استخدام خاطئ يؤدي للوفاة ..... "زيت الزيتون لترطيب الأنف قد يتسرب ويسبب التهاب رئوي خطير!

حذر الدكتور خالد النمر، استشاري أمراض القلب وقسطرة الشرايين، من عادة شائعة بين بعض كبار السن تتمثل في استخدام زيت الزيتون لترطيب الأنف بشكل يومي، مشددًا على أن هذه الممارسة الطبية خاطئة وقد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة تتجاوز الفوائد المزعومة.
وأوضح النمر أن زيت الزيتون قد يتسرب مع الاستخدام المتكرر إلى الرئتين، مما يسبب حالة طبية تعرف بالتهاب الرئة الدهني أو Pneumonitis Lipoid، هذا الالتهاب يحدث نتيجة استنشاق الزيوت الدهنية التي تدخل إلى أنسجة الرئة مسببة تهيجًا والتهابًا حادًا.
إقرأ ايضاً:بسبب قصور في خدمة المعتمرين.. وزارة الحج السعودية توقف شركات وتعاقبها ماليًا لدعم الحياة الحضرية في مكة.. "أم القرى للتنمية" تطلق مشروع برج سكني جديد ضمن مسار
وأشار إلى أن الأعراض التي تظهر على المصابين بهذه الحالة تشمل الكحة المستمرة، ضيق التنفس، وارتفاع درجة الحرارة، كما تظهر الأشعة السينية على الصدر علامات واضحة تشير إلى وجود هذا النوع من الالتهاب.
وأضاف النمر أن مضار هذه العادة لا تقتصر فقط على الرئتين، بل تمتد أيضًا إلى الأنف، حيث يؤثر زيت الزيتون سلبًا على الأهداب الأنفية، الأهداب هي شعيرات دقيقة داخل الأنف تعمل على تنظيف الممرات الأنفية من الأتربة والملوثات.
وعندما تتراكم الزيوت على هذه الأهداب، فإنها تفقد قدرتها على الحركة والكفاءة في إزالة المواد الغريبة، مما يقلل من قدرة الأنف على التنظيف الذاتي ويضعف أحد خطوط الدفاع الطبيعي في الجسم ضد الملوثات والفيروسات.
كما شدد النمر على أن استمرار استخدام زيت الزيتون بهذا الشكل قد يحول هذه العادة البسيطة إلى مشكلة صحية حقيقية، خصوصًا لدى كبار السن الذين قد يكون جهازهم المناعي ضعيفًا، ما يزيد من خطر الإصابة بالالتهابات التنفسية أو المضاعفات الصحية الأخرى المرتبطة بهذه الممارسات غير الصحيحة.
وأشار الدكتور النمر إلى أن هناك اعتقادًا شائعًا بين بعض الناس بأن الزيوت الطبيعية، مثل زيت الزيتون، آمنة تمامًا للاستخدام بأي طريقة، لكن هذا الاعتقاد قد يكون مضللاً، خاصة إذا لم يستند إلى توصيات طبية أو علمية دقيقة، وحذر من الاعتماد على العلاجات التقليدية أو الممارسات العشوائية دون استشارة طبية، حيث قد تتحول بعض هذه العادات إلى مصادر ضرر خفي يصعب اكتشافه في البداية.
وأكد النمر على ضرورة اللجوء إلى الأطباء المختصين لتقديم المشورة الطبية المناسبة بدلاً من اتباع نصائح غير موثوقة أو شائعة من دون دليل علمي، لافتًا إلى أن الوقاية خير من العلاج في مثل هذه الحالات التي قد تؤثر بشكل مباشر على صحة الجهاز التنفسي والحالة العامة للفرد.
وفي ختام تصريحه، دعا استشاري القلب وقسطرة الشرايين كبار السن إلى الحرص على اتباع طرق آمنة وموثوقة لترطيب الأنف والحفاظ على صحته، مثل استخدام المحاليل الملحية الموصى بها طبيًا، والتي تساعد في تنظيف وترطيب الممرات الأنفية دون المخاطرة بحدوث مضاعفات صحية.
تأتي هذه التحذيرات في وقت تشهد فيه ممارسات غير صحيحة في العناية الذاتية انتشارًا متزايدًا بين فئات مختلفة من المجتمع، ما يستدعي توعية مستمرة ومتابعة طبية دقيقة للحفاظ على صحة المواطنين والوقاية من مضاعفات قد تكون خطيرة، خصوصًا مع تقدم السن وتراجع القدرات المناعية.