بعد الارتفاع الكبير.. هل يواصل المؤشر السعودي صعوده؟ مستوى 10700 نقطة هو "العلامة الأهم"
اختتم مؤشر الأسهم السعودية الرئيس تعاملات اليوم على ارتفاع لافت، مضيفًا 135.97 نقطة إلى رصيده، ليغلق عند مستوى 10710.24 نقاط، في جلسة تداول نشطة عكست تفاؤلاً في أوساط المستثمرين بعد فترة من التذبذب.
وسجلت قيمة التداولات الإجمالية في السوق نحو 4 مليارات ريال، في ظل تحركات ملحوظة على أسهم قيادية وأخرى مضاربية.
إقرأ ايضاً:مزاد إلكتروني للوحة أحلامك.. المرور يطلق مزاد اللوحات المميزة عبر "أبشر" في هذا الموعدمرابط الخيول بالرياض.. وجهة صيفية ترفيهية تجمع الرياضة بالطبيعة
ووفقًا للنشرة الاقتصادية اليومية التي تصدرها وكالة الأنباء السعودية بشأن أداء السوق المالية، بلغ إجمالي كمية الأسهم المتداولة 229 مليون سهم، توزعت على غالبية القطاعات، وشهدت الجلسة حالة من الإيجابية العامة انعكست في ارتفاع أسعار أسهم 225 شركة، مقابل تراجع أسهم 20 شركة فقط.
هذا الأداء الإيجابي للمؤشر يأتي وسط متابعة المستثمرين لعدد من المستجدات الاقتصادية، داخليًا وخارجيًا، بما في ذلك تحركات أسعار النفط وتقارير النمو المتوقعة للقطاعات غير النفطية، إضافة إلى ترقب نتائج أعمال الشركات للربع الثاني من العام الجاري، التي من شأنها أن تُسهم في توجيه السيولة.
في مقدمة الأسهم المرتفعة خلال جلسة اليوم جاءت شركات البحر الأحمر، وتكافل الراجحي، وجبسكو، وأمريكانا، ونسيج، حيث سجلت مكاسب قوية تفاوتت نسبها، وهو ما يشير إلى عودة شهية المخاطرة لدى المستثمرين الأفراد والمؤسسات على حد سواء، وبلغت نسبة الارتفاع الأعلى نحو 9.97%.
في المقابل، كانت شركات سيسكو القابضة، والاستثمار ريت، وأسمنت الشرقية، ومدينة المعرفة، والمجموعة السعودية، من بين الأسماء التي سجلت تراجعًا في أسعار أسهمها خلال الجلسة، في ظل ضغوط بيع محدودة أو جني أرباح بعد مكاسب سابقة، وتراوحت نسب التراجع بين 3.07% ونحو 2%.
وعلى صعيد الكميات، برزت أسهم شركات أمريكانا، وشمس، والكيميائية، وأرامكو السعودية، والباحة كأكثر الشركات نشاطًا من حيث عدد الأسهم المتداولة، ما يعكس اهتمام المتعاملين بالأسهم ذات السيولة العالية والحراك السعري المتكرر، وخاصةً تلك التي تشهد أخبارًا أو تحركات فنية ملفتة.
أما من حيث القيمة المتداولة، فقد تصدرت شركات أرامكو السعودية، وطيران ناس، والراجحي، والإنماء، والبنك الأهلي المشهد، وهو ما يؤكد استمرار الزخم الاستثماري في القطاعات الكبرى، لاسيما البنكية والطاقة، اللتين تُمثلان وزنًا نسبيًا مؤثرًا في المؤشر العام للسوق.
وتُعد هذه الارتفاعات إشارة على تحسن ثقة المستثمرين، لا سيما في ظل التوجه الحكومي المستمر نحو دعم البيئة الاستثمارية في المملكة، والتوسع في المشاريع التنموية، ما ينعكس إيجابًا على أداء الشركات المدرجة وقدرتها على تحقيق نتائج مالية قوية في الفصول القادمة.
وفي سياق متصل، أنهى مؤشر السوق الموازية "نمو" تعاملات اليوم هو الآخر على ارتفاع، مضيفًا 209.38 نقاط ليغلق عند مستوى 26358.07 نقطة.
وبلغت قيمة التداولات في هذا السوق نحو 26 مليون ريال، ما يعكس حضورًا متزايدًا لهذا المؤشر بين شرائح من المستثمرين الباحثين عن فرص نمو طويلة الأجل.
تجاوز حجم الأسهم المتداولة في سوق "نمو" مليوني سهم خلال الجلسة، في تأكيد على تصاعد النشاط تدريجيًا في هذا السوق الذي يستهدف دعم الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة، ويمنحها منصة للتمويل والتوسع، وسط حوافز وإجراءات تنظيمية تُعزز من جاذبيته.
وتمثل السوق الموازية خيارًا استراتيجيًا للعديد من المستثمرين المحليين والدوليين الذين يراقبون عن كثب تطورات المشهد الاقتصادي السعودي، بما في ذلك رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد، ودعم ريادة الأعمال، وتوسيع قاعدة الشركات القادرة على الإدراج والنمو داخل السوق المالية.
تأتي تحركات اليوم متزامنة مع تحسن نسبي في مؤشرات الأسواق العالمية والإقليمية، ما أسهم في رفع معنويات المستثمرين المحليين، خصوصًا بعد حالة الحذر التي سادت خلال الأسابيع الماضية نتيجة تقلبات أسعار النفط والتوترات الجيوسياسية المتزايدة في بعض المناطق.
ومن المتوقع أن تستمر حركة السوق على هذا النحو الإيجابي خلال الجلسات المقبلة، خصوصًا مع ترقب صدور تقارير الأرباح الفصلية للشركات الكبرى، والتي قد تكون دافعًا إضافيًا لدخول سيولة جديدة، وتحفيز نشاط التداول في أسهم القطاعات التشغيلية والمالية.
ويؤكد مراقبون أن استمرار المؤشر الرئيسي في الحفاظ على مكاسبه فوق مستوى 10700 نقطة يُعد علامة فنية إيجابية، تُعزز من احتمالات استمرار الصعود التدريجي، خاصةً إذا ما اقترنت بتراجع نسبي في مستويات التذبذب وزيادة السيولة الداخلة من المستثمرين المؤسسيين.