هل ينتهي عصر "برج خليفة"؟.. مشروع سعودي جديد يهدف ليصبح "الأطول في العالم" على الإطلاق

قال موقع "rude baguette" الفرنسي إن إعلان السعودية عن تشييد "برج رايز" يمثل نقطة تحول معمارية غير مسبوقة في تاريخ ناطحات السحاب، إذ من المرتقب أن يصبح هذا البرج الأيقوني الأطول عالميًا، متجاوزًا بذلك كافة المعايير السابقة في عالم البناء الحديث.
ووفقًا لما ذكره الموقع، فإن برج رايز لا يقتصر على كونه هيكلًا شاهقًا فحسب، بل يعد تجسيدًا حقيقيًا لطموح السعودية في تعزيز مكانتها كقوة عمرانية عالمية، حيث اختير له موقع استراتيجي ضمن منطقة "القطب الشمالي" شمال الرياض، في جوار "المربع الجديد" وموقع "إكسبو 2030".
إقرأ ايضاً:لإنهاء "الفوضى" في الشوارع.. "المرور" يتصدى لظاهرة تهدد السلامة العامة.. وهذا مصير المخالفين1415 كيلوغراماً من الحرير والذهب.. بدء تغيير كسوة الكعبة تزامناً مع حلول العام الهجري الجديد
وأكد التقرير أن البرج يعكس رؤية السعودية الجريئة في الارتقاء بهندسة المدن، إذ يجمع بين العمق التراثي والحداثة التكنولوجية، ويُبرز قدرة المملكة على دمج عناصر الهوية الوطنية مع أحدث مفاهيم التصميم المستدام والتقنيات البيئية.
وسيكون برج رايز، الذي من المتوقع أن يتجاوز ارتفاعه حاجز 610 أمتار، أكثر من مجرد معلم عمراني؛ فهو مشروع متكامل يحتضن فنادق من الطراز العالمي، ومطاعم راقية، ومنصات مشاهدة تتيح إطلالات بانورامية على أفق الرياض المتغير.
وتسعى السعودية من خلال المشروع إلى خلق مركز نابض يجمع بين الاقتصاد والثقافة والسياحة، في خطوة تهدف إلى تنويع مصادر الدخل الوطني، ودعم قطاعات جديدة مثل الضيافة والترفيه، وتعزيز موقع الرياض كعاصمة عالمية متعددة الأبعاد.
ويعد اختيار موقع البرج قرب منطقة إكسبو 2030 انعكاسًا لتكامل الرؤية التنموية في المملكة، إذ يُتوقع أن يشكل البرج محورًا رئيسيًا لاحتضان المؤتمرات والفعاليات الدولية الكبرى، ويعزز من جاهزية البنية التحتية لاستقبال الوفود والزوار من مختلف أنحاء العالم.
وتراهن السعودية على منطقة "القطب الشمالي" لتكون وجهة حضرية متكاملة، تضم مشاريع سكنية وتجارية وثقافية بمستوى عالمي، وتعمل على جذب الاستثمارات الخارجية وتوفير بيئة حياة عصرية تدعم جودة المعيشة والازدهار الاقتصادي والاجتماعي.
وسيُعاد رسم مشهد الرياض المعماري مع اكتمال برج رايز، الذي سيصبح مرئيًا من جميع أطراف العاصمة، بتصميمه الانسيابي المتناغم مع طبيعة المناخ الصحراوي، وقدرته الفريدة على تحمّل درجات الحرارة العالية والرياح القوية.
وسيعتمد البرج على مصاعد عمودية من الجيل الجديد، فضلاً عن تقنيات عرض تفاعلية تُمكن الزوار من التفاعل مع تاريخ الرياض وتفاصيل تشييد هذا المعلم، إضافة إلى تقنيات بناء خضراء تحد من استهلاك الطاقة وتقلل من انبعاثات الكربون.
وأشار التقرير الفرنسي إلى أن الأثر المتوقع للبرج يتجاوز الجانب العمراني، ليكون محفزًا اقتصاديًا شاملاً من خلال خلق آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة، وتنشيط حركة السوق في قطاعات الإنشاء، والتجارة، والخدمات.
ولن يقتصر دور برج رايز على الجوانب الاقتصادية فقط، بل سيمثل منصة ثقافية ومعنوية ترمز إلى التحول السعودي، وتعبّر عن الرغبة في تقديم نموذج حضاري ينطلق من البيئة المحلية ويتفاعل مع العالم بكل انفتاح.
وسيُسهم البرج أيضًا في دعم جهود المملكة على صعيد الاستدامة، حيث جرى تصميمه وفق أعلى معايير الأبنية الخضراء، ليكون نموذجًا يُحتذى به عالميًا في الجمع بين البنية التحتية المتقدمة والحفاظ على البيئة.
كما يهدف المشروع إلى تحويل البرج إلى وجهة سياحية رئيسية، حيث يُتوقع أن يجذب ملايين الزوار سنويًا، ويمنحهم تجربة فريدة في قلب العاصمة، ويُرسخ صورة السعودية كدولة تجمع بين الرؤية المستقبلية والروح الأصيلة.
ووصف الموقع الفرنسي برج رايز بأنه "رمز للنهضة السعودية الحديثة"، لافتًا إلى أن المشروع يعكس انتقال المملكة من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ، ويُجسد التطلعات الكبيرة نحو بناء مستقبل يعانق السحاب من قلب الصحراء.
وفي ختام التقرير، تساءل الموقع عمّا إذا كان برج رايز سيُلهم دولًا أخرى للانطلاق في مشاريع معمارية مماثلة، أم سيظل تحفة سعودية خالصة لا تتكرر، تجسّد طموحًا بلا سقف، وشغفًا عمرانيًا يسابق الزمن والارتفاعات.