"دوران" يفاجئ الجميع.. اللاعب يرفض عرض فنربخشة القوي ويتمسك بالبقاء في السعودية

رفض الكولومبي جون دوران، مهاجم نادي النصر السعودي، عرضًا ضخمًا من أحد أكبر الأندية التركية، في خطوة أثارت جدلاً واسعًا بين متابعي الكرة العالمية، لاسيما في ظل ما يحظى به اللاعب من متابعة من أندية أوروبية بارزة تسعى لتعزيز خطوطها الهجومية قبل انطلاق الموسم الجديد، ويأتي هذا الرفض رغم الإغراءات المالية الكبيرة التي تضمنها العرض التركي، ما جعل الكثيرين يتساءلون عن الدوافع الحقيقية وراء قرار اللاعب.
الصحفي التركي الموثوق، ياجيز سابونجوجلو، كشف عبر حسابه الرسمي في منصة "إكس"، عن تفاصيل العرض المقدم من نادي فنربخشه التركي، حيث بيّن أن النادي أبدى اهتمامًا جادًا بخدمات دوران، ووجّه عرضًا رسميًا إلى نادي النصر بلغت قيمته الإجمالية نحو 20 مليون يورو، تشمل تكاليف شراء العقد وراتب اللاعب، وهي صفقة كان من الممكن أن تسجل ضمن أكبر الانتقالات في الكرة التركية هذا الصيف.
إقرأ ايضاً:1415 كيلوغراماً من الحرير والذهب.. بدء تغيير كسوة الكعبة تزامناً مع حلول العام الهجري الجديدضربة جديدة للهلال.. الفريق يبحث عن مهاجم جديد..هل تكون نهاية مشوار ميتروفيتش قريبًا؟
وأوضح سابونجوجلو أن فنربخشه لم يكتفِ بالتفاوض مع النصر، بل فتح قنوات اتصال مباشرة مع اللاعب نفسه لإقناعه بالانضمام، في محاولة لكسب توقيعه وتعزيز طموحات الفريق بالتتويج بالألقاب محليًا وقاريًا، إلا أن الرد جاء سريعًا ومباشرًا من دوران، الذي رفض العرض جملة وتفصيلًا، دون الدخول في مفاوضات تفصيلية أو إبداء مرونة حيال الانتقال.
وأثار قرار دوران تساؤلات عديدة، خاصة أن اللاعب لا يحظى حتى الآن بمكانة أساسية دائمة في تشكيلة النصر، وهو ما كان قد فتح باب التكهنات سابقًا حول إمكانية رحيله إلى نادٍ يمنحه فرصة اللعب بشكل منتظم، لكن يبدو أن اللاعب يرى مستقبله بشكل مختلف، أو أن لديه عروضًا أقوى قيد الدراسة.
المصادر القريبة من النصر لم تنفِ وصول العرض، لكنها تحفظت عن التعليق على موقف اللاعب، مكتفية بالإشارة إلى أن النادي تلقى خلال الأسابيع الماضية عدة استفسارات من أندية خارجية بخصوص عدد من لاعبيه، في إشارة إلى اهتمام متزايد بلاعبي الفريق في سوق الانتقالات الصيفية.
ويبدو أن رفض دوران للعرض التركي ليس مجرد قرار شخصي، بل يحمل دلالات فنية وخططية أعمق، فربما يرى اللاعب أن البقاء في دوري قوي ومتصاعد مثل الدوري السعودي سيمنحه أضواء إعلامية أكبر وفرصًا أوسع للانضمام لاحقًا إلى فرق أوروبية من الصف الأول، مقارنةً بالانتقال إلى الدوري التركي الذي يعاني من محدودية الانتشار الإعلامي.
وتشير تقارير أخرى إلى أن وكيل أعمال دوران كان قد تلقى اتصالات مبدئية من أندية إنجليزية وإيطالية في الفترة الماضية، لكنها لم تصل إلى مرحلة التفاوض الرسمي، وربما يفضل اللاعب التريث انتظارًا لتبلور تلك العروض بشكل ملموس بدلًا من اتخاذ قرار متسرع.
من جهة أخرى، يرى بعض المحللين أن قرار دوران قد يكون مرتبطًا بثقافة اللاعب وخياراته الشخصية، فقد يكون غير مقتنع بمشروع فنربخشه الرياضي، أو غير منسجم مع فكرة خوض تجربة في الدوري التركي الذي يراه بعض النجوم محطة مؤقتة لا تضمن لهم تطورًا مهنيًا طويل الأمد.
ويرى جمهور النصر في هذا القرار مؤشراً إيجابيًا على رغبة اللاعب بالاستمرار مع الفريق، خصوصًا وأن الإدارة النصراوية سبق أن أبدت ثقتها بإمكانياته واعتبرته أحد الأعمدة الهجومية المستقبلية للفريق، رغم أنه لم يحظَ بعد بفرصته الكاملة في التشكيلة الأساسية.
وتُعد هذه الواقعة امتدادًا لحالة النشاط الكبير الذي يشهده نادي النصر في سوق الانتقالات، سواء على صعيد التعاقدات الجديدة أو العروض المقدمة للاعبيه من خارج المملكة، وهو ما يعكس الحضور القوي للفريق على الساحة الدولية.
كما تعزز هذه الحادثة من صورة الدوري السعودي كوجهة جذابة للاعبين الشباب من مختلف الجنسيات، لا سيما عندما يختار لاعب مثل دوران البقاء في صفوفه على حساب عروض أوروبية تقليدية، ما يعكس حجم الطموح الذي بات يحمله هذا الدوري في السنوات الأخيرة.
وفي ظل قرب انطلاق الموسم الجديد، يترقب جمهور النصر ما إذا كانت الإدارة ستمنح دوران أدوارًا أكبر في التشكيلة الأساسية، خاصة بعد موقفه الأخير الذي أظهر التزامه بالفريق، ما قد يفتح أمامه فرصة لإثبات نفسه كأحد مفاتيح اللعب المؤثرة في الهجوم النصراوي.
ولا يُستبعد أن يعاود فنربخشه أو غيره من الأندية التركية أو الأوروبية التفاوض مجددًا، لكن موقف اللاعب الحالي يضع شروطًا جديدة على الطاولة، وعلى رأسها طموحه الشخصي في خوض تجربة أكثر تنافسية وإشعاعًا على المستوى الإعلامي والفني.
ومع استمرار الأندية الأوروبية في مساعيها لتعزيز صفوفها هذا الصيف، فإن اسم جون دوران قد يبقى ضمن الأسماء المرشحة للانتقال، لكن المؤكد الآن أن بوابة تركيا ليست ضمن خياراته الفورية، وأن رغبته الحقيقية لا تزال ترتبط بخيارات مختلفة قد تكشفها الأيام المقبلة.