السعودية تفتح أبواب العمرة عبر 3 تأشيرات مرنة للمقيمين بالخليج

فتحت المملكة العربية السعودية أبوابها مجددًا للمقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي الراغبين في أداء مناسك العمرة، من خلال ثلاث تأشيرات مختلفة تتيح لهم دخول المملكة وفق إجراءات مرنة، في خطوة تؤكد استمرار تطوير الخدمات المقدمة للمعتمرين وتيسير الوصول إلى مكة المكرمة من مختلف أنحاء المنطقة.
وتأتي هذه الخيارات ضمن إطار التحديث المستمر لمنظومة التأشيرات، والذي يستهدف تسهيل زيارة الحرمين الشريفين، وتمكين المسلمين من أداء العمرة والزيارة دون تعقيدات إدارية، وبما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى رفع أعداد المعتمرين والزوار سنويًا.
إقرأ ايضاً:"أمانة الرياض" تنفذ خطة غير مسبوقة لتأهيل وتحسين الطرق.. كشط وسفلتة تعيد السلامة للمركباتعاجل من الأرصاد: بيان رسمي يعلن عن "أخطر موجة حر وغبار" تضرب المملكة هذا الصيف
أولى هذه التأشيرات هي تأشيرة المرور "ترانزيت"، والتي تُمنح للمسافرين عبر الخطوط السعودية أو طيران ناس، وتتيح أداء العمرة خلال فترة التوقف في المملكة، بشرط أن تكون المدة لا تقل عن 96 ساعة، وهي متاحة إلكترونيًا وتُمنح بشكل مجاني مع تذاكر الطيران.
وتتميز تأشيرة المرور بسهولة استخراجها وعدم حاجتها إلى كفيل داخل المملكة، إذ يُمكن إصدارها من خلال المنصات الرسمية لشركات الطيران المعتمدة، على أن يكون المسافر في طريقه إلى وجهة أخرى، ويستغل توقفه بالمملكة لأداء النسك وزيارة المسجد الحرام.
أما التأشيرة الثانية فهي تأشيرة الزيارة الشخصية، والتي تسمح للمقيمين في دول الخليج بزيارة أصدقائهم أو معارفهم داخل المملكة، وتُعدّ من الخيارات المرنة التي يمكن استخدامها أيضًا لأداء العمرة، بشرط التقديم عبر منصة "نسك" أو منصة وزارة الخارجية، والحصول على موافقة الجهة المستضيفة.
وتوفر هذه التأشيرة فرصة للأفراد الذين لا تربطهم صلة قرابة مباشرة بمواطنين سعوديين، لكنها تتطلب دعوة رسمية من أحد المقيمين أو المواطنين داخل المملكة، ما يمنحها طابعًا شخصيًا ويُعزز من التواصل الإنساني بين الزوار وسكان المملكة.
أما الخيار الثالث، فهو تأشيرة الزيارة السياحية، والتي تُعدّ الأكثر شمولًا ومرونة، وتُمنح للمقيمين في دول الخليج بسهولة، بشرط أن تكون إقامتهم سارية المفعول، حيث يمكن التقديم عليها عبر منصة "روح السعودية" أو من خلال مكاتب السفر المعتمدة، وتسمح لحاملها بأداء العمرة وزيارة عدد من المدن السعودية.
وتتميز التأشيرة السياحية بإمكانية الاستفادة منها في سياق أوسع من مجرد أداء العمرة، حيث يمكن لحاملها التمتع بجولات سياحية في مناطق عدة داخل المملكة، ما يربط بين الأبعاد الدينية والثقافية والترفيهية، ويعزز تجربة الزائر الشاملة.
وأكدت الجهات المعنية أن جميع التأشيرات الثلاث لا تتطلب وجود محرم للنساء، ما يعكس التطور الكبير في سياسات المملكة نحو تمكين المرأة وتسهيل أداء الشعائر لكافة المسلمين وفقًا للضوابط الشرعية، دون قيود كانت تُعتبر في السابق عائقًا أمام العديد من الراغبات في العمرة.
كما أشارت وزارة الحج والعمرة إلى أهمية التسجيل عبر المنصة الرسمية "نسك"، والتي تُعد البوابة الرقمية المعتمدة لحجز مواعيد أداء العمرة واختيار الخدمات المرافقة، مثل النقل والسكن، ما يضمن تنظيمًا دقيقًا لرحلات المعتمرين وتفادي التكدس أو العشوائية.
وتحظى هذه التسهيلات بإشادة واسعة من قبل الجاليات المسلمة المقيمة في الخليج، حيث اعتبر كثيرون أن الخيارات الثلاثة فتحت الباب أمام الراغبين في أداء العمرة بطرق مناسبة لظروفهم الشخصية والمهنية، دون الحاجة لتكاليف أو إجراءات معقدة.
وتأتي هذه الخطوات في إطار رؤية استراتيجية تهدف إلى تحويل العمرة إلى تجربة روحية ميسّرة وشاملة، تُراعي التنوع الثقافي وتلبي الاحتياجات الفردية، مع المحافظة في الوقت ذاته على أعلى معايير التنظيم والأمن والخدمة داخل الحرم الشريف.
وبينما يتزايد الإقبال من المقيمين في دول الخليج على استخراج هذه التأشيرات، تعمل السلطات السعودية على تطوير أنظمة إصدار التصاريح الرقمية وتحديث قواعد البيانات بشكل مستمر، بما يضمن انسيابية الحركة وتكامل الجهات المعنية في خدمة الزوار والمعتمرين.
من جانبهم، رحّب العديد من المقيمين بهذه الخطوة، معتبرين أن فتح هذه التأشيرات الثلاث أمامهم يعكس حرص المملكة على تعزيز علاقتها بالمسلمين المقيمين في المنطقة، ويمنحهم فرصة نادرة لأداء العمرة أكثر من مرة في العام دون الحاجة لانتظار مواسم محددة أو ترتيبات جماعية.
هذا الانفتاح المتدرج والمخطط في سياسات التأشيرات ينسجم مع توجه السعودية لأن تكون وجهة دينية وسياحية عالمية، ويؤكد في الوقت ذاته أن العمرة باتت متاحة في كل وقت، للجميع، بمن فيهم المقيمون في الخليج، وفق نظام رقمي متطور ومتاح للجميع على مدار العام.