"النمر" يكشف "3 عوامل خفية" تحدد ما إذا كان دواؤك للكوليسترول سيصيبك بالسكري.

أكد استشاري القلب الدكتور خالد النمر أن أدوية خفض الكوليسترول من نوع "الستاتين" قد تترافق مع زيادة احتمال الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، إلا أن هذا الارتباط لا يُلغي فوائدها الكبيرة في الوقاية من الجلطات القلبية والدماغية.
أشار النمر إلى أن استخدام الستاتين يخضع لمعادلة دقيقة بين المنافع والمخاطر، حيث إن منع الجلطات التي قد تودي بالحياة يعد في كثير من الأحيان أولوية علاجية تفوق بعض الآثار الجانبية المحتملة مثل السكري.
إقرأ ايضاً:"عبدالله عطيف" يعلن "أصعب قرار" في حياته.. ويوجه رسالة مؤثرة للجماهيرتغييرات جديدة على نقاط حافلات الرياض ... "هيئة النقل" تقرر إغلاق نقطة حافلات 221 اعتبارًا من 17 يوليو
وبين أن خطر الإصابة بالسكري نتيجة استخدام الستاتين لا يظهر بنفس الحدة عند جميع المرضى، بل يتأثر بثلاثة عوامل خفية رئيسية يجب أن تؤخذ بالحسبان قبل وصف الدواء لأي مريض.
العامل الأول يتمثل في وجود عوامل خطر صحية سابقة لدى المريض، مثل السمنة المفرطة، أو وجود مرحلة ما قبل السكري، إضافة إلى قلة النشاط البدني أو وجود تاريخ عائلي بالإصابة بالسكري.
هذه الفئة من الأشخاص، بحسب النمر، تُعد الأكثر عرضة لظهور السكري عند تناول الستاتين، مقارنة بغيرهم من الأفراد الذين يتمتعون بصحة عامة جيدة ولا يمتلكون أي مؤشرات خطر واضحة.
أما العامل الثاني فهو الجرعة المستخدمة، إذ تشير الدراسات إلى أن الجرعات العالية من الستاتين يمكن أن ترفع خطر السكري بنسبة تصل إلى 35%، وهي الجرعات التي غالبًا ما تُستخدم بعد وقوع الجلطات.
في المقابل، ترتبط الجرعات المتوسطة بزيادة أقل في معدل الإصابة، وتقدر بحوالي 10% فقط، مما يجعل من المهم للطبيب اختيار الجرعة المثالية وفقًا لحالة كل مريض ومدى حاجته الوقائية.
العامل الثالث الذي ذكره النمر هو مدة الاستخدام، حيث إن استمرار استخدام الستاتين لفترات طويلة يزيد من احتمالية الإصابة بالسكري على المدى البعيد، خصوصًا لدى من لديهم استعداد وراثي أو صحي.
وشدد النمر على أن معظم حالات السكري التي تظهر لدى مستخدمي الستاتين تسجل في أوساط من يملكون بالفعل عوامل استعداد مسبقة، بينما تكون نادرة بين الأشخاص الأصحاء تمامًا وإن لم تنعدم تمامًا.
وأوضح أن هذه الأدوية تُعد من أكثر الأدوية فاعلية في تقليل معدلات الجلطات القلبية والدماغية التي تهدد الحياة، وأن منافعها السريرية مثبتة بمئات الدراسات الطبية حول العالم.
وأكد أن الاستخدام العشوائي أو دون رقابة طبية قد يزيد من احتمالية ظهور الآثار الجانبية، لذا يجب صرف هذه الأدوية فقط تحت إشراف مباشر من طبيب مختص يقوم بتقييم الحالة ومراقبة التقدم بانتظام.
لفت النمر إلى أن الوعي الطبي الجيد والالتزام بالتوصيات العلاجية يساعدان في تحقيق الاستفادة القصوى من هذه الأدوية دون التعرض للمضاعفات المحتملة، مثل ظهور مرض السكري.
وأضاف أن من المهم توعية المرضى بالمخاطر والفوائد معًا، وإشراكهم في القرار العلاجي، خصوصًا في حالات الوقاية الأولية حيث لا توجد إصابة سابقة بالجلطات ولكن توجد عوامل خطر أخرى.
كما دعا إلى متابعة نسبة السكر في الدم بشكل دوري لدى مستخدمي الستاتين، خاصة من أصحاب السمنة أو من يعانون من قلة النشاط البدني أو وجود تاريخ عائلي لمرض السكري.
وبيّن أن هذه المراقبة المستمرة يمكن أن تساعد في اكتشاف أي علامات مبكرة للإصابة بالسكري والتدخل السريع لمنع تفاقمها أو تحولها إلى حالة مزمنة تتطلب علاجًا طويل الأمد.
وأشار النمر إلى أن بعض الأطباء قد يلجؤون لتغيير نوع الدواء أو تقليل الجرعة في حال ظهور مؤشرات ارتفاع السكر، وهو ما يعكس أهمية التواصل بين المريض وطبيبه بشكل دائم.
ونبّه إلى أن الكثير من المرضى يوقفون استخدام الستاتين فور سماعهم عن هذا الأثر الجانبي المحتمل، دون استشارة الطبيب، مما قد يعرضهم لمخاطر أكبر مثل تكرار الجلطات أو الوفاة المفاجئة.
واختتم الدكتور خالد النمر تصريحه بالتأكيد على أن الوقاية من الجلطات تستحق هذا التوازن الدقيق، وأن الستاتين عند استخدامه بطريقة علمية وتحت إشراف طبي يظل خيارًا آمنًا وفعّالًا.