الأهلي السعودي يفاجئ مارسيليا بعرض ضخم لضم "جرينوود" وسط صراع أوروبي محتدم

جرينوود
كتب بواسطة: محمد حسنين | نشر في  twitter

حين وافق مانشستر يونايتد على بيع نجمه الشاب ماسون جرينوود بشكل نهائي خلال صيف 2024، لم يكن قراره مجرد خطوة للتخلي عن لاعب، بل كان خطوة محسوبة تضمنت بندًا استراتيجيًا يضمن له 50% من أي عائد مستقبلي في حال بيعه مرة أخرى، انتقل جرينوود إلى مارسيليا الفرنسي بعقد يمتد حتى عام 2029، ولكن الأداء اللافت الذي قدّمه هناك قد يسرّع من خروجه المبكر نحو وجهة جديدة تمامًا.

في موسمه الأول مع مارسيليا، لم يكتفِ جرينوود بالتأقلم مع أجواء الدوري الفرنسي، بل تألق وفرض نفسه كنجم هجومي بارز بتسجيله 21 هدفًا جعلته يتصدر قائمة الهدافين ويحصد جائزة الحذاء الذهبي، وهو إنجاز أعاد تسليط الضوء العالمي عليه بعد فصول من الجدل والإيقاف، هذا الظهور أعاد فتح الأبواب التي أُغلقت أمامه في إنجلترا، وجعل أندية النخبة الأوروبية تتابع تطوره عن كثب.


إقرأ ايضاً:التحركات تزداد سخونة...الهلال يقترب من فلاهوفيتش بعد تعثر صفقة أوسيمين| التفاصيل الكاملة للمفاوضات"صفقتان من العيار الثقيل".. الهلال على بعد خطوات من ضم ثنائي الدوري الإيطالي

من بين تلك الأندية كان برشلونة الإسباني ويوفنتوس الإيطالي، اللذان أبديا اهتمامًا حذرًا باللاعب، وفقًا لتقارير صحفية متعددة، غير أن المفاجأة جاءت من اتجاه غير متوقع، حيث دخل النادي الأهلي السعودي بقوة في سباق التعاقد مع جرينوود، وقدّم عرضًا رسميًا تصل قيمته إلى 70 مليون يورو، ما يعادل قرابة 82 مليون دولار،

عرض الأهلي لم يكن مجرد رقم عابر، بل يعكس طموحات سعودية متزايدة لجذب النجوم الواعدين، وليس فقط الأسماء التي شارفت على إنهاء مسيرتها، ووفقًا لما أورده موقع "Fichajes"، فإن إدارة مارسيليا تدرس هذا العرض بجدية، خاصة أن الصفقة تتضمن ضرورة تحويل نصف العائد المالي إلى مانشستر يونايتد، ما يدفع النادي الفرنسي لمحاولة تعظيم المقابل المالي قدر الإمكان.

ورغم ارتباط اللاعب بعقد طويل الأمد مع مارسيليا، فإن الواقع المالي قد يفرض منطقه، خاصة إذا رأى النادي الفرنسي أن الوقت المناسب لبيع اللاعب هو الآن، بينما لا يزال في ذروة تألقه وقيمته السوقية مرتفعة، وفي الوقت ذاته، يدرك مارسيليا أنه لن يكون الطرف الوحيد في القرار، فمانشستر يونايتد سيكون معنيًا كذلك بالعائد المالي الذي سيحصل عليه من الصفقة.

الانتقال المحتمل إلى الدوري السعودي لا يعني فقط تحولًا جغرافيًا، بل قد يكون نقلة نوعية جديدة في مسيرة جرينوود، الذي لم يتجاوز بعد عامه الثالث والعشرين، وإذا تمت الصفقة، فإن جرينوود سيكون جزءًا من مشروع كروي ضخم بدأ منذ سنوات ويزداد طموحًا يومًا بعد يوم في الشرق الأوسط، وتحديدًا مع أندية مثل الأهلي.

ويعزز من جاذبية هذا المشروع ما يتردد من خطط كبرى لاستقدام نجوم عالميين، في مقدمتهم الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي، الذي يُقال إن الأهلي يضعه نصب عينيه مع اقتراب نهاية عقده مع إنتر ميامي الأمريكي، تخيل جرينوود وميسي في خط هجومي واحد سيكون أمرًا كافيًا لخلق موجة جماهيرية واهتمام إعلامي عالمي.

من جهة أخرى، يرى محللون أن خطوة انتقال جرينوود إلى الدوري السعودي، إذا تمت، ستكون مثالًا جديدًا على قدرة هذا الدوري على إقناع لاعبين في قمة عطائهم بالتخلي عن الملاعب الأوروبية، فبعد أن بدأت الأندية السعودية بجذب النجوم الكبار، ها هي تنتقل لاستقطاب المواهب الشابة الطموحة ذات المستقبل الواعد.

ويبدو أن الأهلي السعودي قد وضع خطة طويلة الأمد لإعادة رسم خارطة المنافسة محليًا وقاريًا، ويبدو مستعدًا لرفع سقف استثماراته الرياضية، خاصة إذا ما حصل على توقيع جرينوود، الذي يُعد خيارًا هجوميًا قادرًا على صنع الفارق لسنوات مقبلة، ويظل قرار اللاعب نفسه أيضًا عاملًا حاسمًا، إذ سيختار بين الاستمرار في بيئة أوروبية تنافسية أو دخول تجربة جديدة كليًا.

جرينوود، الذي خرج من عباءة أكاديمية أولد ترافورد، أثبت خلال موسمه في فرنسا أنه لم يفقد بريقه، بل استعاد ثقته وفعاليته داخل الصندوق، ليصبح فجأة محورًا لأكبر صفقة انتقال محتملة في صيف 2025، ومع تزايد الأحاديث حول مستقبل اللاعب، تبقى الأسابيع القادمة حاسمة في رسم مسار جديد قد لا يشبه ما سبقه.

ورغم أن مانشستر يونايتد لم يعد يمتلك اللاعب، إلا أن مصلحته المالية باتت مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بهذه الصفقة، ما يجعل من كل عرض وكل تفاوض حدثًا مؤثرًا داخل مكاتب الأولد ترافورد، ولذلك، فإن مارسيليا سيحاول اللعب بذكاء لتحقيق أعلى عائد، مع حرصه على عدم تفويت فرصة بيع نجم بات مطلوبًا على المستوى العالمي.

وبين رغبة اللاعب، وطموحات الأهلي، وحسابات مارسيليا، ومكاسب مانشستر، يتشابك المشهد حول جرينوود، في وقت يستعد فيه السوق الصيفي لفتح أبوابه على صفقات قد تعيد رسم ملامح كرة القدم العالمية، وهذه الصفقة واحدة من أبرزها المحتملة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية