سرية "ثاد" الأولى في السعودية ... حماية من أخطار الصواريخ بمنتهى الدقة!

ثاد THAAD
كتب بواسطة: احمد بامطر | نشر في  twitter

أتمت قوات الدفاع الجوي السعودي بنجاح تخريج أول سرية من منظومة الدفاع الجوي الصاروخي "ثاد" (THAAD)، عقب استكمال مراحل الاختبار والفحص والتشغيل المنظومة، بالإضافة إلى تنفيذ التدريب الجماعي الميداني لمنسوبيها داخل الأراضي السعودية.

ويأتي هذا الحدث المهم كبداية للتشغيل الفعلي لمنظومة "ثاد" في المملكة، والتي تلعب دوراً محورياً في حماية الأجواء السعودية وتأمين المنشآت الحيوية ضد التهديدات الصاروخية الخارجية.


إقرأ ايضاً:خطوة غير مسبوقة في المسجد الحرام.. ترجمة خطبة الجمعة إلى 35 لغة تصل إلى 45 مئوية.. موجة حارة تقترب من الذروة في قلب المملكة اليوم

تعتبر منظومة "ثاد" من الأنظمة الدفاعية الأمريكية المتقدمة التي تم التعاقد عليها بين الرياض وواشنطن في عام 2017، حيث شملت الصفقة سبع بطاريات متكاملة من النظام، تضمنت 44 منصة إطلاق، و360 صاروخ اعتراض، بالإضافة إلى 7 رادارات متطورة من طراز AN/TPY-2، و16 وحدة متنقلة لمكافحة الحرائق.

وبلغت قيمة هذه الصفقة الدفاعية نحو 15 مليار دولار، في واحدة من أكبر الصفقات العسكرية التي تؤكد التزام السعودية بتعزيز قدراتها الدفاعية في مواجهة التهديدات المتطورة.

ومن الملاحظ أن منظومة "ثاد" لا تقتصر على كونها منظومة دفاع صاروخي فقط، بل تتضمن منظومة متكاملة تتألف من أربعة قطاعات رئيسية، تشمل القاذفات المحمولة على الشاحنات، التي تسهل نقل وإطلاق الصواريخ الاعتراضية بسرعة وكفاءة.

إضافة إلى الصواريخ الاعتراضية نفسها والتي تعتمد على تقنية "hit-to-kill" أو الاصطدام المباشر لتدمير الأهداف الباليستية على ارتفاعات عالية، سواء داخل أو خارج الغلاف الجوي.

ويعد رادار AN/TPY-2 من أهم مكونات المنظومة، حيث يمتاز بقدرته على رصد وتتبع الصواريخ ضمن مدى يتراوح بين 870 إلى 3000 كيلومتر، ما يعزز من قدرات الدفاع الجوي السعودي على رصد التهديدات مسبقاً والتعامل معها بدقة متناهية، كما يوفر هذا الرادار وصلة اتصالات مستمرة مع الصواريخ الاعتراضية خلال تحليقها، مما يضمن دقة عالية في تنفيذ عمليات الاعتراض.

وتعكس خطوة تخريج أول سرية من نظام "ثاد" داخل المملكة بداية عملية التشغيل الفعلية لهذا النظام الدفاعي، الذي يُعد ركيزة أساسية في منظومة الدفاع الجوي السعودي، ويأتي ذلك في إطار جهود المملكة لتعزيز أمنها القومي وقدراتها الدفاعية، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030 التي تولي اهتماماً كبيراً بتطوير القدرات العسكرية وتقنية الصناعات الدفاعية.

وعلى صعيد متصل، كان هناك تقدم ملحوظ في توطين الصناعات العسكرية المرتبطة بمنظومة "ثاد" داخل المملكة، حيث أعلنت شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية، الشركة المصنعة للمنظومة، قبل نحو شهرين عن إنتاج أول دفعة من مكونات منصة إطلاق النظام بالتعاون مع الشركة العربية الدولية للإنشاءات الحديدية في السعودية.

ويُعد هذا التعاون خطوة مهمة في تعزيز الاعتماد المحلي على الصناعات الدفاعية وتوطين التكنولوجيا المتقدمة داخل المملكة، يُذكر أن نظام "ثاد" مصمم بشكل خاص لاعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية على ارتفاعات عالية وفي المراحل النهائية من مسارها، ما يجعل منه خط دفاع حيوي يساهم في حفظ الأمن والسلامة الوطنية من التهديدات المتزايدة في المنطقة.

ويستخدم النظام تقنيات متطورة في الكشف والمراقبة والسيطرة على المعركة، من خلال نظام إدارة المعركة والقيادة والسيطرة والاتصالات والاستخبارات المعروف بـ (BM/C3I).

في ظل هذه التطورات، تعزز المملكة مكانتها كواحدة من الدول القليلة في المنطقة التي تمتلك منظومة دفاع جوي متطورة من هذا المستوى، مما يعكس حرص القيادة السعودية على تطوير منظومتها الدفاعية وتأمين أجوائها ومصالحها الحيوية في مواجهة التحديات الأمنية المتجددة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية