"الأرصاد تنبه".. استمرار تأثير الرياح المثيرة للأتربة على 8 مناطق بالمملكة

في تقريره اليومي عن حالة الطقس في المملكة، رسم المركز الوطني للأرصاد صورة جوية متباينة، حيث تستمر الرياح النشطة المثيرة للأتربة والغبار في فرض سيطرتها على مساحات شاسعة من البلاد، بينما تلوح في الأفق فرصة لتكون السحب الرعدية الممطرة على المرتفعات الجنوبية الغربية.
وتوقع المركز، بمشيئة الله تعالى، أن يستمر تأثير هذه الكتلة الهوائية النشطة على مناطق الحدود الشمالية والجوف وحائل، ويمتد جنوبًا ليشمل مناطق القصيم والرياض والشرقية، وصولًا إلى منطقة نجران، بالإضافة إلى أجزاء من منطقة مكة المكرمة.
إقرأ ايضاً:تراجع السوق لا يعني الانسحاب، تعرف على أبرز الأسهم الرابحةسجّل الآن.. فرصتك لتوثيق عقارك وضمان حقوقك في السجل العقاري
إن هذا الامتداد الجغرافي الواسع للرياح الترابية، يعني أن ملايين السكان في مختلف المناطق سيتأثرون بهذه الظروف الجوية، التي تتطلب أخذ الحيطة والحذر، خاصة من قبل مرضى الجهاز التنفسي وكبار السن، الذين ينصحون بتجنب الخروج في أوقات الذروة.
ووجه المركز تحذيرًا خاصًا وشديد اللهجة لمرتادي الطريق الساحلي الواصل إلى منطقة جازان، حيث من المتوقع أن تصل موجة الغبار في تأثيرها إلى ذروتها على هذا الطريق، مما قد يؤدي إلى شبه انعدام في مدى الرؤية الأفقية، وهو ما يشكل خطرًا كبيرًا على السلامة المرورية.
وفي مقابل هذه الأجواء الجافة والمغبرة التي تسيطر على معظم المناطق، لا يستبعد المركز أن تشهد المرتفعات الجنوبية الغربية من المملكة سيناريو جويًا مختلفًا تمامًا، حيث تتهيأ الفرصة لتكون السحب الرعدية الممطرة، والتي قد تكون مصحوبة برياح نشطة.
وعلى صعيد حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، أشار التقرير إلى أن الرياح السطحية ستكون شمالية غربية إلى شمالية، وتتراوح سرعتها بين خمسة عشر وثمانية وثلاثين كيلومترًا في الساعة، مع احتمالية أن تصل سرعتها إلى خمس وأربعين كيلومترًا في الساعة باتجاه خليج العقبة.
وسيترتب على هذه الرياح النشطة ارتفاع في أمواج البحر، حيث سيتراوح ارتفاع الموج بين نصف المتر والمتر ونصف، وقد يصل إلى مترين في خليج العقبة، لتكون حالة البحر خفيفة إلى متوسطة الموج بشكل عام، وتتطلب حذرًا من أصحاب القوارب والوسائط البحرية.
أما على سواحل الخليج العربي، فيبدو المشهد أكثر هدوءًا نسبيًا، حيث ستكون حركة الرياح السطحية شمالية غربية إلى غربية على الجزأين الشمالي والأوسط، بينما تكون جنوبية إلى جنوبية غربية على الجزء الجنوبي، وبسرعات أقل من نظيرتها في البحر الأحمر.
وسيكون ارتفاع الموج في الخليج العربي بين نصف المتر والمتر ونصف على الأجزاء الشمالية والوسطى، بينما لا يتجاوز المتر الواحد على الجزء الجنوبي، لتكون حالة البحر خفيفة إلى متوسطة الموج في الشمال والوسط، وخفيفة في الجنوب.
إن هذه التوقعات الدقيقة لحالة الطقس والبحر، تمثل أداة حيوية لمختلف القطاعات، بدءًا من الأفراد الذين يخططون لرحلاتهم اليومية، ووصولاً إلى قطاعات النقل البري والبحري والجوي، التي تعتمد على هذه البيانات لضمان سلامة عملياتها التشغيلية.
وتعكس هذه الظروف الجوية المتباينة الطبيعة المناخية الفريدة للمملكة، التي تمتد على مساحة جغرافية شاسعة، وتتنوع تضاريسها بشكل كبير، مما يسمح بوجود ظواهر جوية مختلفة في نفس اليوم، تتراوح بين العواصف الترابية والأمطار الرعدية.
ويواصل المركز الوطني للأرصاد أداء دوره المحوري في مراقبة الغلاف الجوي، وإصدار التنبيهات والتحذيرات اللازمة، مستخدمًا في ذلك أحدث التقنيات ونماذج التوقع العددي، بهدف رفع مستوى الوعي المجتمعي وتعزيز السلامة العامة.
في المحصلة النهائية، يتطلب طقس اليوم تعاملًا واعيًا ومسؤولاً من الجميع، سواء من خلال القيادة بحذر شديد في المناطق التي تشهد تدنيًا في الرؤية، أو من خلال الابتعاد عن مجاري الأودية في المرتفعات الجنوبية الغربية، ومتابعة التحديثات المستمرة التي يصدرها المركز.