وداعاً للمطاعم التقليدية؟.. ما هي "المطاعم السحابية" التي تغزو السعودية وتخفض التكاليف بنسبة 40%؟

المطاعم السحابية
كتب بواسطة: بكري العدل | نشر في  twitter

في خطوة تعكس الطموح المتزايد لتطوير قطاع الأغذية والمشروبات في المملكة، أعلن رئيس مجلس إدارة جمعية المطاعم والمقاهي "قوت"، مشعل السعدون، عن خطة طموحة تهدف للوصول إلى 3000 مطعم و1000 مقهى لكل مليون نسمة.

وأكد السعدون أن هذا الهدف يأتي في سياق رؤية المملكة 2030، التي تضع تطوير قطاع الأغذية ضمن أولوياتها الاقتصادية والاجتماعية، نظرًا لدوره الكبير في دعم الاقتصاد المحلي وتوفير فرص العمل.
إقرأ ايضاً:من الخيام إلى أدوات المطبخ.. ما هي المساعدات التي قدمها مركز الملك سلمان لإنقاذ الأسر في الصومال؟وداعاً للعلاج في الخارج.. إنجاز طبي غير مسبوق في السعودية ينهي حاجة المرضى للسفر لهذه الجراحة المعقدة

وأوضح خلال كلمته في مؤتمر الاستثمار في قطاع الأغذية والمشروبات، أن المملكة تشهد تحولًا جذريًا في نمط الاستهلاك، ما يعزز الحاجة إلى زيادة أعداد المطاعم والمقاهي لتلبية الطلب المتنامي.

وأشار إلى أن أحد أبرز التحولات في القطاع يتمثل في انتشار "المطاعم السحابية"، وهي مطابخ تجارية تعمل فقط لتقديم الوجبات عبر التوصيل، دون الحاجة لوجود صالات استقبال زبائن.

وقال إن هذا النموذج بات أكثر شيوعًا في المدن الكبرى، نتيجة ارتفاع الإيجارات وصعوبة الحصول على مواقع استراتيجية بتكلفة مناسبة، ما دفع الكثير من المستثمرين لاعتماد المطاعم السحابية كخيار اقتصادي وفعال.

وبيّن السعدون أن المطاعم السحابية تسهم في تقليل المصاريف التشغيلية بنسبة تصل إلى 40%، وتتيح إطلاق علامات تجارية جديدة بسرعة دون الحاجة إلى استثمارات ضخمة في الديكور أو القوى العاملة.

كما أكد أن الجمعية ترحب بتلك النماذج المبتكرة التي تسهم في تنويع السوق وتوسيع الخيارات أمام المستهلك، لكنها في الوقت ذاته تشدد على أهمية الالتزام بالمعايير الصحية والجودة.

وأوضح أن "قوت" تسعى لرفع مستوى الاحترافية في القطاع من خلال برامج تدريب وتأهيل تستهدف الكوادر الوطنية، مشيرًا إلى أن نسبة السعودة في القطاع تجاوزت حاليًا 30%، مع خطط لزيادتها في السنوات المقبلة.

ونبّه إلى أن القطاع لا يزال يواجه بعض التحديات، مثل تفاوت الأنظمة بين المناطق، وغياب التشريعات الواضحة بشأن بعض الأنشطة الجديدة، داعيًا إلى مزيد من التنسيق بين الجهات الحكومية والمستثمرين.

وأضاف أن الجمعية تعمل حاليًا على إطلاق قاعدة بيانات موحدة لمراقبة أداء القطاع وتقديم الدعم الفني والتجاري لأعضائها، بما يضمن استدامة النمو.

وأشار السعدون إلى أن التحول الرقمي يلعب دورًا محوريًا في تطور القطاع، خاصة مع انتشار التطبيقات الذكية، وتقنيات تحليل بيانات الطلبات التي تساعد في اتخاذ قرارات دقيقة وتحسين تجربة العميل.

ولفت إلى أن السعودية تشهد ازدهارًا في ثقافة الخروج للمقاهي والمطاعم، لا سيما بين فئة الشباب، ما يدعم خطط التوسع وزيادة عدد العلامات التجارية المحلية والدولية في السوق.

كما كشف عن توجه لإقامة شراكات بين الجمعية والمؤسسات التعليمية لإطلاق دبلومات وبرامج تدريب في الطهي وإدارة المطاعم، بهدف سد الفجوة المهارية في السوق.

وفي ختام كلمته، شدد السعدون على أن تحقيق الأهداف المرجوة يتطلب عملًا جماعيًا، بين القطاعين العام والخاص، مع ضرورة الاستماع لملاحظات رواد الأعمال والمستثمرين، لتحقيق بيئة استثمارية مزدهرة ومستدامة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية