مئات الشركات تواجه خطر الغرامة.. مهلة أخيرة لإيداع القوائم المالية

غرامات تنتظر الشركات المتأخرة
كتب بواسطة: ليلى السعد | نشر في  twitter

أصدرت وزارة التجارة تحذيراً عاجلاً للشركات التي انتهت سنتها المالية في 31 ديسمبر 2024 ولم تقم بإيداع قوائمها المالية حتى الآن، وتدعوها للمبادرة فوراً قبل انتهاء المهلة النظامية يوم الاثنين 30 يونيو المقبل. شددت الوزارة على أن التأخير عن هذا الموعد النهائي سيؤدي حتماً لفرض غرامات مالية فورية على الشركات المخالفة، وفقاً لما نص عليه نظام الشركات المعمول به في المملكة، مما يضع هذه المؤسسات التجارية في موقف حرج يتطلب تحركاً سريعاً لتجنب العقوبات المالية المترتبة على عدم الامتثال.

ويفرض نظام الشركات السعودي التزاماً قانونياً صارماً على جميع الشركات المسجلة في المملكة، حيث تنص المادة السابعة عشرة بوضوح على ضرورة إعداد القوائم المالية في نهاية كل سنة مالية وفقاً للمعايير المحاسبية المعتمدة محلياً، مع إتاحة فترة زمنية قدرها ستة أشهر كاملة لإنجاز عملية الإيداع. يهدف هذا الإطار التنظيمي المحكم بشكل أساسي إلى ترسيخ مبادئ الشفافية المالية وتعزيز الثقة في السوق التجارية السعودية، كما يضمن حماية حقوق المساهمين والشركاء من خلال توفير معلومات مالية دقيقة وموثوقة تساعد في اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة.


إقرأ ايضاً:السعودية تفتح أبواب العمرة عبر 3 تأشيرات مرنة للمقيمين بالخليجالسياحة الداخلية بالمملكة تزدهر...30 مليون زائر للشقق الفندقية بعسير والطائف والباحة!

وتقع المسؤولية القانونية المباشرة عن الالتزام بمواعيد إيداع القوائم المالية على عاتق الأشخاص في المناصب القيادية العليا داخل الشركة، بما يشمل رئيس الشركة أو مديرها العام أو رئيس مجلس الإدارة بحسب الهيكل التنظيمي المعتمد. يعكس هذا التحديد الدقيق للمسؤوليات حرص المنظومة القانونية السعودية على تطبيق مبادئ المساءلة والحوكمة الرشيدة، ويضمن وجود جهة محددة يمكن محاسبتها في حالات التقصير أو عدم الامتثال، مما يرسل رسالة واضحة بأن القانون يطبق على الجميع دون تمييز أو استثناء.

وتسهيلاً على الشركات وتماشياً مع التوجه نحو الرقمنة، اعتمدت وزارة التجارة نظاماً إلكترونياً متطوراً لإيداع القوائم المالية من خلال منصة "قوائم" الرقمية، التي توفر خدمة شاملة ومتاحة على مدار الساعة لجميع الشركات الراغبة في الوفاء بالتزاماتها القانونية. تمثل هذه المنصة الرقمية نقلة نوعية في تبسيط الإجراءات الحكومية وتسريع عمليات التعامل مع الجهات الرسمية، حيث تتيح للشركات إتمام عملية الإيداع بكفاءة عالية ودقة متناهية، مما يلغي العقبات التقليدية ويوفر الوقت والجهد على أصحاب الأعمال والمسؤولين في الشركات.

وتمثل الغرامات المالية المنصوص عليها في المادة 262 من نظام الشركات أداة ردع فعالة لضمان الالتزام بالقوانين والأنظمة المالية، وليست مجرد عقوبة بل وسيلة لتحفيز الامتثال الطوعي وترسيخ ثقافة الانضباط التنظيمي في بيئة الأعمال السعودية. هذا النهج الحازم في تطبيق القوانين يعزز من مكانة المملكة كوجهة استثمارية موثوقة تتبع أفضل الممارسات الدولية في مجال الحوكمة المؤسسية، ويساهم في بناء اقتصاد قوي ومستدام يحظى بثقة المستثمرين من داخل المملكة وخارجها، مما يدعم تحقيق الأهداف الاستراتيجية لرؤية المملكة 2030.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية