خطوة هائلة لدعم "السعودية الخضراء".. كيف سيساهم هذا الاكتشاف في نجاح مشاريع التشجير الكبرى؟

السعودية الخضراء
كتب بواسطة: رولا كرم | نشر في  twitter

حقق فريق بحثي سعودي إنجازًا واعدًا في مجال البيئة من خلال دراسته المكثفة لشجرة السمر، وهي إحدى الأشجار البرية المهمة التي تنمو في بيئات المملكة الصحراوية، ويأتي هذا التقدم في إطار الجهود الوطنية لتعزيز الاستدامة البيئية والحفاظ على الغطاء النباتي المحلي في ظل التحديات المناخية المتزايدة.

الدراسة التي أجريت تحت إشراف نخبة من الباحثين المحليين، كشفت عن طرق علمية فعّالة لتحسين معدلات إنبات شجرة السمر، المعروفة بتحملها الشديد للظروف البيئية القاسية، بما فيها الجفاف وندرة المياه، وتُعد هذه النتائج خطوة نوعية نحو إعادة تأهيل المناطق المتدهورة.


إقرأ ايضاً:الشباب يرغب والنصر يمتنع.. "جوكر النصر" يختار فريق أخر مفاجئ!انقلاب مفاجئ يربك الحسابات... كان هدفًا للأهلي ولكنه يفضل النصر!

اعتمد الفريق في بحثه على تقنيات متقدمة في معالجة البذور وتحفيز النمو، مع اختبار مجموعة من العوامل البيئية مثل نوع التربة، ودرجات الحرارة، ومدى توافر الرطوبة، وأسفرت التجارب عن تحسّن ملحوظ في معدلات الإنبات ونمو الشتلات.

شجرة السمر، التي تعد أحد الرموز النباتية للبيئة السعودية، تُستخدم تقليديًا في الطب الشعبي وفي إنتاج العسل، وتلعب دورًا مهمًا في تثبيت التربة ومقاومة التصحر، وقد شمل البحث تطوير طرق زراعتها على نطاق أوسع لدعم مشاريع التشجير الوطنية.

ومن أبرز ما توصل إليه الباحثون أن نقع البذور في محاليل معينة لفترة محددة ساهم في كسر طور السكون الذي تعاني منه بذور السمر عادةً، مما أدى إلى تسريع الإنبات وتحقيق نتائج أكثر استقرارًا.

كما أظهرت الدراسة أن استخدام بعض المحفزات العضوية والسماد الطبيعي أدى إلى تقوية جذور الشتلات، مما عزز من قدرتها على مقاومة الجفاف لفترات أطول، وهو أمر بالغ الأهمية في بيئة المملكة ذات المناخ الصحراوي الجاف.

وقد أكدت النتائج أهمية تبنّي ممارسات علمية حديثة في برامج التشجير، بدلًا من الاعتماد فقط على الطرق التقليدية، خاصة في ظل تزايد الحاجة إلى تحسين الكفاءة البيئية واستخدام الموارد المائية بشكل مستدام.

وتطمح الجهات البيئية المعنية إلى تطبيق هذه النتائج ميدانيًا ضمن مبادرات كبرى مثل “السعودية الخضراء”، التي تهدف إلى زراعة ملايين الأشجار في السنوات المقبلة لتعزيز التوازن البيئي ومواجهة التغير المناخي.

العمل البحثي جاء ضمن تعاون بين عدد من الجامعات السعودية والمراكز البحثية، مما يعكس توجهًا استراتيجيًا نحو دعم البحث العلمي التطبيقي الذي يسهم بشكل مباشر في خدمة التنمية البيئية والمجتمعية.

ولم يقتصر الأثر الإيجابي للدراسة على الجانب البيئي فقط، بل يُتوقع أن يدعم هذا الإنجاز قطاع تربية النحل، حيث تُعد شجرة السمر مصدرًا رئيسيًا لـ رحيق العسل، ما قد يسهم في رفع جودة وكميات الإنتاج المحلي من العسل الطبيعي.

وإلى جانب المنافع البيئية والاقتصادية، أشار الفريق البحثي إلى إمكانية استخدام هذه النتائج في برامج تعليمية وتدريبية لتعزيز وعي المجتمع بأهمية النباتات المحلية ودورها في الحفاظ على النظم البيئية.

ويسعى الفريق حاليًا إلى تعميم هذه الأساليب على أنواع نباتية محلية أخرى، ضمن خطة متكاملة لتأهيل الغطاء النباتي الطبيعي، ودعم مبادرات الحد من التصحر وزيادة المساحات الخضراء.

ويأمل الباحثون أن تسهم نتائج هذه الدراسة في وضع نموذج سعودي ناجح يُحتذى به في مجال استزراع النباتات المحلية، وتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية، خاصة في المناطق الجافة وشبه الجافة.

كما دعا القائمون على الدراسة إلى مزيد من التعاون بين القطاعات المختلفة، بما في ذلك الجهات الحكومية والقطاع الخاص، لضمان تحويل هذه النتائج البحثية إلى مشروعات واقعية ومستدامة على الأرض.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية