"عقبة الموت".. أهالي شرق الليث يطلقون صرخة استغاثة لإنهاء الحوادث اليومية

عقبة المرار
كتب بواسطة: سعد محمد | نشر في  twitter

في صرخة مدوية أطلقها سكان ومرتادو طريق "عقبة المرار"، الواقع شرق محافظة الليث، تتصاعد المطالبات للجهات المعنية بضرورة التدخل العاجل لوضع حد لمسلسل الحوادث المأساوية التي تشهدها هذه العقبة، والتي تحولت إلى هاجس يومي ومصدر قلق دائم للأهالي.

لقد بات هذا الطريق الجبلي، الذي يعد شريان حياة يربط بين العديد من القرى، مرادفًا للخطر في أذهان سالكيه، حيث لا يكاد يمر يوم دون أن تسجل سجلات المرور حادثًا جديدًا، مما يترك خلفه قصصًا مؤلمة من الإصابات والخسائر البشرية التي أرهقت كاهل المجتمع المحلي.


إقرأ ايضاً:التجارة تنبه: قبل تعليق خدماتك.. بادر بتأكيد بيانات السجل إلكترونيًا الآنكيف تؤثر الاتفاقية الجديدة على المستثمرين بين السعودية والكويت؟

ويؤكد الأهالي أن المشكلة تكمن في الافتقار الشديد لأبسط وسائل السلامة والتهدئة المرورية على امتداد العقبة، وهو ما يؤدي بشكل متكرر إلى فقدان السائقين للسيطرة على مركباتهم، خاصة أثناء عملية النزول من المنحدرات الشديدة التي يتميز بها الطريق.

ولا يقتصر تأثير هذه المأساة على الحوادث المرورية فحسب، بل يمتد ليخلق معاناة من نوع آخر لسكان القرى المجاورة، الذين يجدون صعوبة بالغة في الحصول على الخدمات الأساسية، وعلى رأسها صهاريج المياه ومركبات النقل الثقيل والمواد التموينية.

إن خطورة الطريق دفعت الكثير من سائقي الشاحنات والصهاريج إلى الامتناع عن استخدامه، مفضلين السلامة على المخاطرة بحياتهم وممتلكاتهم، وهو ما يضع سكان تلك القرى في شبه عزلة، ويضاعف من تكاليف حصولهم على احتياجاتهم اليومية الأساسية.

وفي مواجهة هذا الواقع المرير، لم يقف المواطنون مكتوفي الأيدي، بل قدموا حزمة من الحلول العملية التي يرون أنها قد تسهم في الحد من نزيف الأرواح، داعين إلى ضرورة إنشاء مطبات صناعية نموذجية لإجبار المركبات على تخفيف سرعتها في المواقع الحرجة.

كما شددوا على الأهمية القصوى لوضع لوحات تحذيرية وإرشادية واضحة وكافية على طول الطريق، لتنبيه السائقين، خاصة القادمين من خارج المنطقة، بطبيعة العقبة وخطورتها، وضرورة أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر قبل الشروع في عبورها.

وتضمنت مطالبهم كذلك ضرورة تركيب مصدات خرسانية أو حديدية متينة على جوانب الطريق، لمنع سقوط المركبات من المرتفعات الشاهقة، وهو السيناريو الأكثر رعبًا والذي تسبب في العديد من الحوادث القاتلة خلال السنوات الماضعية.

ولم تقتصر مطالب الأهالي على الحلول الفورية، بل امتدت لتشمل رؤية استراتيجية طويلة الأمد، حيث دعوا إلى أهمية قيام الجهات المختصة بدراسة معمقة لإمكانية تحويل مسار الطريق بشكل كامل، أو إعادة تطويره وتصميمه هندسيًا بما يتناسب مع الطبيعة الجغرافية والتضاريس الصعبة للمنطقة.

إن هذه المناشدة الجماعية تمثل صوت العقل والمنطق، فهي لا تطالب بالمستحيل، بل بحق أساسي من حقوق المواطنة، وهو الحق في طريق آمن يحفظ الأرواح والممتلكات، ويسهل حركة التنمية والتواصل بين أبناء الوطن الواحد.

ويمثل الوضع الراهن لعقبة المرار اختبارًا حقيقيًا لمدى سرعة استجابة الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة النقل والخدمات اللوجستية، لهذه الدعوات المتكررة، ووضع حلول جذرية وعاجلة لمشكلة باتت تؤرق مجتمعًا بأسره.

إن الاستثمار في سلامة الطرق ليس ترفًا، بل هو ضرورة قصوى وأساس التنمية المستدامة، ويتماشى بشكل مباشر مع أهداف رؤية المملكة 2030، التي تضع جودة حياة المواطن وسلامته على قمة أولوياتها.

ويبقى الأمل معقودًا على أن تجد هذه الصرخات صداها لدى المسؤولين، وأن تتم المبادرة سريعًا بتشكيل فريق عمل متخصص لتقييم الوضع على أرض الواقع، والبدء الفوري في تنفيذ الحلول المقترحة، قبل أن تضاف أسماء جديدة إلى قائمة ضحايا "عقبة المرار".

في المحصلة، قصة هذه العقبة هي قصة معاناة يومية، وحكاية طريق حيوي تحول إلى مصيدة للموت، وأهالي لا يطلبون سوى الأمان، في انتظار تحرك عاجل يعيد إلى طريقهم وظيفته الأساسية كشريان للحياة، لا كمصدر للخوف والموت.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية