"ترتيب القوة".. كيف يبدو سجل الأندية العربية في تاريخ كأس العالم للأندية؟

منذ انطلاق بطولة كأس العالم للأندية بنسختها الأولى عام 2000، ظلّ الحضور العربي يتراوح بين الآمال الكبيرة والانكسارات المؤلمة، حيث سجلت بعض الفرق ملاحم كروية تستحق التوقف، في حين أخفقت أخرى في إثبات الذات على الساحة العالمية.
على مدار أكثر من عقدين، شارك ما يزيد عن 10 أندية عربية في البطولة من مختلف الدول، كان أبرزها من مصر، السعودية، المغرب، تونس، والإمارات، لكنها لم تتساوَ في الإنجاز أو الحضور الرقمي، إذ تفاوتت النتائج بين من اعتلى منصات التتويج ومن غادر بخيبة أمل ثقيلة.
إقرأ ايضاً:بعد الارتفاع الكبير.. هل يواصل المؤشر السعودي صعوده؟ مستوى 10700 نقطة هو "العلامة الأهم""وزارة التجارة" تضع حدًا للتلاعب في العروض.. 9 ضوابط صارمة تنظم التخفيضات التجارية
الأهلي المصري يتصدّر القائمة بوصفه النادي العربي الأكثر مشاركة ونجاحاً، إذ خاض 9 نسخ وحقق خلالها ثلاثة ميداليات برونزية، في أعوام 2006 و2020 و2021، وهو رقم لم يبلغه أي نادٍ عربي آخر، ما جعله رقماً صعباً في هذه البطولة.
أما الرجاء المغربي، فقد ترك بصمة لافتة في نسخة 2013 عندما وصل إلى النهائي بعد أن أقصى عمالقة مثل أتليتيكو مينيرو البرازيلي، لكنه اصطدم بجدار بايرن ميونخ وخسر اللقب، مكتفياً بوصافة تاريخية لا تزال عالقة في الذاكرة.
الهلال السعودي أيضًا فرض نفسه مؤخراً كقوة عربية صاعدة على الساحة الدولية، حيث نجح في بلوغ نصف النهائي في أكثر من نسخة، وكان قاب قوسين من تحقيق إنجاز كبير في نسخة 2022 حين بلغ النهائي قبل أن يخسر أمام ريال مدريد.
في المقابل، لم تكن كل المشاركات العربية مشرفة، فبعض الأندية مثل الجزيرة الإماراتي واتحاد جدة السعودي في بعض النسخ خرجت من الأدوار المبكرة، دون أن تترك بصمة واضحة، رغم حشدها للجماهير والدعم المحلي الكبير.
من ناحية الأرقام، يعدّ الأهلي هو الأكثر تسجيلاً للأهداف بين الأندية العربية، بينما يُعتبر الرجاء المغربي صاحب أفضل معدل تهديفي في نسخة واحدة، أما الهلال فهو الأكثر تطوراً من نسخة لأخرى من حيث النتائج والمستوى الفني.
ومن زاوية الأداء الدفاعي، فقد قدم الوداد المغربي مستويات متفاوتة، حيث ودّع البطولة من أدوارها الأولى في أكثر من مناسبة، رغم امتلاكه قاعدة جماهيرية ضخمة، في حين أظهر النجم الساحلي التونسي صلابة دفاعية في مشاركته الوحيدة عام 2007، لكنها لم تكن كافية للذهاب بعيداً.
الاتحاد السعودي كان أول نادٍ عربي يلامس نصف النهائي في نسخة 2005، حين أقصى الأهلي المصري في مواجهة مثيرة، لكنه فشل في اجتياز ساو باولو البرازيلي، واكتفى بالمركز الرابع، وهو إنجاز لا يُستهان به بالنظر إلى ظروف المرحلة.
من التجارب التي لم تُكتب لها الاستمرارية، مشاركة السد القطري كممثل للدولة المستضيفة، إذ حقق نتائج متواضعة رغم امتلاكه عناصر قوية آنذاك، وكان خروجه في بعض النسخ مبكراً ومخيباً للآمال.
وبالعودة إلى النسخ الأخيرة، يُلاحظ أن الأندية العربية باتت تحظى بثقل فني وتكتيكي أعلى، مدعومة بتجارب الاحتراف وصفقات اللاعبين الأجانب، وهو ما ساعد في تقليص الفجوة مع الأندية الأوروبية واللاتينية، ولو نسبيًا.
ورغم ذلك، لا تزال العوامل الذهنية والضغوط النفسية تلعب دوراً في ترجيح كفة الفرق الكبرى، حيث لوحظ أن الأندية العربية تنهار أحياناً في اللحظات الحاسمة، وهو ما يجعل التتويج باللقب مهمة مؤجلة حتى إشعار آخر.
المثير في البطولة أن بعض الفرق العربية حققت مفاجآت مدوية أمام عمالقة عالميين، لكنها عجزت عن الثبات في الأداء أو البناء على تلك النجاحات، في ظاهرة تستحق دراسة عميقة تتجاوز حدود المستطيل الأخضر.
الإحصاءات تشير إلى أن العرب لم يغيبوا عن معظم نسخ البطولة، لكن الحضور لم يكن دائمًا مرآة للتطور، فهناك فجوة بين عدد المشاركات وبين عدد الإنجازات، ما يُبرز الحاجة إلى عقلية تنافسية تتجاوز التمثيل المشرف.
يبقى السؤال المُلح: من سيكون أول نادٍ عربي يتوّج باللقب العالمي؟ فرغم أن بعض الفرق اقتربت، إلا أن العقبة النهائية ما زالت عصية، فيما تتجدد الآمال كل عام، وسط طموحات تُبنى على تجارب الأمس وتحديات الغد.