مع ارتفاع حرارة الصيف.. "تخصصي الدمام" يطلق "تحذيراً عاجلاً" للعائلات بشأن هذا الخطر 

مستشفى تخصصي الدمام
كتب بواسطة: احمد بامطر | نشر في  twitter

في وقتٍ تزداد فيه درجات الحرارة وترتفع نسبة الإقبال على المسابح في مختلف مدن المملكة، أطلق مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام تحذيراً لافتاً من خطر حوادث الغرق، خصوصاً بين فئة الأطفال، مطالباً الأهالي والمشرفين باتخاذ إجراءات أكثر صرامة للوقاية والحماية.

التحذير جاء في إطار حملة توعوية أطلقها المستشفى بالتزامن مع موسم الصيف، ركّزت على أهمية المراقبة المستمرة للأطفال أثناء وجودهم في أحواض السباحة، مشدداً على أن كثيراً من حوادث الغرق لا تنتج عن الإهمال فقط، بل من غياب التخطيط المسبق لسلامة المكان.


إقرأ ايضاً:بسبب قصور في خدمة المعتمرين.. وزارة الحج السعودية توقف شركات وتعاقبها ماليًا لدعم الحياة الحضرية في مكة.. "أم القرى للتنمية" تطلق مشروع برج سكني جديد ضمن مسار

الجهات الصحية لاحظت خلال الأعوام الأخيرة تصاعداً في عدد الإصابات الناجمة عن حوادث غرق داخل المنازل والاستراحات، ما يعكس ضعف ثقافة التعامل مع المسابح، وغياب أدوات السلامة، وترك الأطفال دون رقابة أو معرفة أولية بإجراءات الإنقاذ.

وفي هذا السياق، أكد أطباء مختصون في طب الطوارئ أن معظم حالات الغرق لا تستغرق سوى دقائق قليلة، تبدأ بلحظة غفلة واحدة وتنتهي بكارثة قد تفقد الأسرة أحد أفرادها، موضحين أن سرعة التدخل قد تصنع الفارق بين النجاة والمأساة.

وأشار الأطباء إلى أن الأطفال هم الفئة الأكثر عرضة للخطر، خصوصاً الذين لا يجيدون السباحة أو يدخلون المسابح دون إشراف مباشر من الكبار، لافتين إلى أن بعض الإصابات لا تظهر آثارها فوراً، بل تتطور لاحقاً بسبب دخول الماء إلى الرئتين.

ورغم وجود تعليمات تنظيمية واشتراطات صارمة لترخيص المسابح العامة والخاصة، فإن عدداً من المنشآت يغفل تطبيقها، ما يتسبب في حوادث مأساوية، خاصة في مواقع الترفيه المؤقتة مثل الاستراحات، حيث تغيب شروط الحماية الأساسية.

وشدد مستشفى الملك فهد التخصصي على ضرورة الالتزام بوضع حواجز أو سياج حول المسابح، وتوفير أطواق نجاة وسلالم آمنة يسهل استخدامها عند الحاجة، إضافة إلى تجهيز أدوات الإسعافات الأولية، وتدريب أفراد الأسرة على كيفية التعامل مع الطوارئ.

ودعت الحملة التوعوية إلى عدم الاعتماد الكلي على منقذ المسابح فقط، بل إلى إشراك جميع الحاضرين في تحمل مسؤولية الرقابة، ورفع مستوى الوعي بخطورة اللعب بالماء أو الغطس العنيف، خاصة في المسابح ذات الأعماق المختلفة.

كما نبّه المختصون إلى أهمية تجفيف الطفل ومراقبته بعد السباحة، مؤكدين أن هناك حالات غرق "جاف" تحدث بعد الخروج من الماء بوقتٍ قصير، نتيجة دخول كمية من الماء إلى الرئتين دون ملاحظة فورية للأعراض.

وأوصت الجهات الصحية الأهالي بتعليم أبنائهم مبادئ السباحة منذ سن مبكرة، ضمن برامج مدروسة وتحت إشراف مختصين، لزيادة مهاراتهم في الماء وتقليل فرص التعرض للمخاطر، دون إغفال أهمية الرقابة مهما كانت المهارات.

وأكد مسؤولو المستشفى أن فصل الصيف لا يجب أن يتحول إلى موسم للحوادث، بل يمكن أن يكون وقتاً آمناً وممتعاً إذا ما تم الالتزام بالإجراءات الوقائية والتخطيط المسبق، مشيرين إلى أن الحفاظ على الأرواح مسؤولية جماعية.

كما طالبوا الجهات المختصة بمواصلة الرقابة على المسابح العامة والتجارية، وتشديد الغرامات على المخالفين، لتجنب تكرار الحوادث المؤلمة التي كان من الممكن منعها بخطوات بسيطة، لكنها ضرورية.

ودعا المستشفى في ختام حملته إلى مشاركة التوعية بين أفراد المجتمع، ونشر الإرشادات عبر منصات التواصل، وتحفيز المدارس والمراكز الصيفية على إدراج ثقافة السلامة المائية ضمن أنشطتها التربوية.

ورغم بساطة الوسائل الوقائية، إلا أن تطبيقها لا يزال يلقى تهاوناً من قبل البعض، وهو ما دفع "تخصصي الدمام" إلى رفع الصوت، لعل في التذكير حياة، وفي التوعية وقاية، وفي الحذر أمان لا يُقدّر بثمن.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية