هل منزلك هناك؟.. إزالة أحياء سكنية في مكة قريبة من الحرم

أكد أمين العاصمة المقدسة، مساعد الداود، أن مسؤولية ملف إزالة الأحياء العشوائية في مكة المكرمة لا تقع ضمن صلاحيات الأمانة، بل تعود إلى الهيئة الملكية لمنطقة مكة المكرمة، التي تتولى إدارة هذا الملف الحيوي.
وفي تصريح أثار اهتمام المواطنين، تحدث الداود عن مستقبل ثلاثة من أكبر الأحياء في مكة، وهي جرول والعتيبية وجبل خندمة، موضحًا أن مصير كل منها يختلف بحسب موقعه وأولويات التطوير العمراني.
إقرأ ايضاً:خطوة هائلة لدعم "السعودية الخضراء".. كيف سيساهم هذا الاكتشاف في نجاح مشاريع التشجير الكبرى؟نصيحة ذهبية لمن تجاوزوا الأربعين.. هذا هو أهم إجراء يومي للحفاظ على ذاكرة قوية
وأوضح أن حي جرول مشمول ضمن نطاق مشروع "رؤى الحرم"، ما يعني أنه مرشح لتحولات كبرى ضمن المشروع الوطني الهادف لتطوير المناطق المحيطة بالحرم المكي الشريف.
أما حي العتيبية، فلفت إلى أن التوجه بشأنه قد لا يكون نحو الإزالة الكاملة، بل إلى التطوير الحضري، وهو ما يشمل تحسين البنية التحتية والطرق والمباني مع الحفاظ على النسيج السكني القائم.
وحول جبل خندمة، أشار الداود إلى أن الحي لا يحتوي على نسبة عالية من العشوائيات، مؤكدًا أن الملف لا يزال قيد الدراسة لدى الهيئة الملكية، ومن المتوقع أن يشهد تطويرًا مدروسًا في المرحلة القادمة.
في الوقت ذاته، تواصل الهيئة الملكية جهودها في إزالة عدد من الأحياء العشوائية، ضمن خطة شاملة تهدف إلى تحسين المشهد الحضري في مكة وتعزيز جودة الحياة فيها، خاصة في المناطق القريبة من الحرم.
وكان حي حوش بكر من أبرز المناطق التي طالتها أعمال الإزالة مؤخرًا، إذ يعد من أبرز بؤر المخالفات السكانية ويقع بمحاذاة مشروع مسار مكة ومحطة قطار الحرمين، ما يمنحه أهمية استراتيجية كبرى.
ويقطن حوش بكر عدد كبير من مخالفي أنظمة الإقامة والعمل من جنسيات أفريقية وآسيوية، فيما تعاني المنطقة من نقص حاد في الخدمات والمرافق، ما جعلها أولوية قصوى في برنامج الإزالات.
وفي السياق ذاته، خضع حي أجياد المصافي لعمليات تطوير، نظرًا لقربه من الحرم المكي وافتقاره للخدمات الأساسية، وهو ما دفع الجهات المعنية إلى ضمه ضمن الأحياء المستهدفة بالإزالة.
ويُعرف حي أجياد المصافي بكثافته السكانية العالية من الجالية الآسيوية المخالفة، وغياب التخطيط العمراني الواضح فيه، مما جعل تحسينه ضرورة تنظيمية وتنموية في آن واحد.
كما شملت الإزالات حي الطندباوي، الذي لا يبعد سوى كيلومتر ونصف عن المسجد الحرام، ويُعد من الأحياء المكتظة بالسكان، أغلبهم من الجاليات الأفريقية، في بيئة تعاني من العشوائية.
ويأتي ذلك ضمن "برنامج الأحياء المطورة"، الذي أطلقته الهيئة الملكية لمكة المكرمة، بهدف القضاء على التشوهات البصرية وتحسين البنية التحتية وتطوير نمط الحياة في العاصمة المقدسة.
ويهدف البرنامج إلى تطوير الأحياء التي تعاني من ضعف الخدمات، والعمل على إيصال البنية التحتية المتكاملة لها، في إطار رؤية تنموية متكاملة تستشرف مستقبلًا حضريًا أكثر تنظيمًا.
كما يسعى إلى معالجة السلبيات المرتبطة بالأحياء العشوائية، عبر تحسين المشهد البصري والارتقاء بالخدمات الصحية والاجتماعية وتعزيز الإحساس بالأمان الحضري لدى السكان والزوار.
ويُعد تحسين شبكة النقل من أبرز أهداف البرنامج، إذ يجري العمل على استكمال الطرق الدائرية التي تسهل الوصول إلى المسجد الحرام وتخفف من الاختناقات المرورية في المنطقة المركزية.
وتؤكد الهيئة الملكية أن عمليات الإزالة والتطوير لا تستهدف فقط تحسين المنظر العام، بل تشمل رفع كفاءة الحياة في مكة المكرمة من خلال تهيئة بيئة عمرانية متطورة وآمنة ومستدامة.
ويرى مراقبون أن برنامج تطوير الأحياء العشوائية يشكل نقطة تحول حقيقية في مسيرة التنمية المكية، خاصة وأنه يوازن بين الحفاظ على طابع المدينة وتلبية متطلبات المستقبل العمراني.