مشروع جديد لـ«سار» يرفع جاهزية القطارات ويقلص الزحام على الطرق

دشّنت الخطوط الحديدية السعودية "سار" ورشة صيانة جديدة في محافظة النعيرية، ضمن جهودها لتوسعة مجمع الصيانة التابع لها، بما يعزز كفاءة أسطول قطارات الشحن ويواكب النمو المتصاعد في الطلب على خدمات النقل بالقطارات داخل المملكة.
وتأتي الورشة الجديدة ضمن استراتيجية تطوير البنية التحتية الداعمة لأعمال الصيانة والعمليات اللوجستية، بما ينسجم مع أهداف "سار" لتلبية الاحتياجات المتزايدة لقطاعات النقل والشحن، التي تشهد تحولات نوعية على مستوى المملكة.
إقرأ ايضاً:تحذير للحجاج المغادرين.. "وزارة الحج" تكشف عن "أكبر تحدٍ" يواجهكم في المطاراتبشكل مفاجئ.. "الاتحاد الآسيوي" يعلن عن "تعديل" في مواعيد أهم مراحل دوري أبطال آسيا
ويُعد مجمع الصيانة في النعيرية أحد المراكز المحورية التي تضمن الجاهزية التشغيلية وسلامة القطارات، حيث تؤدي الورشة دورًا حيويًا في تعزيز موثوقية شبكة الشحن، وضمان استمرار العمليات على مدار الساعة دون انقطاع.
وتضم الورشة ثلاثة أقسام رئيسية متخصصة، هي: صيانة القاطرات، وصيانة العربات، وصيانة العجلات، وقد جرى تزويد كل قسم بأحدث التقنيات والمعدات الذكية التي تواكب المعايير العالمية في صيانة القطارات.
ويُتوقع أن تسهم الورشة الجديدة في رفع مستويات الكفاءة التشغيلية وتقليص أوقات التوقف، فضلًا عن تعزيز دقة الصيانة وسرعة الاستجابة للأعطال، بما يدعم استمرارية حركة الشحن ويقلل من التكاليف التشغيلية.
ويمثل المشروع الجديد امتدادًا للنهج التطويري الذي تتبناه "سار"، والتي تعمل على توسيع قدراتها الفنية ودعم قطاع النقل عبر شبكة خطوط حديدية أكثر اعتمادية، ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030.
ويشهد قطاع الشحن التابع لـ"سار" نموًا لافتًا خلال الفترة الأخيرة، حيث تجاوز حجم المنقول من البضائع والمعادن في مايو الماضي فقط 2.6 مليون طن، وهو رقم يعكس حجم الطلب المتزايد على خدمات النقل بالقطارات.
وتُظهر الإحصاءات أن عمليات النقل عبر السكك الحديدية أسهمت في تقليل الضغط على الطرق البرية، حيث تم إزاحة أكثر من 124 ألف رحلة شاحنة خلال شهر واحد فقط، وهو ما يقلل الازدحام ويساهم في تحسين جودة الحياة.
وتحظى هذه الإنجازات بأهمية بيئية كبيرة، إذ يسهم تقليص عدد الشاحنات على الطرق في خفض الانبعاثات الكربونية وتقليل استهلاك الوقود، مما يعزز الاستدامة البيئية في مختلف مناطق المملكة.
من جهته، أكد الدكتور بشار بن خالد المالك، الرئيس التنفيذي لـ"سار"، أن تدشين الورشة يمثل محطة مهمة على طريق تطوير القدرات الفنية للشركة، ويُجسد التزامها بتوسيع إمكاناتها التشغيلية على أسس علمية وتقنية متقدمة.
وأشار إلى أن "سار" تواصل الاستثمار في بنيتها التحتية ومرافقها التشغيلية، بما يُعزز دورها في تمكين سلاسل الإمداد الوطنية وتحقيق التكامل مع مبادرات الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية.
وأوضح المالك أن المشروع ينسجم مع تطلعات رؤية 2030، التي تسعى إلى ترسيخ مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي، عبر بنية تحتية حديثة وشبكات نقل متعددة الوسائط تدعم حركة البضائع داخل المملكة وخارجها.
ويُعد المشروع الجديد خطوة ضمن سلسلة مبادرات تطويرية تنفذها "سار" باستمرار، وتهدف إلى تحقيق التميز التشغيلي ورفع كفاءة الأداء، بما يواكب تحول المملكة إلى منظومة نقل عصرية وآمنة ومستدامة.
وتؤكد هذه التوسعات حرص "سار" على دعم قطاعات حيوية كالصناعة والتعدين والبتروكيماويات من خلال منظومة نقل موثوقة، تقلل الاعتماد على الطرق البرية، وتُعزز كفاءة الخدمات اللوجستية.
كما يعكس المشروع مستوى الالتزام المؤسسي لدى "سار" في الابتكار وتحقيق الريادة في قطاع السكك الحديدية، مع التركيز على تقديم حلول ذكية وفعالة تتوافق مع أعلى المعايير العالمية في مجال النقل.