السعودية تزرع 50 مليون بذرة محلية في صحراء الربع الخالي
بدأت المملكة العربية السعودية تنفيذ مشروع بيئي ضخم يهدف إلى تعزيز استدامة الغطاء النباتي في واحدة من أكثر المناطق تحديًا مناخيًا، إذ أعلن المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي بالتعاون مع شركة أرامكو عن نثر نحو 50 مليون بذرة من النباتات المحلية في ثلاث مناطق مختارة داخل صحراء الربع الخالي، إضافة إلى موقعي حرض ويبرين شرقي المملكة. وشملت البذور المزروعة أنواعًا محلية معروفة بقدرتها على التكيف مع الظروف الصحراوية القاسية مثل الأرطى والعرفج والضمران والرمث.
تأتي هذه الخطوة امتدادًا مباشرًا لمبادرتي "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر"، اللتين أطلقتهما المملكة لدعم الجهود العالمية في مكافحة التغير المناخي، حيث تركز الخطتان على تقليل الانبعاثات الكربونية، وزيادة المساحات الخضراء، واستصلاح الأراضي المتدهورة، ما يعكس التزام السعودية بخفض البصمة البيئية وتعزيز التوازن البيئي في المنطقة.
إقرأ ايضاً:إعلان رسمي "هيئة العناية بالحرمين".. كسوة الكعبة من سبع خامات فاخرة| إليك التفاصيل!تحديث من "وزارة الموارد البشرية" رفع تدريجي لنسبة استقطاع التقاعد للموظفين الجديد..بداية من هذا الموعد!
وقد شهدت السنوات الأخيرة تسارعًا ملحوظًا في المبادرات البيئية الوطنية منذ إعلان رؤية السعودية 2030، إذ باتت الاستدامة البيئية أحد أركان التحول الوطني، مدعومة بمشاريع واسعة تشمل حماية الحياة الفطرية، والتوسع في الطاقة المتجددة، وإعادة تأهيل النظم البيئية الطبيعية. وتسعى السعودية من خلال هذه المشروعات إلى بناء اقتصاد أخضر متكامل يحاكي أفضل الممارسات العالمية.
ويكتسب المشروع أهمية إضافية بالنظر إلى موقع التنفيذ، إذ تُعد صحراء الربع الخالي من أكبر وأقسى الصحارى الرملية في العالم، وهو ما يجعل عملية التشجير فيها تحديًا بيئيًا وتقنيًا فريدًا من نوعه، يعكس تطور القدرات السعودية في مجال التكنولوجيا البيئية وإدارة الموارد الطبيعية. كما يسهم المشروع في تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية العمل البيئي، وتشجيع مشاركة المجتمع في مبادرات الاستدامة الوطنية.
يمثل نجاح هذا المشروع البيئي إنجازًا نوعيًا في سجل المملكة الطموح نحو الريادة في العمل المناخي إقليميًا ودوليًا، وهو ما قد يُلهم دولًا أخرى لاعتماد مبادرات مشابهة في بيئاتها القاحلة. وتُظهر المملكة من خلال هذه الخطوات أن التصحر ليس قدرًا لا يُمكن مقاومته، بل تحدٍ يمكن التغلب عليه عبر التخطيط والإرادة والابتكار.