في يومه العالمي.. 5 خرافات شائعة حول هذا المرض الجلدي.. والأطباء يكشفون الحقيقة

في اليوم العالمي للبهاق، تسلط المؤسسات الصحية والجهات التوعوية الضوء على هذا المرض الجلدي المزمن، الذي لا يزال محاطًا بكثير من الأساطير والمفاهيم الخاطئة رغم انتشاره عالمياً، وتُعد المناسبة فرصة حقيقية لكسر حاجز الصمت حول البهاق وتقديم رسائل دعم المصابين به.
البهاق ليس مجرد اضطراب جلدي، بل مرض مناعي ذاتي يهاجم فيه الجسم خلاياه الصبغية، ما يؤدي إلى ظهور بقع بيضاء متفاوتة الحجم تنتشر في مناطق مختلفة من الجسم، ولا يرتبط المرض بعدوى، لكنه غالبًا ما يُساء فهمه في المجتمعات، ما يزيد من المعاناة النفسية للمصابين.
إقرأ ايضاً:"دوران" يفاجئ الجميع.. اللاعب يرفض عرض فنربخشة القوي ويتمسك بالبقاء في السعوديةهل ينتهي عصر "برج خليفة"؟.. مشروع سعودي جديد يهدف ليصبح "الأطول في العالم" على الإطلاق
الاحتفاء بهذه المناسبة لا يقتصر على رفع الوعي بالمرض فقط، بل يشمل أيضًا التأكيد على أهمية الاستشارات الطبية المبكرة، وضرورة اللجوء إلى المتخصصين بدلًا من الاكتفاء بالتفسيرات الشعبية أو التجريبية، التي قد تزيد من تعقيد الحالة.
وفي هذا الإطار، فعّلت العديد من الجهات الصحية في المملكة برامج توعوية وعيادات افتراضية ومباشرة، لتقديم الاستشارات المجانية للمواطنين والمقيمين، وتُعد هذه المبادرات خطوة مهمة نحو تمكين المرضى من الحصول على الدعم الطبي والنفسي المناسب.
التوعية الشاملة بمرض البهاق تشمل جوانب متعددة، من أبرزها تفنيد الشائعات التي تدور حول أسباب المرض أو ارتباطه بالحالة النفسية أو التغذية، وهي أفكار لا أساس لها من الصحة العلمية، لكنها ما تزال رائجة في بعض الأوساط.
كما تسعى الحملات إلى تسليط الضوء على الخيارات العلاجية المتاحة، والتي تطورت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، بدءًا من العلاجات الموضعية، ومرورًا بالأشعة فوق البنفسجية، وانتهاء بالعلاجات البيولوجية التي لا تزال في طور التجريب أو الاعتماد.
اللافت أن المرض لا يؤثر على الصحة الجسدية العامة للمريض، لكنه يترك آثارًا اجتماعية ونفسية عميقة، وهو ما يجعل الدعم النفسي جزءًا لا يتجزأ من رحلة العلاج، ويستدعي تعاونًا وثيقًا بين الطبيب والمريض والأسرة والمجتمع.
تشير الإحصائيات إلى أن نسبة المصابين بالبهاق حول العالم تصل إلى 1-2% من السكان، ما يعني أن هناك ملايين الأشخاص يعايشون هذا المرض، كثير منهم بصمت، خشية الوصمة أو التمييز أو التنمّر الاجتماعي الذي لا يزال قائمًا في بعض الأماكن.
ومن الملاحظ في السنوات الأخيرة أن عددًا من المشاهير والمؤثرين بادروا بالإفصاح عن إصابتهم بالبهاق، ما ساعد في كسر الصور النمطية حول المرض، وأسهم في خلق موجة تعاطف وتفهّم أوسع على المستوى العالمي.
في المملكة، تحرص الجهات الصحية على توفير الخدمات التشخيصية والعلاجية ضمن المراكز المتخصصة، مع التوجيه المستمر للممارسين الصحيين حول كيفية التعامل مع المرضى، بما يضمن الحفاظ على كرامتهم وتحسين جودة حياتهم.
كما يجري تطوير برامج موجهة للمدارس والمجتمع المدني لنشر الوعي والتعاطف مع المصابين بالبهاق، خاصة من الأطفال والمراهقين، الذين قد يواجهون تحديات مضاعفة بسبب التنمر أو قلة الوعي.
اليوم العالمي للبهاق يُعد مناسبة لا لتعريف الناس بالمرض فحسب، بل لتأكيد أهمية الشمول في الرعاية الصحية، وضرورة إزالة الحواجز النفسية والاجتماعية التي تعترض المصابين، والانتقال من الشفقة إلى التمكين.
ومن المهم التذكير أن البهاق ليس مرضًا يجب الخجل منه، بل حالة طبية تتطلب احتواءً مجتمعيًا وعناية تخصصية، خاصة في ظل وجود حلول علاجية متعددة يمكن أن تقلل من انتشار البقع أو تساعد على استعادة اللون تدريجيًا.
ما يحتاجه المصاب بالبهاق أكثر من الدواء هو الأمان المجتمعي، والانتماء، وعدم النظر إليه كاستثناء، بل كفرد طبيعي يحق له أن يحيا دون خوف أو تمييز أو عزلة، وهي رسالة جوهرية لهذا اليوم العالمي الذي لا يجب أن يمر مرور الكرام.