بعد موسم حج ناجح.. المملكة تضمن مغادرة الحجاج بسلاسة وأمان

في أجواء إيمانية خالدة، وبعد أن أتم ضيوف الرحمن مناسكهم في يسر وسلام، أعلنت المديرية العامة للجوازات عن جاهزيتها الكاملة لإنهاء إجراءات مغادرة الحجاج لموسم حج 1446هـ عبر جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية للمملكة، هذا الإعلان يأتي تتويجًا لجهود ميدانية متواصلة، وتنفيذًا دقيقًا لخطة أمنية ولوجستية شاملة تهدف إلى توفير أفضل سبل الراحة والسلامة لضيوف الرحمن منذ لحظة قدومهم وحتى مغادرتهم.
وأكدت المديرية أنها استنفرت طاقاتها البشرية والتقنية، وفعّلت جميع منصاتها الخدمية بالمنافذ لتقديم تجربة مغادرة نموذجية للحجاج، حيث تم دعم هذه الاستعدادات بمنظومة من التقنيات الذكية والأنظمة الأمنية المتقدمة، التي تم تطويرها خصيصًا للتعامل مع الكثافة الكبيرة التي تشهدها المنافذ خلال فترة ما بعد أداء المناسك، وشددت الجوازات على أن فرقها المتخصصة تعمل على مدار الساعة، لضمان انسيابية الإجراءات والتعامل الفوري مع أي طارئ قد يطرأ في ظل توافد أعداد ضخمة من الحجاج المغادرين من مختلف الجنسيات.
إقرأ ايضاً:عودة الرحلات المباشرة بين السعودية وسوريا برسوم 550 ريالتحرك مفاجئ في ميركاتو الأهلي: صفقة غير متوقعة تقترب من الحسم
وقد شكّلت المديرية لجانًا ميدانية مشتركة مع الجهات الحكومية المعنية في جميع المنافذ؛ لضمان التنسيق الفعال وسرعة تمرير البيانات بين القطاعات، مما يُسهم في تسهيل عملية المغادرة دون تأخير أو ازدحام، وحرصت فرق الجوازات على التعامل الإنساني الرفيع مع الحجاج، بتقديم المساعدة والدعم لكبار السن والمرضى، وتوفير موظفين بعدة لغات للتواصل الفعال مع مختلف الجنسيات، في خطوة تعكس التزام المملكة بالنهج الإسلامي في حسن الضيافة وكرم الوفادة.
وفي ظل هذه الجهود، ثمّن العديد من الحجاج المغادرين الخدمات الرفيعة التي تلقوها في منافذ المملكة، مشيدين بسرعة إنجاز الإجراءات واحترافية العاملين، وقد عبّر بعضهم عن امتنانهم للحفاوة التي قوبلوا بها منذ دخولهم الأراضي السعودية وحتى لحظة مغادرتهم، مؤكدين أن هذه الرحلة الروحانية ستظل محفورة في ذاكرتهم، ليس فقط لعظمتها الدينية، بل لما لمسوه من رعاية واهتمام من الدولة السعودية بمختلف مؤسساتها.
ويأتي هذا النجاح في ختام موسم الحج ليعكس المستوى المتقدم الذي بلغته المملكة في إدارة الحشود وتنظيم أكبر التجمعات البشرية على وجه الأرض، حيث لم تدخر القيادة الرشيدة جهدًا في تسخير كافة الإمكانات لخدمة ضيوف الرحمن، سواء عبر التوسعات الضخمة في المشاعر المقدسة أو من خلال التطوير المستمر في الأنظمة الخدمية بالمنافذ والمطارات والموانئ.
وتُعد الجوازات من الجهات الحيوية التي تلعب دورًا محوريًا في إنجاح موسم الحج، إذ لا تقتصر مهامها على دخول الحجاج فقط، بل تتولى مسؤولية خروجهم أيضًا في إطار منظومة دقيقة، تتكامل فيها الجهود التقنية والبشرية مع منظومة الأمن العام والإدارات الأخرى، وقد نجحت الجوازات خلال السنوات الماضية في تطوير بنيتها التحتية، وتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة الحاج وتسريع الإجراءات، وهو ما أتى ثماره بشكل واضح في موسم هذا العام.
وفي مشهد يليق بختام موسم إيماني عالمي، يقف رجال الجوازات في مواقعهم بابتسامة واهتمام، يودعون الحجاج برسائل الود والدعاء بقبول الطاعة، مؤكدين أن المملكة تفتح قلبها وأرضها دائمًا لضيوف الرحمن، في رحلة تبدأ بالترحاب وتنتهي بالرضا والامتنان، وبينما يغادر الحجاج أراضي الحرمين، يحملون معهم ذكريات لا تُنسى، عن كرم الضيافة وحُسن التنظيم الذي يُجسد الصورة المشرقة للمملكة في خدمة الإسلام والمسلمين.