"فلكية جدة": رصد مميز للتربيع الأول للقمر مساء اليوم

أعلنت الجمعية الفلكية بجدة أن سكان الوطن العربي سيكونون مساء اليوم على موعد مع مشاهدة مميزة للقمر وهو في طور التربيع الأول، في ظاهرة فلكية تُعد من أبرز المشاهدات السماوية التي يمكن رصدها بالعين المجردة.
وأوضحت الجمعية أن القمر سيظهر في نصفه المضيء عند غروب الشمس، ويستمر في السماء حتى منتصف الليل تقريبًا، ويُعد طور التربيع الأول أحد أطوار القمر الرئيسة التي تمثل منتصف المسافة بين طور المحاق والبدر، إذ يُضيء ضوء الشمس نصف قرص القمر المقابل للأرض، فيما يبقى النصف الآخر في الظل.
إقرأ ايضاً:بإجراءات رادعة.. هيئة المحاسبين السعودية تضبط المخالفين في قطاع المحاسبة صفقة حمدالله تشعل الميركاتو...الاتحاد السعودي يعدل موعد التسجيل لدعم الهلال
وهذا التوازن بين الضوء والظل يتيح للمراقبين رصد التفاصيل السطحية للقمر بوضوح، خاصة عبر التلسكوبات أو المناظير، وبحسب فلكية جدة، فإن هذا التوقيت يُعتبر مثاليًا لهواة الفلك والمصورين لرصد الفوهات الجبلية والمرتفعات القمرية على طول الخط الفاصل بين الجانب المضيء والمعتم، حيث يُسلّط ضوء الشمس زاويته بشكل يجعل التفاصيل الجغرافية بارزة بوضوح لافت.
وأكد رئيس الجمعية المهندس ماجد أبو زاهرة أن التربيع الأول يُعد مؤشراً فلكيًا على اكتمال ربع الدورة القمرية، وهي التي تستغرق حوالي 29.5 يومًا، ما يجعل هذا الطور مرجعًا لحساب الزمن القمري، ويُستخدم في تحديد بداية الشهر الهجري في بعض الحسابات.
وأشار أبو زاهرة إلى أن القمر سيُرصد في موقع عالٍ من السماء بعد غروب الشمس، وهو ما يجعل مشاهدته ممكنة من مختلف المناطق في العالم العربي، دون الحاجة إلى معدات متخصصة، وإن كان استخدام المناظير والتلسكوبات يُضفي مزيدًا من الدقة والمتعة.
وأوضح أن رصد القمر في هذا الطور ليس مقتصرًا على الجانب العلمي أو الفلكي، بل يحمل أيضًا طابعًا ثقافيًا ودينيًا، إذ يُمثل أحد المعالم الفلكية التي اعتمد عليها الإنسان منذ القدم في حساب الأيام والتقويم الهجري وتحديد المواعيد الزراعية.
وبيّن أن هذا الظهور القمري يترافق عادة مع ارتفاع في رطوبة الجو في بعض المناطق، ما قد يؤثر قليلًا على صفاء الرؤية، لكن القمر سيظل واضحًا للعين المجردة من المواقع المفتوحة، خاصة في المناطق الصحراوية والمرتفعات الجبلية التي تتمتع بسماء صافية.
وأضاف أن التربيع الأول للقمر يحدث بعد نحو سبعة أيام من الاقتران، وهو ما يعني أن القمر قد بدأ بالفعل في الخروج من طور المحاق، ويتجه تدريجيًا نحو البدر الكامل، الذي من المنتظر أن يظهر بعد أسبوع تقريبًا، ليُكمل بذلك نصف دورته حول الأرض.
وأكدت الجمعية أن هذه الظواهر الفلكية تُعد فرصًا مهمة لتعزيز الوعي الفلكي لدى الجمهور، وتشجيع الأجيال الجديدة على التفاعل مع علوم الفضاء، خاصة في ظل تزايد الاهتمام بالأنشطة الفلكية في المدارس والجامعات والمؤسسات البحثية بالمملكة والعالم العربي.
وأشار البيان الصادر عن الجمعية إلى أن رصد القمر في أطواره المختلفة يُساهم أيضًا في تحسين دقة برامج المحاكاة الفلكية والتقويمات الرقمية، والتي أصبحت تُستخدم على نطاق واسع في الهواتف الذكية وتطبيقات تتبع الأجرام السماوية.
ويأتي هذا الرصد ضمن سلسلة من المتابعات الفلكية التي تجريها الجمعية شهريًا، والتي تهدف إلى تسليط الضوء على الظواهر السماوية القريبة والبعيدة، بالتعاون مع الجهات التعليمية والمراكز العلمية والمهتمين بالفلك من مختلف الفئات العمرية.
وتُعد الجمعية الفلكية بجدة من أبرز الجهات العلمية في المملكة التي تُعنى بنشر الثقافة الفلكية، حيث تنظم ورش عمل ومحاضرات وفعاليات رصدية مفتوحة للجمهور، وتشجع على استخدام التكنولوجيا في تبسيط المفاهيم الفلكية وتوصيلها للناس.
ويُذكر أن المملكة العربية السعودية تشهد تزايدًا في الاهتمام الرسمي والشعبي بعلم الفلك وعلوم الفضاء، تماشيًا مع توجهات رؤية السعودية 2030 التي تدعم البحث العلمي والابتكار، وتفتح الأبواب أمام تطوير قطاعات جديدة تعزز المعرفة والتقدم التقني.
وتختتم الجمعية دعوتها لعشاق السماء والمتابعين، بمراقبة القمر مساء اليوم والاستمتاع بجماله، مع التنبيه إلى ضرورة الابتعاد عن مصادر التلوث الضوئي للحصول على رؤية أوضح، خاصةً لهواة التصوير الليلي والمصورين الفلكيين.