"ثمار القصيم الموسمية" ... مفتاح الاستدامة الزراعية والتغذية المتوازنة!

تتمتع منطقة القصيم بتوفر مستمر للفواكه الموسمية على مدار العام، مما يجعلها الخيار الأول للمستهلكين خاصة في فصل الصيف، حيث تتسم هذه الفواكه بطعمها اللذيذ وجودتها الغذائية العالية.
إضافة إلى ذلك، تشهد الأسواق المحلية في المنطقة تنوعًا كبيرًا في المنتجات الزراعية الموسمية ووفرتها بشكل ملحوظ، ما يعكس نجاح منظومة الإنتاج الزراعي ودعمها الحكومي المستمر.
إقرأ ايضاً:"النمر" يكشف "3 عوامل خفية" تحدد ما إذا كان دواؤك للكوليسترول سيصيبك بالسكري.5 أيام إجازة عيد كحد أقصى للمتعاقدين في الجهات الحكومية ... "الوزراء" يعدل نظام إجازات العيدين
وتنتشر مزارع الفواكه الموسمية في القصيم بشكل واسع بين القرى والمحافظات، حيث تتوزع البساتين والمزارع الريفية على مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الخصبة، وتوجد أيضًا مواقع مخصصة لبيع هذه الفواكه على الطرق السياحية التي تؤدي إلى المتنزهات والوجهات الطبيعية بالمنطقة، ما يسهل على الزوار والسياح الحصول عليها بسهولة وبأسعار تنافسية تتناسب مع مختلف الفئات.
وتشتهر منطقة القصيم بإنتاج عدد كبير من أنواع الفواكه المتنوعة، منها العنب، والرمان، والتين، والخوخ البخاري، والبطيخ، والتوت، حيث تشهد هذه المحاصيل زيادة مستمرة في الإنتاج السنوي.
ويرجع ذلك إلى توفر عوامل بيئية مناسبة من تربة خصبة ومياه عذبة، إضافة إلى الخبرة الزراعية المتراكمة لدى المزارعين المحليين، ويعزز من هذه البيئة الزراعية الخصبة الدعم الحكومي الذي يشمل تقديم القروض الميسرة والخدمات الزراعية والإرشاد الفني المستمر، مما ساهم بشكل كبير في جذب الاستثمارات الزراعية من قبل الشركات المتخصصة وتطوير القطاع.
وأوضح أخصائي التغذية إبراهيم الدهيش الدور الحيوي الذي تلعبه الفواكه في صحة الإنسان، مشيرًا إلى أنها توفر للجسم مصادر مهمة من الماء والطاقة، وتقلل من حالات الإجهاد بسبب احتوائها على الألياف، والفيتامينات، والمعادن، ومضادات الأكسدة والعوامل المضادة للالتهاب.
كما أشار إلى أن تناول الفواكه بانتظام يساهم في تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة غير المعدية، مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكتات الدماغية والسرطان، مما يجعلها جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي الصحي.
من جانبه، أكد المزارع صالح التويجري أن الفواكه الموسمية تمثل عامل جذب مهم لشرائح المجتمع كافة، فضلاً عن كونها مصدر دخل مجزي للمزارعين والتجار والمستثمرين في القطاع الزراعي.
وأوضح أن إنتاج الفواكه الموسمية يعزز من اقتصاد المنطقة بشكل ملموس، من خلال تنشيط السوق المحلية وتوفير فرص عمل متنوعة في مراحل الإنتاج والبيع والتسويق.
وأضاف التويجري أن المزارع في منطقة القصيم شهدت تطورًا ملحوظًا في تنويع المحاصيل الزراعية، مع تبني أحدث تقنيات الري الحديثة التي تهدف إلى الحفاظ على المياه، وهو ما يعكس الوعي المتزايد بأهمية استدامة الموارد المائية في ظل التحديات البيئية.
وأشار أيضًا إلى أن هذا التطور ساهم في توفير فرص عمل للسعوديين في مجالات متعددة، مثل بيع المنتجات الزراعية، والعناية بالمحاصيل، والتغليف، والتنظيف، وحتى عمليات التوصيل، حيث تعمل العديد من الشركات والمؤسسات المختصة في البيئة والزراعة والسياحة على دعم هذه الجوانب.
وتعكس هذه المؤشرات المتعددة نجاح استراتيجية القصيم في تعزيز قطاع الزراعة الموسمية، وتحقيق التنمية المستدامة التي تراعي التوازن بين الإنتاج الزراعي والحفاظ على الموارد الطبيعية.
ويُنظر إلى قطاع الفواكه الموسمية في القصيم كقطاع حيوي يمتلك إمكانيات كبيرة للنمو، مع استمرار الدعم الحكومي والاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، ما يضع المنطقة على خارطة أهم المنتجين للفواكه في المملكة، ويدعم الاقتصاد المحلي من خلال توفير منتجات ذات جودة عالية تلبي احتياجات المستهلكين والسياح على حد سواء.