"الدخول لن يكون كما كان".."محمية الملك عبدالعزيز" تكشف آلية جديدة للدخول والتنزه

أعلنت هيئة تطوير محمية الملك عبدالعزيز الملكية عن تحديث آلية الدخول والتنزه في منطقتي الصمان والدهناء الواقعتين ضمن حدود المحمية، في خطوة تهدف إلى تحقيق التوازن بين حماية البيئة وتعزيز السياحة البيئية في المملكة، ويأتي هذا التنظيم ضمن رؤية واضحة لضمان استدامة الموارد الطبيعية والحياة الفطرية النادرة التي تزخر بها هذه المناطق.
ووفقًا للتنظيم الجديد، حددت الهيئة أوقات التنزه يوميًا من السادسة صباحًا حتى السادسة مساءً، مشترطة الحصول على تصريح مسبق عبر منصتها الرسمية الإلكترونية، ويعد هذا الإجراء خطوة تنظيمية تهدف لضمان متابعة حركة الزوار وتنظيمها بطريقة مدروسة تخدم أهداف الاستدامة البيئية.
إقرأ ايضاً:1415 كيلوغراماً من الحرير والذهب.. بدء تغيير كسوة الكعبة تزامناً مع حلول العام الهجري الجديدضربة جديدة للهلال.. الفريق يبحث عن مهاجم جديد..هل تكون نهاية مشوار ميتروفيتش قريبًا؟
الحصول على التصريح يتطلب التقديم قبل يومي عمل من تاريخ الزيارة، على أن يشمل الطلب بيانات الزائر ومرافقيه، ونوع المركبات المستخدمة، إلى جانب توقيع تعهد بالالتزام بالضوابط البيئية المحددة من قبل الهيئة، ويُستثنى من هذا الإجراء أهالي المراكز الإدارية داخل نطاق المحمية المسجلين لديها.
وشددت الهيئة على أهمية الالتزام التام بالضوابط البيئية، والتي تتضمن منع الصيد والاحتطاب، وعدم إشعال النار مباشرة على الأرض، وتجنب دهس النباتات بالعربات، بالإضافة إلى ضرورة الحفاظ على النظافة ومنع التلوث البصري أو الضوضاء التي قد تخل بنظام المحمية البيئي.
وتأتي هذه الإجراءات في ظل ملاحظات بيئية دقيقة أظهرت مؤشرات واضحة على تعافي الغطاء النباتي والحياة الفطرية في المحمية، نتيجة سياسات الحماية والتنظيم التي اتبعتها الهيئة في السنوات الأخيرة، مما يؤكد فاعلية الحمى في الحفاظ على التوازن البيئي.
وتعتبر منطقتا الصمان والدهناء من أبرز المناطق الغنية بالتنوع الحيوي في المملكة، حيث تزدهر فيهما أنواع نادرة من النباتات والكائنات الفطرية، وتشكلان مقصدًا محببًا لعشاق الطبيعة والمغامرة، مما يجعل مسألة تنظيم الزيارات أمرًا حيويًا لا يمكن تجاهله.
كما أن هذا التحديث يندرج ضمن الرؤية الاستراتيجية للمحميات الملكية لعام 2030، والتي تركز على تعزيز الاستدامة، ورفع مستوى الوعي البيئي، وتحقيق التوازن بين التنمية والمحافظة على الطبيعة، بما يتماشى مع توجهات القيادة في دعم مبادرات الحفاظ على البيئة.
ويتماشى هذا النهج كذلك مع مبادرة “السعودية الخضراء” التي تسعى إلى زيادة المساحات الخضراء، وتنمية الغطاء النباتي، وتحسين جودة الهواء، مما يسهم في تحقيق أهداف المناخ وحماية الحياة البرية في المملكة.
وتحرص الهيئة من خلال هذا النظام على إشراك المجتمع في مسؤولية حماية المحمية، عبر تعهدات الزوار بالالتزام، وتشجيع السلوكيات البيئية الإيجابية أثناء التنزه، ما يعزز ثقافة الاستدامة لدى الزوار ويُنمّي الحس البيئي لديهم.
وأكدت الهيئة أنها ستقوم بمتابعة الزوار ميدانيًا من خلال فرق رقابية متخصصة، لضمان الالتزام الكامل بالتعليمات، مشيرة إلى أن أي مخالفة للضوابط البيئية ستقابل بإجراءات نظامية حازمة للحفاظ على مكتسبات المحمية الطبيعية.
وتسعى الهيئة من خلال التفاعل المستمر مع الزوار إلى تعزيز الوعي البيئي عبر حملات تثقيفية ومبادرات تطوعية في المحمية، بهدف إشراك الزوار في تجربة سياحية مسؤولة تنعكس إيجابًا على البيئة المحيطة.
وترى الهيئة أن تفعيل هذا النوع من السياحة البيئية المنظمة، يسهم في تعزيز الجذب السياحي البيئي، ويدعم الاقتصاد المحلي، ويتيح فرصًا جديدة للمجتمعات المحيطة، ضمن إطار من الحماية والتطوير المتوازن.
كما تعوّل الهيئة على وعي الزائرين في التفاعل مع البيئة بنحو مستدام، وتعتبر أن التزامهم بالتعليمات البيئية هو المحرك الأساس لاستمرار هذا النمو والتعافي البيئي الملحوظ في أرجاء المحمية.
في ضوء هذه التحديثات، تتطلع الهيئة إلى مستقبل مشرق لمحمية الملك عبدالعزيز الملكية، يوازن بين حماية ثرواتها البيئية وتقديم تجربة سياحية فريدة وآمنة، تُحاكي تنوع المملكة الطبيعي وتثري الزائر بمزيج من المتعة والمسؤولية.