أسرار الدرع الأزرق.. تمبكتي يتحدث عن قوة دفاع الهلال في مونديال الأندية

كشف المدافع الدولي السعودي حسان تمبكتي عن أبرز العوامل التي قادت دفاع نادي الهلال للظهور بمستوى لافت خلال مشاركته الأخيرة في كأس العالم للأندية، مؤكدًا أن الانضباط التكتيكي والتفاهم العميق بين أفراد الخط الخلفي كانا السر الحقيقي وراء الصلابة الدفاعية التي أبهر بها الفريق الجميع.
وفي تصريحات إعلامية عقب عودة الفريق من البطولة، أوضح تمبكتي أن وحدة المجموعة، والالتزام الكامل بتعليمات المدرب البرتغالي جورجي جيسوس، جعلا مهمة أي خصم في اختراق دفاع الهلال أكثر تعقيدًا، مشيرًا إلى أن الفريق لعب بتنظيم جماعي تجاوز حدود الأفراد.
إقرأ ايضاً:بنظام جديد.. السعودية تنظم تأييد العمالة الزراعية بثلاث تصنيفات وهذه هي الشروطقبول: تأكيد القبول الجامعي للطلاب يدخل مرحلة حاسمة.. آخر فرصة للتأكيد في هذا الموعد
وأشار تمبكتي إلى أن أحد المفاتيح الأساسية كان التحضير الذهني العالي قبل كل مباراة، حيث خضع اللاعبون لجلسات تحليل مفصّلة للمهاجمين المنافسين، وتحديد نقاط قوتهم، مما منح المدافعين أفضلية في التوقع والتمركز واتخاذ القرار داخل منطقة الجزاء.
وأضاف أن وجود عناصر تمتلك خبرات دولية مثل علي البليهي وكوليبالي ساهم في تعزيز الثقة الدفاعية، إلى جانب الدور المهم الذي لعبه الظهيران في الضغط العالي والتغطية الخلفية، مما قلّص المساحات التي يمكن استغلالها خلف الخط الخلفي.
وأكد أن الأداء الدفاعي لم يكن مسؤولية الخط الخلفي فقط، بل جاء نتيجة منظومة متكاملة تبدأ من رأس الحربة، حيث التزم جميع اللاعبين بأدوارهم الدفاعية، وطبقوا أسلوب الضغط المنظم في مناطق متقدمة، مما أجبر الخصوم على ارتكاب أخطاء مبكرة في بناء الهجمة.
وشدد تمبكتي على أن الانضباط داخل وخارج الملعب كان حاضرًا طوال مشوار الفريق في البطولة، حيث لم تُسجل أي حالة فقدان تركيز أو ارتباك جماعي، رغم حجم الضغوط الإعلامية والجماهيرية، وهو ما يعكس شخصية الهلال القارية، وثقافة الانتصارات التي يحملها النادي.
وبيّن أن مباريات كأس العالم للأندية مثلت تجربة فريدة من نوعها، خصوصًا من حيث القوة البدنية والتكتيكية للمنافسين، موضحًا أن التحضير لمواجهة أندية مثل مانشستر سيتي أو فلامنغو يتطلب مضاعفة الجهد والانتباه لأدق التفاصيل.
كما أشار إلى أن الفريق استفاد من مباريات ودية ومعسكرات تحضيرية مكثفة قبل البطولة، ركّز فيها الجهاز الفني على الجانب الدفاعي، بما في ذلك تنظيم الكرات الثابتة، والتعامل مع العرضيات، التي كثيرًا ما كانت مصدر خطر في مواجهات سابقة.
وقال إن الثقة المتبادلة بين اللاعبين كانت من أكبر العوامل النفسية المؤثرة، إذ لم يكن هناك قلق من ارتكاب الأخطاء، بل كانت الروح الجماعية واضحة في تغطية الزملاء، وتصحيح الأخطاء داخل الملعب دون انتظار التوجيهات من الجهاز الفني.
وتطرق تمبكتي إلى الدور الكبير الذي لعبه الحارس المغربي ياسين بونو، واصفًا إياه بـ"القائد الصامت"، لما يتمتع به من هدوء وثبات انفعالي، ساهم في امتصاص الضغط خلال اللحظات الحرجة، وأعطى دفاع الهلال بعدًا إضافيًا من الثقة والتماسك.
وأوضح أن أحد الدروس المستفادة من البطولة هو أن التنظيم الدفاعي لا يعني التراجع فقط، بل يبدأ من امتلاك الكرة، والتحرك بشكل ذكي عند فقدانها، وهي مفاهيم حديثة اعتمدها الجهاز الفني، وأسهمت في تقليل فرص الخصم ومنع تشكُّل الهجمات السريعة.
وعن التحديات التي واجهها، قال تمبكتي إن المباريات كانت سريعة الإيقاع، وتتطلب تركيزًا عاليًا على مدار التسعين دقيقة، معتبرًا أن هذه المشاركات تصقل اللاعبين وتمنحهم جاهزية ذهنية وفنية أعلى في البطولات التالية، سواء محليًا أو قاريًا.
وختم تمبكتي تصريحاته بالتأكيد على أن المشاركة في كأس العالم للأندية ليست مجرد حضور رمزي، بل مسؤولية تمثل اسم الكرة السعودية، مضيفًا أن الهلال أثبت أنه نادٍ بمواصفات عالمية، ويملك لاعبين قادرين على مقارعة الكبار، متى ما توفرت الثقة والانضباط والرغبة.
وأشاد جمهور الهلال بأداء تمبكتي وزملائه في البطولة، حيث اعتبر كثيرون أن التنظيم الدفاعي كان من أبرز نقاط قوة الفريق، إلى جانب الروح القتالية التي ظهرت في مختلف المباريات، ما يعكس جاهزية ذهنية وفنية عالية للفريق الأزرق على الساحة الدولية.