شؤون الحرمين توفر خدمات استثنائية لكبار السن وذوي الإعاقة داخل المسجد النبوي
في إطار رسالتها الإنسانية والخدمية، تولي الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين الشريفين اهتمامًا بالغًا بتيسير أداء العبادات على كافة فئات الزوار، وبشكل خاص كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، في المسجد النبوي الشريف.
وتعمل الهيئة على تقديم خدمات نوعية ترتقي إلى تطلعات هذه الفئة من ضيوف الرحمن، عبر سلسلة من المبادرات والتهيئة الشاملة التي تجعل من تجربة الزيارة مفعمة بالطمأنينة والراحة وسهولة الحركة.
إقرأ ايضاً:التجارة السعودية تُشهّر بمنشأة نظمت مسابقة بدون ترخيص وتفرض عقوبة صارمةمشروع جديد لـ«سار» يرفع جاهزية القطارات ويقلص الزحام على الطرق
ومن أبرز مظاهر هذا الاهتمام، تخصيص الهيئة لمصليات خاصة عند مداخل الأبواب الرئيسة للمسجد النبوي، تُسهّل على كبار السن وذوي الإعاقة الوصول وأداء الصلاة بعيدًا عن الزحام والجهد البدني المرهق.
كما وفرت الهيئة موقعًا مخصصًا للصم لأداء الصلاة بكل يسر، مع تقديم ترجمة مباشرة للخطبة بلغة الإشارة، ما يعزز من شعورهم بالاندماج الروحي والتفاعل الكامل مع الشعائر الدينية في المسجد.
ولضمان حركة سلسلة داخل المسجد، خُصّص الباب رقم (6) في السطح الغربي من المسجد النبوي لذوي الإعاقة، ما يسهل دخولهم وخروجهم من المسجد دون عناء، في وقت الذروة وأثناء الازدحام.
ولم تغفل الهيئة جانب المكفوفين، حيث تم توفير مصاحف بلغة برايل موزعة بعناية في أرجاء المسجد، تتيح لهم تلاوة القرآن الكريم بصورة مستقلة، ضمن بيئة روحانية محفّزة وشاملة.
وتضم قائمة الخدمات النوعية أيضًا، توفير عربات كهربائية (جولف) تُستخدم لنقل كبار السن داخل ساحات المسجد وأروقته، فضلًا عن كراسٍ متحركة يتم إعارتها مجانًا، خصوصًا عبر المخرجين (309) و(343).
ولتيسير تنقل مستخدمي العربات والكراسي المتحركة، قامت الهيئة بتجهيز المنحدرات عند أبواب المسجد ومرافقه، بما يراعي المعايير الهندسية التي تسهل الاستخدام الآمن والمريح دون مساعدة الآخرين.
كما أمنت الهيئة حوامل مخصصة لحافظات مياه الشرب، تم تصميمها بارتفاع مناسب يُتيح لمستخدمي العربات المتحركة الوصول إلى مياه زمزم بسهولة، ودون الحاجة إلى الوقوف أو الانحناء.
ويضم المسجد النبوي منظومة متكاملة من المرافق الهندسية الداعمة لذوي الإعاقة، تشمل 180 مصعدًا موزعة بين داخل المسجد وساحاته، مما يسهّل الوصول إلى جميع الطوابق والمواقع دون عناء.
كما تحتوي مرافق المسجد على 156 سلّمًا كهربائيًا حديثًا، تعمل على تسريع حركة الزوار في الأوقات التي تشهد كثافة مرتفعة، وتوفر بديلاً آمنًا ومريحًا لكبار السن والعاجزين عن استخدام السلالم العادية.
في الداخل، تم تثبيت 24 مصعدًا إضافيًا تخدم المناطق الأكثر استخدامًا من قبل الزوار، ما يجعل من تجربة الصلاة والتنقل داخل المسجد تجربة متكاملة ومنظمة ومراعية للفروقات الجسدية.
ولم يغفل التخطيط أيضًا المرافق الصحية، حيث توجد 62 دورة مياه مخصصة لكبار السن وذوي الإعاقة، موزعة بعناية على المرافق الرجالية والنسائية، بما يضمن سهولة الوصول وتخفيف عناء التنقل لمسافات طويلة.
ويأتي هذا التوجه ضمن إطار رؤية الهيئة في تحسين جودة الخدمات بالمسجد النبوي، بما يتوافق مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في تعزيز جودة الحياة والتمكين الشامل لكافة الفئات المجتمعية.
وتمثل هذه الجهود انعكاسًا عمليًا لروح التكافل والعناية التي تتجلى في الحرمين الشريفين، حيث يُعامل كل ضيف برعاية واهتمام يعكس قدسية المكان وسُمُو الرسالة التي يحملها.