"عبدالله عطيف" يعلن "أصعب قرار" في حياته.. ويوجه رسالة مؤثرة للجماهير

أعلن اللاعب السعودي عبدالله عطيف اعتزاله كرة القدم نهائيًا عن عمر 32 عامًا، بعد سنوات من العطاء في الملاعب السعودية، انتهت بمواجهة صعبة مع إصابة متكررة في الركبة حرمته من الاستمرار في مشواره الكروي.
عطيف، الذي مثّل أندية الشباب والهلال والأهلي، قال عبر حسابه الرسمي في إنستجرام إن القرار لم يكن سهلًا، لكنه جاء بعد محاولات مضنية للتعافي من إصابة الركبة التي تفاقمت على مدار السنوات الأخيرة حتى أنهت مسيرته مبكرًا.
إقرأ ايضاً:تغييرات جديدة على نقاط حافلات الرياض ... "هيئة النقل" تقرر إغلاق نقطة حافلات 221 اعتبارًا من 17 يوليو"النمر" يكشف "3 عوامل خفية" تحدد ما إذا كان دواؤك للكوليسترول سيصيبك بالسكري.
كتب اللاعب في رسالته الوداعية: "في أصعب قرار أتخذه بحياتي، وبعد محاولات قوية للتغلب على إصابة ركبتي، ولكن للأسف هُزمت، ولذلك قررت أن أعتزل كرة القدم نهائيًا في سن الـ32"، في لحظة مؤثرة لاقت تفاعلًا واسعًا من محبيه.
وجه عطيف الشكر لجميع الأندية التي مثّلها خلال مشواره، بالإضافة إلى الأجهزة الإدارية والفنية والرؤساء الذين عمل معهم طوال سنواته الكروية، معتبرًا أن الدعم الذي لقيه كان حاضرًا في كل محطاته.
كما خص بالشكر معالي المستشار تركي آل الشيخ، والأمير فيصل بن سلطان، والأمير خالد بن محمد – رحمه الله – إلى جانب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل، مؤكدًا أن وقوفهم إلى جانبه لم يكن يومًا محل نسيان.
ولم ينس عطيف الجماهير، حيث قال في رسالته: "شكرًا للجماهير التي لها محبة وتقدير خاص، ووقفت معي في أصعب الظروف من إصابات وغيرها، وأتمنى للجميع دوام التوفيق والنجاح"، في إشارة واضحة إلى العلاقة القوية التي جمعته بجماهير الأندية.
وكان عبدالله عطيف قد تعرّض لقطع في الرباط الصليبي للمرة الثالثة في مسيرته، خلال مشاركته مع فريقه الأهلي في سبتمبر 2023، وهي الإصابة التي غيّبته عن الملاعب منذ ذلك الوقت حتى لحظة إعلان اعتزاله.
انضم عطيف إلى الأهلي قادمًا من الهلال في صفقة استهدفت تعزيز خط الوسط، إلا أن الإصابة القاسية حرمته من تقديم ما كان يُنتظر منه، لينتهي عقده فعليًا دون أن يكمل موسمه الأول مع الفريق.
بدأ عبدالله عطيف مشواره الكروي من نادي الشباب، حيث تدرج في فئاته السنية حتى مثّل الفريق الأول، قبل أن يخوض تجربة احترافية قصيرة في الدوري البرتغالي، كانت بمثابة محطة انتقال نحو نضوجه كلاعب.
عاد لاحقًا إلى السعودية عبر بوابة الهلال، وهناك عرف المجد الحقيقي، إذ فاز مع الزعيم بعدة بطولات محلية وقارية، وكان أحد العناصر الأساسية في وسط الميدان لسنوات، وترك بصمة واضحة بين جماهير النادي.
ومع المنتخب السعودي، شارك عطيف في 39 مباراة دولية، مثل فيها الأخضر في أكثر من بطولة، أبرزها كأس العالم 2022 في قطر، حيث تواجد ضمن القائمة الرسمية، لكنه لم يشارك في أي دقيقة طوال البطولة.
عرف عن عبدالله عطيف أسلوب لعبه المتوازن والذكي في وسط الملعب، وقدرته على قراءة اللعب وصناعة التمريرات الدقيقة، وهو ما جعله ركيزة في العديد من التشكيلات الفنية سواء على مستوى الأندية أو المنتخب.
تعد إصابة الركبة المزمنة التي عانى منها واحدة من أبرز العقبات التي واجهت مسيرته، حيث خضع لعدة عمليات تأهيلية، لكنه لم يتمكن في النهاية من العودة للمستوى التنافسي المطلوب لمواصلة المشوار.
جاء الاعتزال في وقت يرى فيه المتابعون أن اللاعب لا يزال في سن تسمح له بالعطاء، لكن الواقع البدني فرض على عطيف اتخاذ القرار الصعب بإنهاء مسيرته الكروية للحفاظ على صحته ومستقبله.
يُعد عطيف من الأسماء التي ساهمت في تطوير أداء خط الوسط في الكرة السعودية، وكان مثالًا للانضباط الفني والاحترافية العالية داخل وخارج الملعب، مما أكسبه احترام الجماهير وزملائه والمدربين على حد سواء.
عطيف لم يكن مجرد لاعب وسط، بل كان حلقة وصل بين الدفاع والهجوم، وامتاز بثقة كبيرة في الملعب وقدرة على السيطرة في المباريات الكبيرة، مما جعله عنصرًا أساسيًا في أغلب الفرق التي لعب لها.
رحيل عطيف عن الملاعب يترك فراغًا في الكرة السعودية، خاصة لمن عايشوا تألقه في فترات ذهبية مع الهلال والمنتخب، إلا أن مسيرته تبقى حافلة بالتجارب والنجاحات التي يمكن أن تُلهم الجيل القادم من اللاعبين.
يرى متابعون أن عطيف قد يتحول مستقبلًا إلى مجال التدريب أو التحليل الرياضي، حيث يتمتع بخبرة طويلة وفهم عميق للعبة، ويمكن أن يكون له دور جديد في خدمة الكرة السعودية من موقع مختلف.
وبينما ودع الملاعب كلاعب، فإن جماهيره ومتابعيه يأملون أن يواصل عبدالله عطيف مسيرته في مجالات أخرى داخل الوسط الرياضي، لما يمتلكه من أخلاق عالية وحضور مؤثر وشخصية قيادية.
مستقبل عطيف بعد الاعتزال قد يحمل فرصًا جديدة في مجالات رياضية متعددة، فهو لا يزال شابًا ويتمتع بتقدير واسع من مختلف الأطراف، ما قد يفتح له أبوابًا لمواصلة العطاء خارج المستطيل الأخضر.