الهلال يحتفظ بجوهرة البرازيل.. مالكوم يرفض عرض فلامنغو ويتمسك بالزعيم

مالكوم
كتب بواسطة: رضا شحاتة | نشر في  twitter

في وقت تستمر فيه أندية الدوري السعودي في تعزيز مكانتها على الساحة العالمية، رفض النجم البرازيلي مالكوم دي أوليفيرا، جناح نادي الهلال السعودي، عرضًا رسميًا من أحد أكبر الأندية في بلاده، نادي فلامنغو، وذلك بسبب تمسكه بالبقاء ضمن صفوف الزعيم ورفضه تخفيض راتبه السنوي، في خطوة تعكس استقراره ورغبته في مواصلة التجربة الناجحة التي يخوضها في دوري روشن السعودي.

ووفقًا لما نشرته صحيفة "Bolavip" البرازيلية، فقد أبدى نادي فلامنغو اهتمامًا كبيرًا بضم اللاعب، سعيًا لاستعادته إلى الملاعب البرازيلية خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، إلا أن طموحات النادي اصطدمت برفض قاطع من اللاعب، الذي لم يُبدِ أي رغبة في التراجع خطوة إلى الوراء في مسيرته الكروية المزدهرة في السعودية، ويُعد مالكوم من بين أبرز الأسماء التي نجحت في ترك بصمة قوية منذ انتقالها إلى الهلال، حيث ساهم بأداء هجومي لافت وسجل أهدافًا حاسمة، مما عزز مكانته كأحد أعمدة التشكيلة الأساسية للنادي.
إقرأ ايضاً:عودة الرحلات المباشرة بين السعودية وسوريا برسوم 550 ريالتحرك مفاجئ في ميركاتو الأهلي: صفقة غير متوقعة تقترب من الحسم

المفاوضات بين فلامنغو ومالكوم لم تدم طويلًا، إذ اصطدمت سريعًا بعائق مادي لم يكن ممكنًا تجاوزه، فقد رفض اللاعب بشكل صريح أي اقتراح بتخفيض راتبه السنوي، معتبرًا أن العرض المالي المقدم من فلامنغو لا يرتقي إلى ما يحصل عليه حاليًا في الهلال، ولا يُعبّر عن قيمة ما قدمه خلال السنوات الأخيرة، سواء في روسيا مع زينيت أو في السعودية منذ انضمامه للزعيم، هذا الرفض لم يكن فقط مرتبطًا بالمال، بل شكّل أيضًا رسالة واضحة من اللاعب تُؤكد أن تجربته مع الهلال لا تزال في أوجها، وأنه يرى مستقبله في الدوري السعودي وليس خارجه.

مالكوم، الذي وقّع عقدًا طويل الأمد مع الهلال يمتد حتى عام 2027، كان قد انتقل إلى صفوف النادي في صيف 2023، قادمًا من زينيت الروسي، في صفقة ضخمة بلغت قيمتها 60 مليون يورو، ما جعله حينها من أغلى اللاعبين في تاريخ الدوري السعودي، ومنذ قدومه، أثبت اللاعب البرازيلي أنه صفقة رابحة بكل المقاييس، حيث اندمج سريعًا في أجواء الفريق، وقدم مستويات فنية رائعة، ساعدت الهلال على المنافسة في مختلف البطولات، محليًا وقاريًا.

ولا تُعد محاولة فلامنغو الأولى من نوعها لاستعادة النجوم البرازيليين من الملاعب الخليجية، إلا أن النجاحات المتزايدة التي تحققها الأندية السعودية على الصعيد الفني والتنظيمي، إضافة إلى العقود المجزية، جعلت من الدوري السعودي وجهة مستقرة لكثير من النجوم الذين كانوا في وقت مضى يتجهون إلى أوروبا أو يعودون إلى البرازيل في هذه المرحلة من مسيرتهم، أما اليوم، فباتت الملاعب السعودية خيارًا أولًا وليس بديلًا، ومالكوم خير دليل على هذا التحول.

اللاعب البرازيلي، المعروف بسرعته ومهاراته الفنية، عبّر في أكثر من مناسبة عن سعادته باللعب في صفوف الهلال، مؤكدًا أن الأجواء التنافسية داخل النادي، والدعم الجماهيري الكبير، إضافة إلى الطموحات المتزايدة للفريق، هي عوامل تجعله يشعر بأنه في المكان المناسب، كما أن الهلال، من جانبه، يُظهر تمسكًا كبيرًا بلاعبه، ويعتبره ركيزة أساسية في مشروعه الرياضي، خاصة في ظل الاستعدادات الحالية لخوض كأس العالم للأندية، التي تُعد محطة مفصلية للنادي من أجل تأكيد حضوره على الساحة العالمية.

وبينما تسعى بعض الأندية البرازيلية إلى إعادة تصدير نجومها إلى المشهد المحلي، تبدو المهمة أصعب من أي وقت مضى، في ظل التغييرات الجذرية التي طرأت على موازين القوى في كرة القدم العالمية، والتي جعلت من السعودية لاعبًا رئيسيًا في سوق الانتقالات الدولية، ورفض مالكوم للعرض البرازيلي ما هو إلا دليل جديد على هذا الواقع، وعلى أن تجربة الاحتراف في الدوري السعودي لم تعد مرحلة مؤقتة، بل باتت خيارًا طويل الأمد وذي جدوى رياضية واقتصادية حقيقية.

وإلى أن ينتهي عقده في 2027، يبدو أن جمهور الهلال سيكون على موعد مع المزيد من الإبداع من جانب مالكوم، الذي اختار البقاء في الزعيم، حيث يجد الطموح، الأمان، والتقدير، في بيئة كروية تُحقق التوازن بين الاحتراف العالي والراحة النفسية، وهي معادلة نادرًا ما تتحقق في هذا المستوى من كرة القدم العالمية.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية