النصر السعودي يُنهي مغامرة بيولي بعد موسم مخيب للآمال رغم وجود رونالدو

أعلن نادي النصر السعودي رسمياً إنهاء التعاون مع مدربه الإيطالي ستيفانو بيولي، في قرار صادم جاء بعد أقل من عام على تعيينه لقيادة الفريق الذي يضم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو. وجاء القرار كنتيجة مباشرة للأداء المخيب للآمال في الموسم الحالي، حيث اكتفى العالمي بالمركز الثالث في الدوري السعودي للمحترفين، مما حرمه من التأهل المباشر لدوري أبطال آسيا للنخبة ومن تحقيق أي إنجاز يُذكر رغم الاستثمارات الضخمة في الفريق، وكشف بيان النادي الرسمي عبر منصات التواصل الاجتماعي عن إنهاء العلاقة التعاقدية مع المدرب الإيطالي دون الدخول في تفاصيل الأسباب أو الخطوات المستقبلية.
كان النصر قد راهن على خبرة بيولي عندما تعاقد معه في سبتمبر الماضي لمدة ثلاث سنوات، معولاً على سجله المميز مع نادي ميلان الإيطالي الذي قاده لإحراز لقب الدوري الإيطالي عام 2022 بعد غياب طويل عن المنصات. وجاء تعيين المدرب الإيطالي خلفاً للبرتغالي لويس كاسترو الذي أُقيل من منصبه بسبب البداية المتعثرة للموسم السابق، في محاولة لإعادة النادي إلى مساره الصحيح وتحقيق الطموحات الكبيرة التي وضعها بعد ضم رونالدو ونجوم عالميين آخرين، لكن الآمال المعلقة على الخبرة الأوروبية للمدرب تبددت أمام الواقع الصعب والمنافسة الشرسة في الدوري السعودي.
إقرأ ايضاً:في خطوة مفاجئة.. الهلال يتحرك لضم "صفقة عالمية" في قلب كأس العالم للأندية.. فمن هو؟هل منزلك هناك؟.. إزالة أحياء سكنية في مكة قريبة من الحرم
شهد الموسم الحالي تحت قيادة بيولي أداءً متذبذباً من النصر، حيث فشل الفريق في تحقيق الاستقرار المطلوب رغم وجود نجوم بارزين في صفوفه على رأسهم رونالدو الذي توج هدافاً للدوري برصيد 25 هدفاً. وتمكن الاتحاد من إحراز لقب الدوري بأداء مقنع، بينما حل الهلال وصيفاً، مما ترك النصر في المركز الثالث بفارق كبير بلغ 13 نقطة عن البطل وخمس نقاط عن الوصيف، وهو ما اعتبره الجمهور والإدارة فشلاً ذريعاً يستدعي التدخل الفوري، خاصة أن هذا الترتيب يعني عدم التأهل المباشر لدوري أبطال آسيا للنخبة الذي يمثل هدفاً أساسياً للنادي.
لم يقتصر فشل بيولي على الدوري المحلي فحسب، بل امتد إلى عدم تحقيق أي إنجاز في المسابقات الأخرى، مما جعل الموسم خالياً من الألقاب بشكل كامل رغم الإمكانيات الهائلة المتاحة للفريق. وكان من المتوقع أن يستفيد النصر من وجود رونالدو وباقي النجوم لتحقيق إنجازات محلية وقارية، لكن التكتيكات والخطط التي اعتمدها المدرب الإيطالي لم تؤت ثمارها المرجوة، مما خلق حالة من الإحباط لدى الجماهير والإدارة على حد سواء، وأثار تساؤلات حول قدرة المدربين الأوروبيين على التكيف مع طبيعة وخصوصية الكرة السعودية.
يواجه النصر الآن تحدياً كبيراً في البحث عن بديل مناسب لبيولي، خاصة مع اقتراب بداية الموسم الجديد والحاجة إلى إعادة ترتيب الأوراق بشكل جذري لتجنب تكرار خيبة الأمل. وتشير التوقعات إلى أن إدارة النادي ستسعى للتعاقد مع مدرب يتمتع بخبرة في التعامل مع النجوم الكبار وقادر على تحقيق التوازن بين الطموحات والواقع، خاصة مع استمرار وجود رونالدو الذي يحتاج إلى منظومة تكتيكية متقنة لاستغلال قدراته بالشكل الأمثل، كما أن قرار الإقالة يُظهر جدية الإدارة في عدم التساهل مع النتائج المخيبة للآمال مهما كانت سمعة المدرب أو خبرته السابقة.