ورطة إنزاجي.. 6 لاعبين من الهلال مهددون بالغياب عن نصف نهائي كأس العالم للأندية

في ليلة حاسمة تسبق موقعة كروية من العيار الثقيل، لا يواجه نادي الهلال خصمه البرازيلي فلومينينسي فقط، بل يواجه أيضًا شبحًا خفيًا يهدد بإضعاف صفوفه في المرحلة الأهم من مشواره الحلم في بطولة كأس العالم للأندية 2025، المقامة حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية.
فمع تصاعد وتيرة الحماس والترقب للمباراة المرتقبة في الدور ربع النهائي، كشفت الكواليس عن وجود ورطة حقيقية تواجه الجهاز الفني بقيادة المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي، حيث يدخل ستة من أعمدة الفريق الأساسية إلى أرض الملعب وهم يسيرون على حبل مشدود، مهددين بالغياب عن نصف النهائي.
إقرأ ايضاً:"إعارة مشروطة".. عقد عبدالرزاق حمد الله مع الهلال يكشف بنودًا غير معتادةثورة الفيديوهات تبدأ الآن... Google تطلق Veo 3 لتوليد الفيديوهات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا!"
إنها معضلة "البطاقات الصفراء" التي تلقي بظلالها القاتمة على استعدادات الزعيم، فالقائمة المهددة تضم أسماء لا يمكن تعويضها بسهولة، وهي تشمل صخرة الدفاع السنغالي خاليدو كوليبالي، ومايسترو خط الوسط البرتغالي روبن نيفيز، والظهير البرازيلي الطائر رينان لودي.
ولا يتوقف الخطر عند هذا الحد، بل يمتد ليشمل المهاجم البرازيلي الشاب ماركوس ليوناردو، بالإضافة إلى المواهب السعودية الواعدة محمد القحطاني ومتعب الحربي، وهو ما يعني أن الخطر يحيط بكافة خطوط الفريق، من الدفاع إلى الهجوم، مرورًا بوسط الميدان.
القاعدة التي يفرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" واضحة وصريحة، فأي لاعب من هذا السداسي يحصل على بطاقة صفراء في مباراة فلومينينسي، سيجد نفسه تلقائيًا خارج حسابات المدرب في مباراة نصف النهائي، في حال نجح الفريق في تحقيق الفوز والعبور إلى المربع الذهبي.
هذا المأزق يضع المدرب إنزاجي أمام أصعب اختبار تكتيكي ونفسي، فهو مطالب بتحقيق الفوز في مباراة لا تقبل أنصاف الحلول أمام بطل قارة أمريكا الجنوبية، وفي الوقت ذاته، عليه أن يجد طريقة لحماية لاعبيه الأساسيين من خطر الإيقاف الذي قد يدمر آمال الفريق في المنافسة على اللقب.
هل يوعز إنزاجي للاعبيه باللعب بحذر وتجنب الالتحامات القوية؟ هذا الخيار قد يفقدهم شراستهم وفعاليتهم المعهودة، فكيف يمكن لمدافع بحجم كوليبالي أن يؤدي مهامه دون تدخلات حاسمة، وكيف لنيفيز أن يسيطر على وسط الملعب دون قطع الكرات وارتكاب الأخطاء التكتيكية عند الضرورة.
السيناريو الآخر هو المخاطرة بهم جميعًا على أمل أن تمر المباراة بسلام، وهو رهان محفوف بالمخاطر، خاصة وأن أسلوب اللعب البرازيلي، الذي يعتمد على المهارة الفردية والمراوغات السريعة، غالبًا ما يستفز المدافعين ويجبرهم على ارتكاب الأخطاء ونيل البطاقات.
إنها معركة على جبهتين، الأولى ضد خصم عنيد يمتلك تاريخًا وخبرة كبيرة، والثانية ضد قوانين اللعبة نفسها، حيث يجب على اللاعبين أن يقاتلوا بكل ما أوتوا من قوة، وفي نفس الوقت، أن يظلوا في حالة من الهدوء والتركيز التام لتجنب أي بطاقة صفراء قد تكون كلفتها باهظة جدًا.
هذا الوضع يزيد من الضغط النفسي الهائل الملقى على عاتق اللاعبين، الذين حققوا إنجازًا تاريخيًا بالفعل في هذه البطولة بإقصائهم لمانشستر سيتي، وباتوا على بعد خطوات قليلة من كتابة فصل جديد ومجيد في تاريخ النادي والكرة السعودية والآسيوية.
إن الوصول إلى نصف نهائي كأس العالم للأندية بنظامها الجديد هو حلم مشروع، لكن الوصول إليه بصفوف مكتملة هو التحدي الأكبر الآن، فالغيابات المحتملة لهذه الكوكبة من النجوم قد تجعل المهمة في الدور القادم شبه مستحيلة، بغض النظر عن هوية الخصم.
تاريخ بطولات كرة القدم الكبرى مليء بقصص الفرق التي تأثرت مسيرتها بسبب الإيقافات، والنجوم الذين غابوا عن أهم مباراة في مسيرتهم بسبب بطاقة صفراء لم تكن في الحسبان، وهو ما يأمل جمهور الهلال ألا يتكرر مع فريقهم في هذا المحفل العالمي.
إن الدقائق التسعين التي سيخوضها الهلال أمام فلومينينسي لن تكون مجرد اختبار للقوة الفنية والبدنية، بل ستكون أيضًا اختبارًا للانضباط التكتيكي والذهني، وقدرة اللاعبين على الموازنة الدقيقة بين الشراسة المطلوبة لتحقيق الفوز، والحذر الواجب لتأمين المستقبل.
وفي النهاية، وبينما تترقب الجماهير انطلاق صافرة البداية، يبقى السؤال الأهم معلقًا في الأجواء، هل يتمكن نجوم الهلال من عبور هذا الجسر المحفوف بالمخاطر بسلام، وتحقيق الفوز دون الوقوع في فخ البطاقات الملونة، أم أن القدر يخبئ لهم مفاجأة قد تعكر صفو حلمهم المونديالي؟