطة.

تلك المنظومة البصرية التوجيهية تمثل خطوة ذكية في سبيل تطوير الخدمة، إذ تجمع بين البساطة في الإرشاد والدقة في التوزيع، ما يمنح الحاج شعورًا بالأمان التنظيمي وسط الزحام الكثيف.

وتُقدَّم خدمات الإرشاد على مدار الساعة وبلغات متعددة، لتضمن وصول التوجيه المناسب لكل حاج بحسب لغته وثقافته، مما يسهم في تسهيل تجربة الحج وجعلها أكثر انسيابية وأقل توترًا.

الفرق الراجلة تعمل ليس فقط كمرشدين، بل كمرافقين إنسانيين، يهتمون بتفاصيل دقيقة مثل مساعدة الحاج على إيجاد طريقه إلى المصلى المناسب، أو توجيهه نحو المسارات الأقصر والأكثر هدوءًا.

ويبرز في عملهم حس إنساني واضح، خاصة حين يتعلق الأمر بكبار السن الذين قد يتوهون أو يشعرون بالإرهاق، إذ تتدخل الفرق لتقديم الدعم النفسي والبدني في الوقت نفسه.

من خلال تخصيص مسارات مريحة ومناسبة للأشخاص ذوي الإعاقة، تظهر الهيئة التزامها العميق بإتاحة التجربة الإيمانية للجميع دون تمييز أو عقبات، وهو ما يُترجم فعليًا إلى واقع يلمسه الزائر بنفسه.

ولا يقتصر دور هذه الفرق على الإرشاد المكاني، بل يشمل أيضًا تقديم إجابات على الاستفسارات الدينية والتنظيمية، ما يضعهم في قلب تجربة الحاج، كجزء لا يتجزأ من المنظومة التي تسعى إلى راحته.

وفي خضم ملايين الحجاج الذين يؤدون المناسك، تُعد هذه الخدمة واحدة من الركائز التي تجعل من موسم الحج تجربة منظمة تليق بمكانة الحرمين الشريفين، وتُظهر الصورة المتحضرة والمشرقة لإدارة المشاعر المقدسة.

وتؤكد الهيئة أن هذه الجهود تأتي في إطار خطة تطوير شاملة تستهدف تحسين جودة الخدمات، ورفع مستوى الجاهزية التشغيلية، بما يتوافق مع تطلعات رؤية المملكة 2030 في تطوير خدمة ضيوف الرحمن.

وتبقى فرق الإرشاد الراجلة شاهدًا حيًا على التقدم التنظيمي والخدمي الذي يشهده المسجد الحرام، حيث تتلاقى التقنية مع الرعاية الإنسانية في نموذج يُحتذى به في إدارة الحشود.

وفي ختام موسم الحج، تُسجَّل هذه الأرقام والخدمات كدليل ملموس على ما تبذله الهيئة من جهود متواصلة، هدفها الأسمى راحة الحجاج، وكرامتهم، وتجربتهم الإيمانية الفريدة، منذ لحظة دخولهم الحرم حتى مغادرتهم بقلوب مطمئنة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية