تحرك هادئ قد يقلب الموازين في النصر.. مفاوضات حاسمة تقترب من النهاية
تتحرك إدارة نادي النصر بخطى سريعة نحو إحداث تغيير جذري على المستوى الفني للفريق، مع اقتراب المدرب الإيطالي الشهير لوتشيانو سباليتي من تولي قيادة الفريق، خلفًا لمواطنه ستيفانو بيولي، الذي بات رحيله مسألة وقت فقط بعد موسم مخيب للآمال.
وتشير المصادر الإيطالية إلى أن إدارة النصر اتخذت قرارها بالاستغناء عن بيولي، بعد أن أخفق في ترك بصمة واضحة منذ قدومه إلى الرياض، حيث أنهى موسمه الأول بلا أي تتويج رغم امتلاك الفريق لكتيبة من النجوم العالميين.
إقرأ ايضاً:انقلاب مدوي: مدرب توتنهام يطيح بيايسله من تدريب الأهليوزارة الموارد البشرية تطلق بطاقة امتياز لكبار السن عبر توكلنا
التقارير أوضحت أن بيولي، الذي جاء إلى النصر في سبتمبر الماضي بعقد يمتد حتى 2027، لم يتمكن من إقناع الإدارة أو الجماهير، وهو ما عجّل ببدء مفاوضات إنهاء التعاقد بشكل ودي خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية.
راتب بيولي المرتفع، والبالغ 12 مليون يورو سنويًا، يمثل عبئًا ماليًا كبيرًا على النادي، وهو أحد الأسباب التي دفعت الإدارة لإعادة النظر في استمرار المدرب الإيطالي، في ظل الرغبة بإعادة توجيه الاستثمارات بشكل أكثر فاعلية.
في المقابل، برز اسم لوتشيانو سباليتي كمرشح أول لتولي المسؤولية الفنية، حيث تعمل إدارة النصر على إعداد عرض مغرٍ يقنع المدرب الإيطالي بخوض تجربة جديدة في الشرق الأوسط، قد تكون الأهم له خارج القارة العجوز.
سباليتي، الذي يبلغ من العمر 66 عامًا، يحمل سجلًا تدريبيًا حافلًا، قاد فيه فرقًا كبرى في إيطاليا مثل نابولي وروما، إلى جانب توليه مسؤولية المنتخب الوطني، قبل أن تتم إقالته مؤخرًا عقب خسارة مفاجئة أمام النرويج في تصفيات كأس العالم.
المدرب الإيطالي ما زال يدرس الخيارات المتاحة أمامه، بين قبول عرض النصر والانضمام إلى دائرة المدربين الإيطاليين العاملين في الخليج، أو انتظار فرصة تدريبية جديدة في أوروبا، حيث لا يزال اسمه مطروحًا على طاولات عدة أندية.
يعرف سباليتي بخبرته الكبيرة في إدارة الفرق تحت الضغط، ويمتلك سمعة قوية في تطوير الأداء الجماعي والانضباط التكتيكي، وهو ما يراه مسؤولو النصر عنصرًا أساسيًا في المرحلة القادمة التي تتطلب مدربًا قادرًا على التعامل مع طموحات الفريق المرتفعة.
وتأمل إدارة النصر أن تسهم مكانة النادي المتصاعدة على المستوى القاري، إلى جانب وجود نجم عالمي بحجم كريستيانو رونالدو، في إقناع سباليتي بالانضمام، خاصةً أن الفريق يسعى إلى التتويج بدوري أبطال آسيا واستعادة الهيمنة محليًا.
المشروع الفني الذي يعمل عليه النصر لا يعتمد فقط على النجوم، بل يسعى لبناء منظومة متكاملة قادرة على الصمود طويلًا، وهو ما يتطلب مدربًا بحنكة سباليتي قادر على التوفيق بين الاستعراض الفني والنتائج على أرض الواقع.
وتحاول الإدارة استغلال حالة عدم الاستقرار التي يعيشها سباليتي بعد إقالته من المنتخب الإيطالي، لإغرائه بخوض مغامرة جديدة يمكن أن تعيده بسرعة إلى الأضواء، خصوصًا أن الدوري السعودي بات وجهة جذابة للمدربين الأوروبيين في السنوات الأخيرة.
الاهتمام بسباليتي يأتي في إطار رغبة النصر في الاستفادة من تجربته الناجحة مع نابولي، التي قاد خلالها الفريق لتحقيق لقب الدوري الإيطالي بعد غياب طويل، وهو الحلم الذي يأمل النصراويون أن يتحول إلى واقع محليًا وآسيويًا.
التجربة الجديدة قد تمثل نقطة تحول لسباليتي، الذي لم يسبق له العمل خارج أوروبا بشكل جاد، وقد تكون فرصة لكتابة فصل جديد في مسيرته التدريبية، إذا ما قرر قبول التحدي والانضمام إلى النصر خلال الأيام القليلة القادمة.
ويواصل النصر تحركاته على أكثر من صعيد لإعداد الفريق للموسم المقبل، حيث من المتوقع أن تتزامن صفقة المدرب الجديد مع مجموعة من التعاقدات المدوية، في إطار إعادة تشكيل شاملة تهدف إلى بناء فريق متكامل لا يعرف سوى منصات التتويج.
فيما لم تُحسم الأمور رسميًا حتى الآن، يبدو أن الاتجاه يسير نحو نهاية قريبة لعهد بيولي في النصر، وبداية مرحلة جديدة قد يُدشنها سباليتي، في ظل توافق الطموحات والتوقيت المناسب لكلا الطرفين.