لأن "التشخيص المبكر" يغير كل شيء.. مبادرة صحية جديدة في جازان تستهدف هذه الفئة الغالية

فعّل تجمّع جازان الصحي خدمات الفحص المبكر للأطفال ذوي الإعاقة، في خطوة بالغة الأهمية تهدف إلى تعزيز جودة الرعاية الصحية والتشخيص المبكر، ضمن رؤية متكاملة تسعى إلى دعم هذه الفئة وتمكين أسرهم من التدخل في الوقت المناسب.
يأتي هذا التفعيل ضمن سلسلة مبادرات نوعية أطلقها التجمّع بالتعاون مع عدة جهات ذات صلة، بهدف توحيد الجهود وتسهيل الوصول إلى الخدمات الصحية المتخصصة، في بيئة تراعي احتياجات الأطفال وتقدّر التحديات التي تواجههم وأسرهم.
إقرأ ايضاً:قبل أن تفتح رسالة نتيجتك.. "هيئة التقويم" توجه نصيحة هامة للطلاب وأولياء الأمورفي يومه العالمي.. 5 خرافات شائعة حول هذا المرض الجلدي.. والأطباء يكشفون الحقيقة
وتم تنفيذ المبادرة بالتنسيق مع الإدارة العامة للتربية الخاصة بوزارة التعليم، مما يعكس شراكة تكاملية بين القطاعين الصحي والتعليمي، في سبيل ضمان تقديم خدمات دقيقة وذات جودة عالية للأطفال من ذوي الإعاقات المختلفة.
وقد بدأت فرق طبية متعددة التخصصات بجولات ميدانية استهدفت مراكز التربية الخاصة وبرامج الدمج بمختلف مدارس منطقة جازان، حيث أُجريت فحوصات شاملة للأطفال تتعلق النطق، والسمع، والقدرات الإدراكية، والوظائف الحركية.
ولم تقتصر الفحوصات على التقييم الطبي، بل شملت أيضًا تقديم المشورة والإرشاد لأولياء الأمور، عبر لقاءات مباشرة مع الأطباء والأخصائيين، في محاولة لتقريب المعرفة الطبية إلى الأُسر بلغة مبسطة وتوصيات قابلة للتطبيق.
وتُعد هذه المبادرة واحدة من الإجراءات الوقائية التي تهدف إلى الاكتشاف المبكر للإعاقة أو التأخر النمائي، وهو ما يسهم بشكل فعّال في تقليص حدة الإعاقات مستقبلاً وتحسين نتائج التدخل العلاجي والتأهيلي على المدى الطويل.
وحرص التجمّع الصحي على إشراك كوادر طبية ذات خبرة عالية، من بينها أطباء أطفال، وأخصائي علاج طبيعي، وأخصائيو نطق وتخاطب، إضافة إلى فنيين في قياس السمع والبصر، مما ضمِن تنفيذ الفحوصات بدقة واستنادًا إلى معايير طبية معتمدة.
وقد لقيت الحملة الميدانية تفاعلًا واسعًا من إدارات المدارس وأولياء الأمور، حيث عبّر الكثير منهم عن ارتياحهم لمستوى الخدمة المقدمة وسرعة الإجراءات، بالإضافة إلى التواصل الإنساني والمهني الذي أبدته الفرق الطبية.
كما تم خلال الحملة توثيق البيانات الصحية للأطفال في ملفات إلكترونية مخصصة، تُمكّن الفرق الطبية من متابعة الحالات مستقبلاً وربطها بالخدمات العلاجية أو التأهيلية المناسبة لكل حالة حسب درجة الإعاقة أو نوعها.
وفي السياق ذاته، أكد مسؤولو تجمّع جازان الصحي أن المبادرة تأتي امتدادًا لمساعي التحول الصحي الوطني، الذي يركّز على تقديم الرعاية الوقائية والمجتمعية، وتعزيز الصحة العامة بمفهومها الشامل الذي يربط بين الكشف المبكر والتدخل العلاجي الفوري.
وتطمح فرق العمل إلى تغطية أوسع للمدارس ومراكز التربية الخاصة في المرحلة المقبلة، وذلك من خلال جدولة زيارات ميدانية منظمة تُنفذ تباعًا، لتشمل كافة محافظات ومراكز منطقة جازان، وتصل إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال المحتاجين للفحص.
وقد شددت الفرق الطبية على أهمية استمرارية الفحص الدوري للأطفال، خاصة في السنوات الأولى من العمر، حيث إن تأخر التشخيص في بعض الحالات قد يؤدي إلى صعوبات تعليمية ونفسية واجتماعية يصعب علاجها لاحقًا.
كما دعت المبادرة إلى رفع الوعي لدى الأُسر والمعلمين بأهمية مؤشرات التأخر النمائي، وأهمية ملاحظتها مبكرًا والإبلاغ عنها دون تردد، حيث يشكّل التعاون المجتمعي حلقة حاسمة في سلسلة الرعاية المتكاملة لذوي الإعاقة.
في ختام الجولة، عبّر أولياء الأمور عن شكرهم وامتنانهم لهذه المبادرة التي لامست احتياجاتهم، مؤكدين أنها تمثل فارقًا حقيقيًا في حياة أبنائهم، ونافذة أمل نحو مستقبل أفضل يعتمد على الدعم الفعلي لا النظري فقط.