نصيحة ذهبية لمن تجاوزوا الأربعين.. هذا هو أهم إجراء يومي للحفاظ على ذاكرة قوية

تنظيف الدماغ
كتب بواسطة: سعد محمد | نشر في  twitter

مع تقدم الإنسان في العمر، تبدأ وظائف الجسم الحيوية في التباطؤ، ويزداد خطر الإصابة بأمراض الشيخوخة، وعلى رأسها الخرف والزهايمر. غير أن العلماء اكتشفوا مؤخرًا وسيلة فعالة يمكن أن تؤخر أو حتى تمنع هذه الأمراض، من خلال ما أطلقوا عليه اسم "تنظيف الدماغ".

الباحثون يؤكدون أن هذه العملية الحيوية، والتي تحدث تلقائيًا أثناء النوم العميق، تُمثل خط الدفاع الأول ضد التدهور العصبي الذي يصيب الكثيرين في المراحل المتقدمة من العمر، وتحديدًا عند فقدان الذاكرة أو تراجع الوظائف الذهنية.


إقرأ ايضاً:لإنهاء "الفوضى" في الشوارع.. "المرور" يتصدى لظاهرة تهدد السلامة العامة.. وهذا مصير المخالفين1415 كيلوغراماً من الحرير والذهب.. بدء تغيير كسوة الكعبة تزامناً مع حلول العام الهجري الجديد

وبحسب تقرير علمي نُشر على موقع "هيلث دايجست" المتخصص في الشؤون الطبية، فإن الدماغ لا يتمكن من التخلص من الفضلات والسموم اليومية إلا أثناء النوم العميق، وهي العملية التي وُصفت بأنها "صيانة ذاتية لدماغ الإنسان".

ويشير التقرير إلى أن الدماغ يتعرض لما يشبه التلوث نتيجة تراكم بعض البروتينات والمواد السامة خلال ساعات الاستيقاظ، وأن هذه المواد لا يمكن التخلص منها إلا عند منح الجسم قسطًا كافيًا من النوم العميق.

ويُعد النوم الكافي والعميق بمثابة العلاج الوقائي الأول من أمراض الخرف والزهايمر، وفقًا لما توصل إليه العلماء، حيث إن قلة النوم تعيق هذه الآلية البيولوجية وتُبقي السموم داخل الدماغ، ما يُسرّع من شيخوخته وظهور الأمراض التنكسية.

التقرير أوضح أن الأشخاص الذين لا يحصلون على نوم منتظم أو كافٍ، غالبًا ما يعانون من تراجع في القدرة على التذكر، إضافة إلى فقدان الدافع لممارسة الأنشطة اليومية المعتادة، ما ينعكس سلبًا على الصحة النفسية والمناعية على حد سواء.

بل إن تأثير قلة النوم لا يتوقف عند الجانب الذهني فحسب، بل يشمل الجهاز المناعي أيضًا، حيث أظهرت الدراسات أن النوم غير الكافي يجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا، ويضعف دفاعات الجسم ضد الأمراض.

وفي هذا السياق، يبرز دور بروتين يُعرف باسم "بيتا أميلويد"، والذي يتراكم تدريجيًا في دماغ الإنسان خلال النهار، ويمثل خطرًا حقيقيًا في حال لم يتم التخلص منه أثناء النوم، لما له من ارتباط وثيق بتطور مرض الزهايمر.

وخلال فترات النوم العميق، وتحديدًا ما يُعرف بـ"نوم الموجة البطيئة"، ينشط الجهاز الغليمفاوي في الدماغ، وهو الجهاز المسؤول عن إزالة الفضلات والمواد السامة من الخلايا العصبية والأنسجة الدماغية.

ويتسبب هذا النشاط الحيوي في تقليص حجم خلايا الدماغ بشكل طفيف، مما يسمح بتدفق السوائل بسهولة في أنحاء الدماغ، وبالتالي طرد الفضلات إلى خارج الجهاز العصبي، وهي آلية مشابهة لما يقوم به الجهاز اللمفاوي في باقي أجزاء الجسم.

وكانت مجلة "Brain Sciences" العلمية قد نشرت مقالاً في عام 2020 حذرت فيه من أن ضعف عمل الجهاز الغليمفاوي مرتبط مباشرة بظهور أمراض عصبية خطيرة، خصوصًا الخرف والزهايمر، مشيرة إلى أن كفاءة هذا الجهاز تتراجع مع التقدم في العمر.

وأكد المقال أن مرضى الزهايمر يعانون عادة من اضطرابات مزمنة في النوم، وهو ما يعيق عملية تنظيف الدماغ ويؤدي إلى تراكم السموم فيه بشكل مستمر، ما يسرّع بدوره من تدهور الحالة الذهنية والعصبية لديهم.

وحذرت الدراسة من أن إهمال جودة النوم قد يكون بمثابة التمهيد المبكر للإصابة بالخرف، داعية إلى اعتبار النوم العميق أولوية يومية وليست رفاهية، وخاصة لدى الفئات المعرضة لعوامل خطر مثل التقدم في السن أو التاريخ العائلي مع أمراض الدماغ.

وأوصى الباحثون بأن يحرص كل شخص، خصوصًا ممن تجاوزوا سن الأربعين، على الحصول على عدد ساعات نوم كافٍ يتراوح بين 7 إلى 9 ساعات يوميًا، مع محاولة تجنب الأرق واضطرابات النوم التي تؤثر بشكل مباشر على هذه الآلية الدفاعية الطبيعية.

وبينما لا تزال الأبحاث قائمة لفهم أسرار الدماغ بشكل أعمق، يتفق العلماء اليوم على أن النوم العميق ليس فقط مفتاحًا للراحة الجسدية، بل هو أيضًا عامل جوهري في بقاء الدماغ نظيفًا، متجددًا، ومحمياً من أخطر أمراض الشيخوخة العصبية.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية