لتمكين المرأة في القطاع الصحي.. وزارة الصحة السعودية تطلق مبادرة وطنية لتأهيل الكفاءات

في خطوة جديدة نحو دعم تمكين المرأة السعودية في سوق العمل، أُعلن عن إطلاق برنامج وطني متخصص يستهدف الكفاءات النسائية في القطاع الصحي، ويستمر لمدة 4 أشهر، بهدف تطوير المهارات وتعزيز الجاهزية المهنية للكوادر النسائية.
البرنامج، الذي يندرج ضمن مبادرات تنموية مشتركة بين وزارة الصحة وعدد من الجهات الحكومية والخاصة، يسعى إلى تأهيل النساء السعوديات من خريجات التخصصات الصحية لسد الفجوة في سوق العمل ورفع نسبة مشاركتهن الفعلية في القطاع.
إقرأ ايضاً:فرصة للمشترين وحيرة للمستثمرين.. تراجع ملحوظ في أسعار الذهب بالمملكةبعد وفاة جوتا.. نيفيز وكانسيلو يحاولان تجاوز الموقف قبل المواجهة المرتقبة
ويُركّز البرنامج على المهارات العملية والتطبيقية التي يحتاجها العاملون في المجال الصحي، مع منح المتدربات فرصًا واقعية للتدريب في منشآت طبية معتمدة، تحت إشراف كوادر مهنية متخصصة لضمان جودة التدريب ونقل الخبرات.
كما يوفّر البرنامج ورش عمل مكثّفة في مجالات متعددة، منها إدارة الجودة، وسلامة المرضى، وتقنيات الرعاية الصحية، والتوثيق الطبي، وذلك بما يتوافق مع المعايير الحديثة التي تعتمدها الجهات التنظيمية في المملكة.
ويستهدف البرنامج استقطاب الكفاءات النسائية التي تخرجت حديثًا أو الباحثات عن فرص تطوير مهنية، مع إعطاء الأولوية للمتفوقات أكاديميًا أو من لديهن خبرات تطوعية في المستشفيات أو الجمعيات الصحية.
ويُعد هذا البرنامج ترجمة حقيقية لأهداف رؤية السعودية 2030، التي أكدت على تمكين المرأة في مختلف القطاعات، ورفع مشاركتها في سوق العمل، خصوصًا في المجالات الحيوية مثل الصحة، والتعليم، والتقنية.
ومن الجوانب اللافتة أن البرنامج يشمل تدريبًا على المهارات الناعمة، مثل القيادة والتواصل الفعال، والعمل الجماعي، وإدارة ضغوط العمل، إلى جانب المهارات الفنية، بهدف إعداد كوادر متكاملة قادرة على التأقلم مع متطلبات المهنة.
وسيشهد البرنامج مشاركة عدد من الخبراء المحليين والدوليين، إضافة إلى تقديم شهادات معتمدة بعد اجتياز التقييم النهائي، ما يرفع من فرص المتدربات في الحصول على وظائف دائمة بعد انتهاء فترة التدريب.
الجهات المنظمة أكدت أن هذا النوع من البرامج لا يقتصر فقط على التدريب، بل يهدف إلى بناء مسارات مهنية واضحة للمشارِكات، من خلال تقديم الإرشاد المهني وربط المتدربات بفرص التوظيف المباشرة بعد انتهاء الدورة.
وتنطلق النسخة الحالية للبرنامج في عدد من المدن الكبرى، منها الرياض، وجدة، والدمام، وذلك لضمان التوزيع الجغرافي العادل وإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من الكفاءات النسائية في مختلف المناطق.
وقد لاقى البرنامج اهتمامًا كبيرًا من قِبل المؤسسات الصحية، التي أبدت استعدادها لاستقبال المتدربات ضمن برامجها التدريبية الداخلية، انطلاقًا من التزامها بدعم التوطين وتطوير القدرات المحلية.
وحرصت الجهات المنظمة على تصميم البرنامج بناءً على احتياج فعلي في القطاع، من خلال إجراء مسوحات سوق عمل ودراسات ميدانية، ما يمنحه طابعًا عمليًا مباشرًا يتماشى مع المتغيرات والتحديات الحديثة في المجال الصحي.
يُتوقع أن يُحدث هذا البرنامج فارقًا في مسيرة العديد من الخريجات، من خلال فتح أبواب جديدة للتوظيف والتطوير المهني، وتمكين المرأة السعودية من تأدية دور أكبر في تحسين جودة الخدمات الصحية في المملكة.
ويُعد هذا التوجه دليلاً على التزام القطاع الصحي في المملكة بتعزيز التوازن بين الجنسين، وبناء بيئة عمل محفزة تحتضن الموهبة والكفاءة بغض النظر عن النوع، ما يعكس النضج المؤسسي المتزايد في المنظومة الصحية.