رقم سلبي غير مسبوق منذ 15 عاماً.. كيف سقط "الأخضر" في فخ الأرقام الصادمة والأداء الباهت؟

في واحدة من أكثر المشاركات المحبطة في تاريخ المنتخب السعودي، تلقى "الأخضر" خسارة ثقيلة أمام نظيره الأمريكي بثلاثية نظيفة ضمن منافسات بطولة الكأس الذهبية 2025، لتطفو على السطح أرقام صادمة وتراجع مقلق في الأداء.
لم تكن الخسارة مجرد نتيجة سلبية، بل جاءت كمؤشر واضح على حالة الانهيار الفني والمعنوي التي يعاني منها الفريق، في بطولة كانت بمثابة اختبار حقيقي جاهزيته وقدرته على منافسة منتخبات قوية من قارة الكونكاكاف.
إقرأ ايضاً:لا تفوت موعد الانطلاق.. غدًا يبدأ التسجيل في كلية الملك فهد الأمنيةتحذير عاجل لكل حامل بطاقة.. البنك المركزي السعودي يُعلن عن "قواعد ذهبية" لبطاقات الائتمان
الأداء الهجومي كان شبه معدوم، حيث فشل المنتخب السعودي في هز الشباك خلال ثلاث مباريات متتالية، وهو رقم سلبي غير مسبوق منذ أكثر من 15 عاماً في مشاركات الأخضر القارية والدولية.
الجانب الدفاعي أيضاً لم يكن أفضل حالاً، إذ استقبل الفريق السعودي 7 أهداف في ثلاث مباريات فقط، وهو معدل يُعد من بين الأسوأ في تاريخ مشاركاته الخارجية.
وبالنظر إلى الإحصائيات، فقد استحوذ المنتخب الأمريكي على الكرة بنسبة تفوق 60%، ونجح في فرض سيطرته التامة على مجريات اللعب، فيما بدا المنتخب السعودي غير قادر على مجاراة الإيقاع أو بناء هجمات منظمة.
المدرب الوطني، الذي كان يعوّل عليه كثيراً لإحداث نقلة نوعية في أداء الفريق، بدا عاجزاً عن تقديم أي حلول تكتيكية، وسط غياب واضح للتنظيم والهوية داخل الملعب.
تبديلات المدرب لم تُحدث أي فارق، بل زادت من فوضى الأداء، فيما بدت مراكز بعض اللاعبين غير واضحة، مما تسبب في شرخ داخل منظومة اللعب الجماعي.
الجماهير السعودية عبّرت عن سخطها الواسع، حيث تصدّرت وسوم مثل #خسارة الأخضر و #إقالة المدرب منصات التواصل، وسط مطالبات بإعادة هيكلة المنتخب من جديد.
بعض المعلقين الرياضيين أشاروا إلى أن ما يحدث هو نتيجة "سوء تخطيط تراكمي"، يبدأ من اختيارات المعسكرات، مروراً بالإعداد البدني، وصولاً إلى طريقة اللعب العقيمة التي لم تتطور منذ فترة طويلة.
على الرغم من مشاركة عدد من الوجوه الشابة في التشكيلة، إلا أن غياب الخبرة والقيادة داخل أرض الملعب أدى إلى تفكك خطوط الفريق، ما سهل من مهمة الخصم.
الجانب الذهني كان غائباً كذلك، حيث فقد اللاعبون الحماس والتركيز مع مرور الوقت، وظهروا في حالة من الاستسلام منذ منتصف الشوط الثاني.
في المقابل، قدم المنتخب الأمريكي مباراة قوية ومنظمة، مستفيداً من خبرته في البطولة ومن عامل الأرض والجمهور، كما نجح مدربه في قراءة المباراة بذكاء كبير.
صحف أمريكية علقت على اللقاء بوصفها "واحدة من أسهل الانتصارات"، وأشادت بأداء لاعبيها، لكنها تساءلت في المقابل عن مستوى منتخب كان قد هزم الأرجنتين قبل عامين في كأس العالم.
المراقبون يرون أن استمرار هذا المستوى قد يؤدي إلى نتائج أكثر كارثية في البطولات القادمة، خاصة إذا لم يتم إجراء مراجعة شاملة للسياسات الفنية والإدارية للمنتخب.
ومع تبخر آمال الأخضر في البطولة، تتجه الأنظار الآن إلى الاتحاد السعودي لكرة القدم، الذي سيكون مطالباً باتخاذ قرارات حاسمة، سواء على صعيد الطاقم الفني أو حتى مستقبل بعض اللاعبين الأساسيين.
المشجعون لا يطالبون فقط بنتائج، بل بهوية فنية واضحة تعيد الثقة في المنتخب، وتمنح الأمل بمستقبل أفضل للكرة السعودية على الساحة القارية والعالمية.